بغداد - واع
برعاية رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي بدأت اليوم السبت 20 نيسان 2019، اعمال قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار الذي تحتضنه بغداد تحت شعار ” العراق.. استقرار وتنمية” بحضور رؤساء وممثلي برلمانات كل من السعودية وتركيا والكويت والاردن وسوريا وايران .
وقبيل انطلاق اعمال المؤتمر الذي عقد في قاعة القدس بالقصر الحكومي برئاسة الحلبوسي وبحضور النائب الأول لرئيس المجلس حسن الكعبي ونائب رئيس المجلس د. بشير حداد وقادة الكتل النيابية، جرى استقبال رسمي لرؤساء البرلمانات وممثليهم فضلا عن التقاط صور تذكارية للمشاركين في المؤتمر.
وفي مستهل الجلسة التي افتتحت باي من الذكر الحكيم، القى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي كلمة ترحيبة أكد فيها على أن انعقاد القمة يمثل يوم تاريخي حافل بالفخر والاعتزاز بان يشرفنا جميعُ جيراننا في زيارة عزيزة على قلوبنا.
وأضاف الرئيس الحلبوسي بأن العراق يقف من جديد شامخا عزيزاً قويا بعد ان خاض معركة الشرف وقاتل قتال الأبطال نيابة عن جيرانه وأشقاءه وأصدقاءه بروح الشجاعة والإقدام وحقق النصر العظيم بفضل تكاتف شعبه ودعم مرجعياته الدينية وترابط عشائره وأطيافه ومكوناته.
وأشار رئيس مجلس النواب بأن” العراق صبر طويلا على مرارة الحرب والظروف الصعبة وعانى شعبنا العراقي ظروفاً قاسية تمثلت بالتضحيات الجسيمة التي قدمها من أبناءه واحتلال الإرهاب لمساحات واسعة من أرضه ونزوح الملايين من مناطقهم ، ولكنه بقي شامخاً صامداً قويا عزيزا مرفوع الرأس وها هو اليوم يستعيد مكانته بين دول المنطقة التي وقفت معه وساندته ودعمته في مواجهته التاريخية ضد الإرهاب” مقدما” بأسم شعب العراق الشكر الجزيل لجميع جيراننا وأصدقائنا وشركائنا الدوليين الذين وقفوا معنا وساندونا في الظروف الصعبة حتى استطعنا أن نقضي على الوجود العسكري للإرهاب ومازلنا نعمل على القضاء عليه فكرا من خلال التنسيق المتبادل مع جميع الأصدقاء والداعمين الإقليميين والدوليين ليعود العراق آمنا مستقرا من أقصى شماله في اقليم كردستان الى أقصى جنوبه في بصرة الخير والعطاء ، ويعود جميع النازحين الى مناطقهم بعد أن يتم أعمارها ما سيجعلنا في مأمن من عودة فكرة الارهاب من جديد “.
وتابع الرئيس الحلبوسي بان” العراق لم يعد قلقاً تجاه فكرة المحاور والإنحياز بل انه اليوم بصدد بناء شراكات استراتيجية واعدة مع جميع دول الجوار دون حرج من طرف او محاباة لآخر فما يربطنا بجيراننا هو المصير الجغرافي المشترك والمصالح المشتركة والترابط الاجتماعي والديني الوطيد” لافتا بان” الحاجة تنطلق من هذا اللقاء التاريخي الى إطار تنظيمي متواصل يتم انعقاده بشكل منتظم في البلدان ذات العلاقة لمناقشة المستجدات ووضع الحلول العاجلة والموضوعية الامر الذي سينعكس ايجابا على امن واستقرار دولنا ما سيكون له الأثر الإيجابي المباشر على شعوب المنطقة بأسرها ، وكل ذلك يتطلب التزامات متبادلة بيننا في حماية الامن الإقليمي بشكل تضامني متماسك ، ومن هنا فإننا نؤكد ان العراق حريص على أمن واستقرار جواره والمنطقة “.
وحث رئيس مجلس النواب على ضرورة ان” تنتج هذه الاجتماعات رؤية موحدة بين العراق ودول الجوار وأن نبدأ معاً مشروعاً تشاركياً بتشريعات تمنح السلطات التنفيذية في بلدانناً أفقاً رحبا لتطوير العلاقات من خلال دعم الاتفاقيات التي تتطلبها إجراءات تعزيز العلاقات والتصويت عليها في برلمانات دولنا وحث وزارات الخارجية لبذل جهد استثنائي لربط دبلوماسي حيوي قادر على خلق شراكات اقتصادية وتجارية وثقافية واجتماعية من خلال الوزارة ذات الصلة في حكومات بلداننا .”
من جهته عبر رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد آل الشيخ عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال ناقلا تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى شعب وحكومة العراق.
وأكد ال الشيخ في كلمته بالمؤتمر على حرص المملكة على نصرة اشقاءها والوقوف معهم مسخرة إمكانياتها في سبيل احقاق الحق ومد يد العون والمساعدة منوها إلى أن العلاقات العراقية _ السعودية شهدت تقدما ملحوضا بعد الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والتي سيكون لها أبلغ الأثر لتعزيز التعاون.
وشدد رئيس مجلس الشورى السعودي على أهمية تظافر الجهود لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وضرورة دعم المشاركة بالجهود الدولية للقضاء عليه عبر سن المزيد من التشريعات لتجفيف منابع الفكر المتطرف ووضع قوائم للمنظمات الإرهابية.
بدوره اكد رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم ان لمؤتمر رؤساء برلمانات دول الجوار العراقي في بغداد رمزية خاصة مشددا على ان الكويت مع عراق مستقر وآمن وموحد .
وقال الغانم في كلمته خلال المؤتمر ان” مؤتمر برلمانات دول جوار العراق يعطي بارقة أمل لشعوب المنطقة ولشعب العراق بشكل خاص ، بأن الدخول في عصر السلام والاستقرار ممكن ، وان أجواء التصارع الإقليمي والاقتتال والمناكفة ، ليست قدرا حتميا كما يريد البعض ان يشيع ، كقناعة راسخة وثابتة”.
ووصف الرئيس الغانم المؤتمر بانه ” اجتماع غير مسبوق وربما ، ما كان لينعقد لولا إرادة دول الجوار جميعا ، ولولا الجهود الحثيثة للصديق الأخ محمد الحلبوسي “مبينا” نحن من جهتنا في الكويت ، نقول ودون مواربة ، وبشكل واضح : نحن مع عراق مستقر ، وآمن ، وموحد ، وهذا ليس طموحنا فنحن على الصعيد الاستراتيجي مع عراق مزدهر ومتقدم ينعم بالرخاء والرفاهية ” .
ولفت رئيس مجلس الأمة الكويتي بان ” العراق جارنا وليس من مصلحة أحد أن يكون جاره غارقا في دوامة من المعاناة ، ومن يراهن على ضعف جاره كشرط لاستقراره وأمنه ، هو في الحقيقة يضحي بمستقبله ” مشيرا بانه” من هذا المنطلق والقناعة والايمان جاء توجيه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باستضافة مؤتمر دعم وإعادة اعمار العراق مؤخرا ” .
واوضح الغانم ان”سمو الأمير ، يراهن على المستقبل ومستقبل دول المنطقة قائم على التعاون والتكامل مع الجيران، مع القريب لا البعيد، مع المشترك الثقافي والبشري ، لا الآخر الغريب والمغاير ، مع الذي نقتسم معه سحنة التضاريس ، وتداخل التاريخ ، ومزاج المناخ ” لافتا إلى ان” العراق واستقراره ، احدى البوابات لاستقرار المنطقة” .
واكد الغانم على أنه ” من دون عراق مستقر وآمن ، سيكون الحديث عن استقرار الشرق الاوسط محض خرافة ، لذلك نحن ننظر الى استقرار العراق كضرورة استراتيجية ” موضحا بان” العراق الذي ننظر اليه للدخول في حقبة التنمية المنشودة هو عراق متوازن، عراق عربي منفتح على جيرانه العربر، عراق متصالح ومتعاون مع جيرانه في الإقليم ، عراق منفتح على العالم ، فعلا وتفاعلا ” .
وأكد الغانم على أن البرلمان الكويتي” بأتم الاستعداد للعمل مع كل برلمانات دول الجوار العراقي ، ومع البرلمان العراقي ضمن مرئيات نتفق عليها ، تتعلق بكيفية تحقيق شروط الاستقرار والوفاق ، في منطقة ، تعبت من التصارع والاقتتال”.
من ناحيته لفت رئيس مجلس الأمة التركي الكبير مصطفى شان توب إلى أهمية توقيت المؤتمر في مرحلة يواجه بها العالم الإسلامي تحديات جمة بسبب الارهاب، مقدما التحية لرئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي لدوره بعقد المؤتمر.
وشدد شان توب في كلمته خلال المؤتمر على أهمية تعزيز عرى الصداقة والتضامن ببن دول المنطقة وتحديد موقف مشترك إزاء القضايا المهمة، ناقلا في الوقت ذاته تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعراق وللمشاركين في المؤتمر.
واضاف شان توب ان عقد المؤتمر في بغداد يمثل حدثا هاما للمساهمة بتحقيق الاستقرار والتنمية والمساهمة بالوفا الوطني لجميع شرائح المجتمع وتسهيل اعمال التأهيل والاعمار في المناطق المدمرة، حاثا على التعاون بين دول الاقليم لصالح الشعوب والوقوف ضد التهديدات من قبل الإرهاب.، مشيرا إلى قرب عقد الاجتماع الاستراتيجي التركي العراقي لتطوير العلاقات بمختلف المجالات.
ونوه رئيس مجلس الأمة التركي الى اهمية التعاون من اجل مكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية محذرا من الإسلاموفوبيا التي تنتشر في الغرب وضرورة مواجهتها منددا بقرار الرئيس الأميركي الخاص بنقل السفارة الأميركية الى القدس واستمرار سياسة الاستيطان والانتهاكات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة في كلمته خلال الموتمر “نجتمع اليوم على ارض العراق ، عراق المجد والعروبة الذي يستحق منا ان ننتمي له أنتماء المخلصين لتاريخ انبثق من قيم التعدد والتنوع لشعبه العريق
وإذ نجتمع اليوم في عراق النصر والتحدي فان من واجبنا ان نكون عوناً لهم في بناء العراق الحديث”.
وأضاف الطراونة” نقف اليوم على مفترق مهم فالتحديات جسام واستحقاقات المرحلة تتطلب منا ان تتحد جهودنا لخير شعوبنا وان تتكامل ادوارنا من اجل استكمال برامج البناء والتحصين ولن تستقيم هذه المفاهيم اذا لم نكن مخلصين بعملنا نبتغي الخير لمستقبل شعوبنا وابنائنا” مشيرا إلى “اننا بأمس الحاجة اليوم لفتح آفاق التعاون بيننا مدركاً حجم الصعاب والتحديات التي تمر بها دولنا ولن يفيدنا ان نقفل أبوابنا على أنفسنا”.
وشدد رئيس مجلس النواب الاردني على أهمية ان” نتوافق على بناء الأولويات حتى نظل متنبهين الى الظلم الكبيرالذي تتعرض له منطقتنا امام استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية “موضحا بأن” استمرار غياب العمل المشترك سيصب في صالح تغذية روح الإرهاب والتطرف لدى شباب امتلأ بروح اليأس والإحباط ، بعد غياب قيم العدالة والمساواة وهو الامر الذي يدفعنا باتجاه دعم مسيرة التعليم ومكافحة الجهل حتى نتمكن من استكمال جهود مكافحة الإرهاب”.
وأكد رئيس مجلس الشعب السوري حمودة يوسف صباغ على أهمية عقد المؤتمر الذي يمثل شعوبا تحمل وعيا واحدا وتنظر لمستقبل افضل لهذه المنطقة واحترام سيادة دولها ونبد الإرهاب والتطرف.
ونوه صباغ في كلمته خلال المؤتمر بأن السلام الذي لايبنى على العدالة سيكون استسلام وهو مايتنافى مع واقع المنطقة مشيرا إلى أهمية مواجهة التحديات خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وخاصة بعدما حاول البعض جعل سوريا مرتعا لكل مرتزقة الأرض، موضحا بأن ماتعرضت له سوريا يعود إلى تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني وتمتعها بقرار مستقل ووقوفها ضد محاولات التدخل غير الشرعي بشؤنها.
ورفض رئيس مجلس الشعب السوري قرار الإدارة الأميركية بشان الجولان خصوصا ان جميع القرارات الاممية بخصوص سوريا تشدد على وحدة وسيادة وسلامة اراضيها.
اما علاء الدين بروجردي عضو مجلس الشورى الايراني وممثل رئيس المجلس علي لاريجاني فقد نقل في كلمته خلال المؤتمر تحيات لاريجاني وتمنياته بنجاح المؤتمر واعتذاره عن عدم الحضور بسبب الفيضانات.
ونوه بروجردي بأن الجمهورية الاسلامية لبت دعوة الحكومة العراقية وهبت لدعم الشعب العراقي بمواجهة الإرهاب دون أي بطئ وكانت اول دولة تقدم مساعدتها، مثنيا
على المساعدات العراقية للمتضررين من الفيضانات في إيران مؤكدا على دعم إيران لاستقلال العراق ووحدة أراضيه، مشيرا إلى أن جهود الحكومة والمتطوعين من مختلف الشرائح ساهمت بتمكن العراق من القضاء على داعش.
ولفت الى اهمية الانتباه لمرحلة مابعد داعش وخاصة مكافحة الفكر الداعشي وتمويل معبرا عن الحرص على دعم مبادرات الحوار الإقليمي والتنسيق المشترك لضمان أمن المنطقة.، منددا بالانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين و بالتدخلات الأميركية بالمنطقة مع التأكيد على رفض قرار واشنطن بشأن الحرس الثوري رغم دوره الفاعل لمكافحة الإرهاب.
بعدها عقد رؤساء البرلمانات دول الجوار المشاركة في قمة بغداد جلسة تشاورية.
المرور تحذر سائقي الدراجات النارية من ثلاث مخالفات