لمحات عن مكوّنات المجتمع العراقي

تحقيقات وتقارير
  • 28-03-2021, 12:09
+A -A

أربيل – واع ــ ايفان ناصر حسن 
العراق بلد التنوع الديني والمذهبي، فيه عاشت أقدم الديانات ،وعلى أرضه تعايشت المكونات سوية ،وفيه مختلف الجماعات الدينية والإثنية  التي تشكلت منذ القدم وعاشت فيه ، وبعضها أصيل تعود جذوره لحضارات وادي الرافدين ،والبعض الآخر مستوطن ، لكنها شكلت بمجموعها مع باقي المكونات الدولة العراقية الحديثة ، وتطلق عليهم  تسمية "الأقلية "حسب لوائح الأمم المتحدة ، وللتعرف على تفاصيل أكثر عن الأقليات العراقية ، أجرت وكالة الأنباء العراقية (واع) في هذا الاستطلاع مع عدد من  الشخصيات التابعة لمختلف المكونات الاجتماعية.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الصابئة المندائيون 
تقول الناشطة فائزة ذياب نائبة رئيس جمعية الثقافة المندائية في أربيل لوكالة الأنباء العراقية (واع ): إن "للصابئة خمسة أركان وهي  - التوحيد والتعميد والصلاة والصوم والصدقة "، مشيرة الى أن "غالبية الصابئة يتواجدون في العراق ويبلغ عددهم نحو سبعين ألف نسمة".
 وأضافت أن "الصابئة المندائيين منتشرون في أكثر المحافظات ، لكن الأغلبية منهم يسكنون في العاصمة بغداد ،وأن من أهم الكتب الدينية لهذه الطائفة الكتاب المقدس كنزا ربا - ويعني الكنز العظيم وهي أول ديانة موحدة ظهرت على وجه المعمورة ويصفون الخالق المعبود بالحي العظيم ولهم عدة أنبياء أولهم نبي آدم (ع) أبو البشرية ويحتفظون بصحفه المعروفة بصحف آدم وآخرهم النبي يحيى بن زكريا وكتابه الموسوم بتعاليم يحيى ــ عليهم السلام جميعاً ــ اما لغتهم المندائية فهي المصدر الأول والرئيس لظهور اللغة العربية". 

الكاكائيية 
يعود اصل الديانة "اليارسانية الكاكائية" لآلاف السنين ، ويتركز أتباعها في كردستان العراق.
وأشار الباحث فرهاد كاكايي ، إلى أن "الكاكائيين موجودون في منطقة جبال زاكروس ومحافظات الموصل وكركوك وديالى والسليمانية"، لافتاً الى أن "عددهم يبلغ نحو 200 ألف نسمة في العراق".
وأضاف أن "الكاكائية ديانة مستقلة عن جميع الأديان، ولها أربعة أركان وهي: ( الصدق والطهارة والتضحية وإنكار الذات ) مبيناً أن "أصحاب هذه الديانة تعرضوا للإبادة الجماعية عبر التاريخ ، وكانت آخرها جرائم الإبادة التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية". 

الزرادشتية 

تؤكد مندوبة الزرادشتيين بحكومة إقليم كردستان أوات حسام الدين ، أن "أغلب الأكراد كانوا زرادشتيين قبل الإسلام ، وكانت الديانة الزرادشتية تنتقل كتوارث اجتماعي ،ويمارس أتباعها طقوسهم بالخفاء"، مبينة أنه "بعد العام 2015 صدر قانون في برلمان إقليم كردستان، تضمن الاعتراف بالزرادشتية كديانة، وأصبح الزرادشتيون يمارسون طقوسهم بحرية".
ولفتت حسام الدين الى أن "للزرادشتيين أربعة منظمات ومعبدين في محافظتي اربيل والسليمانية". 

الايزيدية  

تعد الديانة الأيزيدية واحدة من الأديان القديمة ، وتبدلت أوضاع الايزيديين بتبدل الازمان والظروف التي مرت عليهم ، وتشترك هذه الديانة مع أديان أخرى بعدد من المقومات الدينية وخاصة الكاكائية.
 يصف الناشط المدني خضر دوملي: "الديانة الايزيدية بانها دين توحيدي ،ولكن تعرض اتباعها منذ عدة قرون الى هجمات فكرية وثقافية إضافة الى حملات إبادة ، آخرها كان العام 2014 على يد عصابات داعش الإرهابية بسبب انتمائهم الديني".
وأضاف أن " الايزيديين يعدّون الشمس مصدر الحياة ويعد معبد "لالش" الذي يقع شرق محافظة دهوك من أهم وأشهر معابد الايزيديين" ، لافتاً إلى أنه في الوقت نفسه"يتواجد أتباع هذه الديانة في مدن دهوك وسميل وزاخو وسنجار وشيخان وبعشيقة وبحزاني وتلكيف".
من جانبه قال ممثل الديانة الايزيدية بحكومة إقليم كردستان خيري بوزاني إن: "عدد أتباع الديانة الايزيدية في العراق يبلغ 600 ألف نسمة ، قبل سيطرة عصابات داعش الإرهابية وهجومهم الغادر على قضاء سنجار ومحافظة نينوى العام 2014".

المسيحيون 
المسيحيون في العراق هم أحفاد الكلدان السريان الآشوريين، ويتواجدون في العراق منذ تسعة آلاف عام ، وهم أحفاد الحضارات في بابل وآشور التي تعد مهد الحضارة الإنسانية.
كان المسيحيون يسكنون في أغلب مناطق بلاد وادي الرافدين، وهذا ما قاله عضو مجلس النواب السابق جوزيف صليوة، مشيراً الى أن " المسيحيين تعرضوا لعدة مذابح على مر التاريخ ، ومنها مذبحة الأرمن وسميل وصوريا والانفال ، وتعرض المسيحيون الى مجزرة كبيرة خلال سيطرة عصابات داعش الإرهابية على مدينة الموصل".
 وأضاف أن "المسيحيين يسكنون حاليا في بغداد وسهل نينوى ومدينة الموصل واربيل ودهوك وغيرها".

الكرد الفيليون

الكرد الفيليون يسكنون محافظات بغداد وديالى وواسط وميسان وبابل ، ويعملون في مختلف المجالات مثل التجارة والصناعة واستمروا بالتنقل بين العراق وايران قبيل الحرب العالمية الأولى.
ويؤكد رئيس جمعية الكرد الفيليين سامي فيلي أن " أصل كلمة فيلي هو بيلية وتعني الرجل الشجاع" ، ويضيف أن "عددهم  يقدر في العراق بنحو  مليوني نسمة".
وأكد: "تعرض الكرد الفيليين الى تهجير قسري إبان الأنظمة التي حكمت العراق ، إذ تم تهجير قرابة نصف مليون فيلي خلال الفترة من 1971 الى 1980، وتمت مصادرة أملاكهم ، وقد عاد معظمهم الى العراق بعد سقوط النظام".
 
الأرمن 
الأرمن هم قوم من أوائل من اعتنقوا المسيحية وتحديداً العام 301 ميلادية، كما يرى ذلك  الناشط المدني اري بوغوس، مضيفاً أن "الأرمن موجودون في العراق منذ قرون عديدة ، وقدموا من أرمينيا التي تعد مسقط رأس أرمن العراق"، لافتاً الى أن "الأرمن سكنوا محافظة البصرة العام 1222 ميلادية بعد تأسيس عدة أبرشيات لهم".
 ولفت الى أن "ذلك يعد أول ظهور لهم في العراق، ومنها توجهوا  الى باقي المدن العراقية ،ومنها بغداد وكركوك والموصل" ، مؤكداً "تعرضهم الى إبادة على يد العثمانيين العام 1915 كما تعرضوا للتهجير القسري، واتجه قسم كبير منهم الى العراق، وازداد عددهم ووصل الى 20 ألف أرمني".
وتابع بوغوس: "في فترة التسعينيات وبعدها غادر عدد كبير من العراق ، ويقدر عددهم حاليا في إقليم كردستان بنحو 3 آلاف ، ويسكنون في أربيل ودهوك وزاخو" ،مؤكداً أن "الأرمن يتحدثون اللغة العربية والكردية والأرمنية ، وأسهموا بشكل كبير في خدمة وبناء البلد، وهم  من المكونات الأصيلة للمجتمع العراقي وبرعوا في مجالات الطب والهندسة والفن". 
التركمان 
يمثل التركمان القومية الثالثة في العراق، والثانية في إقليم كردستان، وترى رئيسة منظمة تولاي التركمانية هيمان رمزي، أن "التركمان يتوزعون جغرافيا في مناطق الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين واربيل"، مشيرة الى "تعرض اغلب المناطق التركمانية لهجمات شرسة من قبل عصابات داعش الإرهابية".
البهائيون 
يقول ممثل البهائيين بحكومة إقليم كردستان سرمد كيخسرو: "كانت بدايات الديانة البهائية في العراق وايران وفلسطين ، ويقدر عددهم الان في العالم بـ 7 ملايين نسمة" ، مشيراً الى أن "تاريخهم في العراق بدأ منذ اعتكاف "بهاء الله" في منطقة دوكان التابعة لمحافظة السليمانية لمدة ستة اشهر بضيافة المدرسة القادرية والنقشبندية".
ولفت الى أن "اتباع الديانة البهائية يتوزعون في محافظات اقليم  كردستان ، وفي عام 2012 تم الاعتراف رسمياً بالمجلس الأعلى للبهائيين في الإقليم".
ونظراً لتعدد المكونات والديانات في إقليم كردستان ، أقرّ برلمان كردستان قانوناً باسم قانون حماية حقوق المكونات في كردستان العراق المرقم 5 في عام 2015 وتضمن ثلاثة فصول وتسع مواد، بهدف تثبيت حقوقهم جميعاً في المساواة وتكافؤ الفرص.