تعليمات اغلاق المقاهي قبل منتصف الليل بين الرفض و الترحيب

تحقيقات وتقارير
  • 18-03-2019, 07:35
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

بغداد- واع- حسين محمد الفيحان 

تتباين الآراء بين اصحاب المقاهي و الزبائن حول قرارات عمليات بغداد الصادرة مؤخرا بتخصيص وقت محدد لعملهم , حتى الساعة الحادية عشرة ليلا ,وما يتعلق بمنع المراهقين الذين لم تصل اعمارهم السن القانوني من الجلوس في(المقاهي) و الحرص على ان تكون مجازة لدى وزارة الصحة تلافيا لما يحصل من حالات خارجة عن الاطر القانونية و الاخلاقية في بعض المقاهي .

احمد ذو الـ(17) عاما , لم يجد مكانا يقضي فيه اوقات فراغه كما يقول لـ(واع) انه ،تعود على استنشاق رائحة (المعسل) من الاركيلة منذ ان وطأة اقدامه قبل سنوات عتبة المقاهي و لعلها احد الاسباب التي جعلته يستهجن قرار عمليات بغداد بمنع من هم بعمره ان يترددوا على المقاهي , حتى وان كانت لغرض الاستراحة او لقاء الاصدقاء , و يضيف قائلا : أن "على الجهات المختصة عند منع هذه الامور عن الشباب توفير بدائل كمراكز رياضية او ثقافية" .

 مواطنون رحبوا بقرار اغلاق المقاهي عند الساعة الـ (11) ليلا , كما يتحدث الموطن وليد صالح , (60) عاما , لـ(واع) قائلاً : ان "هناك ظاهرة منتشرة جدا في المناطق الشعبية الان و هي ارتياد الصغار والشباب للمقاهي و المقاهي و تأخرهم فيها", مبينا ان "ذلك يؤثر تأثيرا كبيرا على مدارسهم و اشغالهم ,وان طلبة يخرجون في النهار من المدارس ليذهبوا الى المقاهي لتدخين الاركيلة" .

اما اصحاب المقاهي و منهم عوض حميد , صاحب مقهى (كوفي شوب) في منطقة العلاوي يقول لـ(واع) : إن "هذه القرارات تشمل المقاهي الموجودة في مناطق غير مناسبة , كتلك الواقعة وسط الاحياء السكنية الصغيرة و التي يجب على السلطات المختصة عدم منحها اجازة اصلا" , مبينا ان "مقهاه ملتزمة بكافة الشروط القانونية و الامنية و اهمها عدم السماح لمن دون سن الـ(18) عامل, بالدخول اليها , غير انه اعتبر قرار الاغلاق في الساعة الـ(11) ليلا بانه أثر كثيرا على عمل المقاهي بصورة عامة " .

من جانبه ، عد -عامر جواد - أحد المرتادين للمقاهي و المقاهي،ان "قرار الاغلاق أثر كثيرا على هوايته و الكثيرين بمتابعة كرة القدم الجماهيرية التي تبدأ اغلب مبارياتها للدوري الانكليزي و الاسباني و الاوربي بعد منتصف الليل" .

وتوضح عمليات بغداد و على لسان المتحدث باسمها اللواء سعد معن , الذي قال في لوكالة الانباء العراقية (واع) : ان "قرار اغلاق المقاهي عند الساعة (11) ليلا ومنع الشباب دون السن القانوني من دخلولها , جاء بسبب اتساع ظاهرة المقاهي العشوائية و التي اصبحت وكرا لعصابات الجريمة المنظمة وتساعد على شيوع ثقافة الادمان و تعاطي المخدرات و تجارتها" .

ويرى مختصون ان قرارات عمليات بغداد صائبة , خصوصا بعد انتشار المقاهي بشكل كبير في المناطق السكنية و هو ما يساعد على استقطاب المراهقين وتجريدهم من مسؤولياتهم الاجتماعية و المستقبلية .

-استاذ علم النفس و المهتم في شؤون مكافحة المخدرات و الفئات الشبابية الدكتور عامر الحيدري اشار لـ(واع) الى،أن "منح الاجازات لـ(الكوفيهات) يجب ان تصدر من وزارة الصحة من حيث توفر الشروط الصحية في المكان والعاملين فيه , اضافة الى الدوائر البلدية التي تحدد الموقع الجغرافي بحيث لا يكون قريبا من سكن العوائل ,اما الجهات الامنية فهي يجب ان تطبق الجوانب ذات الصلة بالقانون و الامن و اهمها الفئات العمرية المسموح لها بالدخول الى تلك المقاهي و الساعات و التوقيتات المسموح بها لمزاولة العمل" ,مشددا على اهمية،أن "تاخذ الجهات المسؤولة اعلاه دورها في ذلك" .

و مثلت الاجراءات الامنية الاخيرة تأثيرا كبيرا على اصحاب المقاهي بسبب غلاء ايجارات المحال و المستلزمات الاخرى لان غلقها عند الساعة ال(11) ليلا يقلل من ايرادهم اليومي .

 ومع ذلك لا تزال الكثير من المقاهي مفتوحة حتى اوقات متأخرة من الليل .