خمس قصص لابراهام شانكر

ثقافة وفن
  • 29-09-2021, 08:21
+A -A

  ترجمة: عبد الصاحب محمد البطيحي
1 ـ  الطريق الضيق أمام الفائز                                                                   

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ليس هناك من شيء يكتنز بالأهمية ما لم يبذل من أجل الحصول عليه جهد فائق. شهد فز كريسلر، عازف الكمان المشهور، بذلك حينما قال: إنه طريق ضيق ذلك الذي يفضي الى معرفة نمط حياة عازف الكمان. فبعد ساعة وأخرى، وبعد يوم وآخر، وأسبوع يتلو  آخر، والى مدى عام ، كنت أعيش مع آلة الكمان خاصتي.     
كانت هناك أمور كثيرة رغبت بها لكنني عزفت، مكرها، عن تحقيقها. كانت هناك اماكن كثيرة تخليت عن زيارتها من أجل رغبتي في التفوق في عالم العزف على  هذه الآلة. 
كانت المسالك  ضيقة  والوسيلة عسيرة.
2 -  البحث عن الذهب                                                               
في وقت ما كان أندرو كارنيجي أغنى رجل في أميركا، تلك التي جاء اليها من مسقط رأسه في اسكتلندا عندما كان طفلاً صغيراً. بعد أن  أدى عدداً من الوظائف ذات النفع الضئيل انتهى الأمر به أن يكون أكبر مصنّع للصلب في الولايات المتحدة، يعمل معه ثلاثة واربعون مليونيراً. آنذاك كان من النادر أن تجد من يمتلك هذه الصفة، واذا أردنا التحفظ في الكلام، نستطيع القول بأن «مليون دولار» في ذلك العهد يعادل عشرين مليون دولار في الوقت الحاضر.سأل أحد المراسلين الصحفيين كارنيجي كيف استطاع تسخير هذا العدد من الأثرياء للعمل لصالحه، أجاب بانهم لم يكونوا من اصحاب الملايين عندما بدؤوا العمل معه، انما امتلكوا هذا القدر من الثراء نتيجة
لعملهم ذلك. كان السؤال الآخر للمراسل: كيف جعلت من هؤلاء الرجال ذوي نفع مادي جديرين بأن تجزل عليهم العطاء الوفير؟ 
أجاب: أن طريقة تطوير الرجال لأنفسهم تشابه طريقة استخراج الذهب. عند استخلاص الذهب يجب نقل أطنان من الأوساخ للحصول على أونصة واحدة منه، لكن لا يذهب المرء الى المنجم بحثا عن الأوساخ، إنما يذهب بحثاً عن الذهب.
3 -  اختار العميد الحكمة 
يظهر ملاك في اجتماع هيئة التدريس والادارة، يخبر العميد بأن الله سيمنحه، مقابل سلوكه المثالي وغير الأناني، ثروة طائلة، تتمثل باختياره أحد  خصلتين: الحكمة أو الجمال. ومن دون أدنى تردد يختار العميد حكمة لا حدود لها، وبسرعة يستجيب الملاك: ستنال ما تريد. ثم يختفي في سحابة دخان وحزمة برق.                  
تتجه أنظار الجميع، الآن، نحو العميد الجالس محاطاً بهالة من الضوء الباهت، يهمس أحد زملائه: قل شيئاً.
يتطلع نحوهم ويقول:
 كان يجب عليَّ أن آخذ المال 
4 ـ القدرة على التأثير   
ظل أحد المعلمين في مكتبي يشرح طوال الصباح أمام فئة من الشرطة وسيلة التأثير على الآخرين. 
نادى على أحد الرجال. حالما اقترب هذا منه سلمه ورقة كتب عليها:                        
«أنت المسؤول هنا، اطلب من جميع الجالسين في الغرفة أن يخرجوا بهدوء وطمأنينة»، غير ان هذا راح في حيرة من أمره، لم ينطق بكلمة واحدة وعاد الى مقعده. 
عندما استدعي رجلٌ آخر، بادر هذا مخاطباً الجالسين: «على الجميع أن يتركوا الغرفة، هيا.
غير أن لا أحد منهم تحرك من مكانه. اخرجوا»
استدعي ثالثٌ، فنظر هذا الى المعلمين، ابتسم وقال مخاطباً الجالسين: 
«حسناً أيها الرجال، حانت الفرصة لتناول الغداء».
 سرعان ما تحرك
 الجميع وغادروا الغرفة.
5 ـ تواجهك عقبات؟ 
أزف لك التهاني.
في عام 1962 نشر كل من فكتور وميلدرد غورسيل دراسة تكشف عن 413 شخصا من ذوي الشهرة والذين يمتلكون موهبه بشكل استثنائي، يطلق عليهم مهاد العظماء. لقد أمضيا سنوات طوالاً في محاولة فهم ما انتج مثل هذه العظمة؟، وما هو الخط العام الذي يحتمل ان يجمعهم من خلال حياتهم كلها؟. ومما يثير الدهشة أن الحقيقة الأكثر بروزاً، كما توصلا، هي ان جميعهم كان عليهم في الواقع التغلب على عقبات غاية في الصعوبة من أجل أن يصيروا مثل ما هم عليه. تمت تهيئة العقبات لجعلك أقوى، تلك العقبات التي لا يتحاشها إلّا الضعفاء.  يمكنك الفوز من خلال قدرة الرب المانحة للقوة، ليكن في بالك أن أعظم مجد لنا ليس في الفشل الدائم، إنما يتمثل في الصعود اثر كل مرة نسقط فيها.
 
* القصص من كتاب «مئة قصة وقصة». ط 2020.