تقنيات طبيَّة حديثة تنقذ ضحايا الحوادث والتشوهات

تحقيقات وتقارير
  • 10-02-2019, 05:12
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
كركوك/ نهضة علي 
يستقبل مركز الجراحة التقويمية  في مستشفى أزادي التعليمي ما بين 30 الى 70 مصاباً ومريضاً، تتطلب حالاتهم علاجاً سريعاً بإجراء عمليات جراحية مختلفة، ويتصاعد عدد الاصابات صيفاً ويقل شتاء، وتكون نسب الشفاء فيها عالية، اعتماداً على طرق الطب الحديثة والليزر والعمليات التي تجرى يدوياً من قبل الدكتور المشرف والملاك التمريضي الساند في التخدير والتضميد.
 
 

واكدت اسراء محمد  الشابة ذات الـ 21 عاماً انها اجرت مؤخراً عملية تجميل لمسار الانف بطريقة الليزر تمت فيها ازالة قطعة صغيرة في الغضروف الداخلي للأنف وفتحه ما حسن حالة تنفسها بعد ان كانت تشعر بانسداد وصعوبة في إخراج الزفير، إضافة الى إجراء تقويم لانفها وتعديله، اذ كان فيه ميلاً بزاوية واضحة تؤثر في جمال وجهها. واضافت انها كانت مترددة باجراء العملية وتتصور انها معقدة وتأخذ وقتاً طويلاً في الشفاء، لكنها كانت سهلة وسريعة، وهي تشعر الآن بالارتياح، لاسيما ان انفها بدا أجمل من 
السابق.
وقال المواطن اياد جواد: ان ابنته ملك خضعت للعلاج التقويمي في قسم الجراحة التجميلية والتقويمية بالمستشفى الذي يقع شمال مدينة كركوك، بعد معاناتها من فقدان الصيوان الخارجي للاذن اليسرى، نتيجة تشوه ولادي، وقد راجع من اجل ذلك مراراً وتكراراً، وبعد ان عالج الاطباء المختصون الخلل في الاذن الوسطى بشكل لا يؤثر في المسالك السمعية  وطبيعة السمع واجه عقبة وضع صيوان خارجي للاذن عن طريق قطع من أجزاء الجسم الاخرى واجراء عملية ترقيع، او فتح الصيوان وتمديده بطرق طبية حديثة لعدم توفر الامكانات اللازمة.
وقال جواد: قد يستدعي هذا العلاج التجميلي التقويمي السفر الى خارج البلاد، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد والوقت والمال، وهذا ما لا يستطيعه، فبقي حائراً بين ترك البنت تعاني من عاهة طوال حياتها او الحصول على طريقة لعلاجها باي شكل
 كان. 
 
ازدياد الحوادث  
مؤخراً ازدادت أعداد المحتاجين لاجراء عمليات تقويمية او تقويمية وتجميلية معاً نتيجة كثرة الحوادث، فضلاً عن التشوهات الولادية  المرتبطة اسبابها بالام والعائلة. 
ويقول الدكتور علي ادول التدريسي في كلية الطب جامعة كركوك والمشرف على قسم الحروق والجروح في مستشفى ازادي: ان المركز يستقبل ما بين 60 الى 70 حالة مرضية يومياً في الصيف، وما بين 30 الى 40 حالة في الشتاء تتمثل باصابات وحروق وسقوط من مكان عال وغيرها، وتتوزع العمليات التي تجرى بمعدل 40 عملية اسبوعياً ما بين عمليات وسطى وكبرى ومئات الحالات العلاجية للحروق وجراحة اليد وعمليات التشوهات الخلقية كشق الشفة والحنك، اضافة الى الحالات الطارئة والمنفردة، مشيراً الى ان نسبة شفاء المرضى والمصابين عالية جداً، وتحقق  العمليات النتائج المرجوة منها، موضحاً ان اكثر الاصابات التي تستدعي اجراء العمليات المذكورة آنفاً  ناتجة عن الحوادث، كالاطلاقات النارية وحوادث السير والحروق، فضلاً عن التشوهات الولادية في الأطراف.
 وبين أدول ان نسبة المراجعين للمركز من اجل الجراحة التقويمية وحتى التجميلية، قد ازدادت كثيراً عن السابق، وان العمل يحتاج الى تعاون المواطن لاسيما في الحالات الطارئة وبما يسهم في نجاح العملية، وان رسالة الملاك الطبي هي تقديم الخدمة الطبية على اكمل 
وجه.
 
عملية ناجحة 
وأضاف أدول: ان الوزارة ودائرة صحة كركوك أولتا القسم اهتماماً خاصاً بعد ان ازدادت أعداد مراجعيه، وتم تزويده باجهزة طبية حديثة ومنها  جهاز الليزر لإجراء العمليات والتقويم،  وفعلاً اجريت اول عملية ليزر في  المحافظة بشق الشفة الولادي التي تعد عملاً مميزاً للقسم، ولليزر الجراحي ميزات كثيرة ابرزها التقليل من وقت العملية والحد من النزف الشديد، وتكللت العملية بالنجاح، وتجرى عشرات العمليات التقويمية بهذا الجهاز، لكننا نعطي الأولوية للحالات الصعبة والحرجة والسرطانات والتشوهات الخلقية ومن ثم التجميل في الحالات الضرورية. 
واضاف أدول :ان هناك خطة لتطوير القسم مستقبلاً من ناحية العمل والاجهزة بالرغم من انه يؤدي غرضه بتغطية حاجة المرضى المراجعين، مبيناً ان الخطة تتضمن تطوير صالات العمليات والاهتمام بها اكثر، اضافة الى النية لافتتاح مركز كركوك للدراسات العليا للجراحة التقويمية ويرتبط بالهيئة الوطنية للاختصاصات الطبية، وهو مركز تدريبي يعزز من قدرات الاطباء بادخال طرق الجراحة التقويمية الحديثة وتلافي الحالات المستعصية عن طريق البحوث والدراسات، فضلا عن الانفتاح على الخبرات الدولية في المجال المذكور وكذلك الحث على تعلم استخدامات الاجهزة الحديثة والتراكيب التقويمية والتطور في استخدامات الليزر
 الدقيق.
 
عمليات التجميل 
الدكتور ادول أوضح بان ذكر عمليات التجميل لا  يعني اجراء عملية تجعل الشخص اكثر جمالاً وإنما هي إجراء لتعديل العيوب الخلقية كانحراف في الانف او الشفة او الأطراف لعيب ولادي بسيط او نتيجة حادث او اصابة، ويكون التجميل فيها لا بد منه سواء باستخدام التقنية الحديثة او التداخل الجراحي القديم، وهي تختلف اختلافاً تاماً عن عمليات التجميل المعروفة التي انتشرت في المراكز الصحية للقطاع الخاص والتي تعتمد الابر الفلر والبوتوكس والمركبات البروتينية المركزة والكولاجين وتحظى بمراجعة الكثير من
 السيدات. 
واكد الدكتور كريم ولي مدير دائرة صحة كركوك لـ "الصباح" ان وزارة الصحة اخذت على عاتقها الاهتمام بتوفير مجمل الخدمات الصحية والأدوية لمديريات الصحة في المحافظات، وان دائرته بدورها تتابع احتياجات جميع الاقسام والاختصاصات، مشيراً الى ان مركز الجراحة التجميلية في مستشفى ازادي يعتبر من الاقسام المتطورة في دائرة صحة كركوك، ومجهز بجميع الاحتياجات للعمليات، فضلاً عن  قسم آخر في مستشفى كركوك العام وان الحالات المستعصية او التي تتطلب اجراءات معقدة في العلاج ولا تتوفر الامكانات المتاحة لانجازها تتم مفاتحة الوزارة بشأنها، ويجري استقبال اي حالة صحية والتعامل معها من خلال توفير ما يحتاجه المريض او التعاون مع المنظمات الانسانية العاملة في هذا 
المجال.
 
المصدر:جريدة الصباح