رئيس شؤون الصابئة في ميسان يكشف سر ارتباط المندائيين بالماء

تحقيقات وتقارير
  • 19-07-2020, 23:54
+A -A


ميسان – واع – عبد الحسين بريسم/ شذى السوداني
كشف رئيس شؤون الصابئة المندائيين في محافظة ميسان ناظم عودة حمادي ، سر ارتباط الصابئة المندائيين بالماء، فيما حدد الاعياد والطقوس السنوية التي يؤديها ابناء الطائفة.
وقال حمادي في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان اهم الاعياد والطقوس السنوية التي يؤديها الصابئة المندائيون هي: العيد الكبير يستذكر فيه المندائيون التكوين الاول للخلق المادي ويعد بداية للسنة المندائية، لافتا الى ان العيد الصغير او ما يسمى بعيد الازهار هو مناسبة تهيئة الارض بأمر الحي العظيم من اجل خلق ادم وحواء. 
 
عيد الخليقة

واضاف، اما عيد الخليقة (البرونايا) فهو عيد الايام الخمسة البيض والتي تجلت فيها صفات الخالق العظيمة، مبينا انه يعتبر التكوين الاول للعالم النوراني ولذلك فهو يعد يوما واحدا ليس فيه ظلام ولا يشطره ليل.

 
العيد الذهبي

واشار الى ان العيد الذهبي في الطائفة الصابئية المندائية هو هبة الله، حيث ان اسمه مبارك ومعظم للملائكة الذين تعمدوا في عوالم النور العليا، مبينا ان في هذا اليوم تعمد النبي يحيى بن زكريا (ع) .
واوضح، ان في العيد الذهبي يتوجب على الفرد المندائي ان ينال التعميد بعد ٣٠ يوما من ولادته اذ يعد هذا الطقس ولادة روحية له ليكون مندائيا .

 
التعايش السلمي في ميسان

وعن التعايش السلمي بين مكونات المجتمع الميساني ذكر حمادي، ان طائفة الصابئة المندائيين متأصلة الجذور في البلد، حيث انها طائفة مسالمة وتحب العيش بسلام مع الاخرين ، لافتا الى انهم امتزجوا مع نسيج المجتمع الميساني المعروف بترابطه وهكذا اندرج ابناء الصابئة مع غيرهم من القبائل في جنوبي العراق واكتسبوا القابا.
وتابع، انه نتيجة التعايش السلمي بين اطياف المجتمع العراقي الميساني بنيت هناك علاقات وطيدة بين مشايخ ووجهاء الطائفة مع الطوائف الاخرى في المحافظة، التي انجبت معلمين وأطباء وشعراء امثال عبد الرزاق عبد الواحدن ناجية المراني، و لميعة عباس عمارة، وعليه ان يكون الانسان مسالما محبا للاخرين ليعم الرخاء في ارض المعمورة.

 
 
مراتب رجال الدين لدى المندائيين

 وبشأن كيفية مراتب رجل الدين في طقوس المندائيين اوضح حمادي، ان الفرد يصبح شيخا في الديانة المندائية، شرط ان يعتمد على الطقوس الدينية التي يؤديها المندائيون مع رجال الدين الذين يتسلسلون بمراتب كهنوثية وفق دراستهم وتبحرهم في الدين الصابئي المندائي، لافتا الى ان هناك مراسيم طقوسية خاصة تقام له ، بشرط ان يكون من سلالة ملتزمة دينيا ويجيد القراءة المندائية.
واشار الى ان اولى المراتب في تدرج رجال الدين المندائيين هي مرتبة الترميذا ، والتي فيها يكرس رجل الدين بطريقة خاصة لكي يرتقي الى هذه الدرجة، وكذلك مرتبة "الكنزاربا" وتعني دارسا وحافظا للكتاب المقدس، مبينا ان الكنزاربا تعني خاتمها وعليه ان يجسد معناها فعليا حيث يكون ملما بجميع جوانب الديانة المندائية.
 
واكد ان هناك مرتبة تسمى الريش امه، وتعني رئيس الامة لذا فهو رجل يمتلك الحكمة والدرايا والحنكة في اتخاذ القرار الصائب، مبينا ان هذه المرتبة السامية هي قمة مايصل اليه رجل الدين من الايمان والعلم الديني ، وانها اعلى درجات الزهد الديني والتي تتطلب منه الابتعاد عن كل الماديات والانصراف الى التعبد.
ومضى بالقول، اما  اعلى المراتب الدينية، فهي مرتبه النبي يهيى يهانه (يحيى بن زكريا) "ع".

سر ارتباط الصابئة بالماء

 

 

واوضح، انه تم بناء المندي الخاص بالصابئة المندائيين  عام ١٩٧٤ على ضفاف نهر الكحلاء احد فروع نهر دجلة، الذي يحيط مدينة العمارة كسوار من ماء ومحبة ليكون ارتباط الصابئة المندائيين بالماء الجاري، لما تتطلبه الطقوس الدينية ذلك ليكون الصباغة (التعميد) ركنا اساسيا من اركان الدين المندائي وتكون بالمياه الجارية حتما ، لذلك يتواجد الصابئة المندائيين قرب الأنهار والاهوار.