المالكي : تأخير اعدام الطاغية يوم واحد كان سيؤدي الى تهريبه

سياسية
  • 30-12-2018, 05:39
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد- واع

 

اكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واغ) ،اليوم الاحد ، ان قرار اعدام الطاغية لو تاخر يوما واحدا ،كان سيؤدي الى تهريبه من السجن بمساعدة داخلية وخارجية.

وفي ما يلي نص البيان

 

                       بسم الله الرحمن الرحيم

 

              

ايها الإخوة والأخوات

               

 تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية لحدثين بارزين في تاريخ العراق الاول هو تنفيذ حكم الاعدام بطاغية العراق في شهر كانون الاول عام 2006 والثاني هو انسحاب جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية كافة في الشهر ذاته من عام 2011.

 

لقد كنا على ثقة تامة بان اي تاخير في تنفيذ قرار اعدام الطاغية ولو ليوم واحد كان سيؤدي حتما الى تهريب رأس النظام المجرم من السجن وهو ماكشفت عنه الوثائق في مرحلة لاحقة، ولم تكن الضجة المفتعلة التي اثارها البعض على تنفيذ حكم الاعدام في ليلة عيد الاضحى المبارك الا للتغطية على سيناريو عملية تهريب الطاغية الى خارج العراق بمساعدة جهات داخلية وخارجية مع ان هؤلاء المتباكين يعرفون جيدا ان الطاغية قد انتهك جميع المقدسات والقوانين والأعراف.

ان تنفيذ حكم القصاص بحق الطاغية كان امتثالا لحكم القضاء اولا واخيرا، فلقد حضي الدكتاتور بمحاكمة قضائية عادلة شارك في الدفاع عنه محامون عرب واجانب لم يشهد العراق ودول المنطقة مثيلا لها حيث كانت المحاكمة تبث على  الهواء مباشرة ولم تسجل عليها اية ملاحظات او اعتراضات قانونية في وقت حرم المقبور ضحاياه في سجونه وزنزانته الرهيبة من ابسط المحاكمات والحقوق حين كان يقتل الابرياء جماعيا ويمنع ذويهم في اقامة مراسم العزاء ويأخذ منهم ثمن الرصاصة التي يقتل بها ابنائهم ويدفنهم احياء في مقابر جماعية  .

 

لقد فاق صدام في جرائمة الوحشية التي ارتكبها ضد جميع العراقيين دون استثناء وعلى مدى خمسة وثلاثين عاما من حكم البعث البغيض جميع الطغاة وفي مقدمتهم هتلر الذي لم يقتل شعبه بالاسلحة الكيماوية.

 

ان انزال القصاص العادل بحق الطاغية سيكون درسا بليغا لكل من يحاول ان يمارس حكما دكتاتوريا ويزج العراقيين في حروب ومغامرات طائشة ويعرضهم لاسوء انواع الحصار الاقتصادي الدولي الذي جاء مكملا لسياسة القبضة الحديدية القاتلة لاجهزة النظام القمعية ويحمل البلاد ديونا هائلة ويعيدها عشرات السنين الى الوراء اقتصاديا وسياسيا وعلميا واجتماعيا وثقافيا.

 

لم يكن تنفيذ قرار القضاء قبل اثني عشر عاما سوى اعادة اعتبار جزئي لضحايا النظام البعثي المجرم وتخفيف عن لوعة وانين الثكالى واليتامى والارامل من ذوي شهداء العراق.

 

ايها الشعب العراقي الكريم

                                                                                  

 

ان انسحاب القوات الأجنبية يعد يوما استثنائيا في تاريخ العراق الحديث وهو بمثابة عيد وطني، اذ تمكن المفاوض العراقي من اخراج القوات الاجنبية من جميع الاراضي العراقية وبدون اية بنود او ملاحق سرية كما حاول البعض الترويج له في داخل العراق وخارجه.

 

ان هذا المنجز الكبير  الذي تم بعد مفاوضات شاقة وصعبة ليس له مثيل في تاريخ شعوب ودول المنطقة والعالم وهي شهادة كبرى للشعب العراقي الذي اثبت انه يرفض الاحتلال والهيمنة ، فلم تشغلنا الحرب الطائفية التي كانت على اشدها في غالبية  محافظات العراق من التمسك وبقوة بحقنا في استعادة سيادة العراق واخراج قوات الاحتلال التي تعد تحدي للعراقيين الذين يمتلكون تاريخا وارثا حضاريا عريقا.

 

وعلى الرغم من المغامرات الطائشة التي ارتكبها حزب البعث المنحل في العراق وخوضه حروب مدمرة استنزفت طاقاته وامكانياتة البشرية والاقتصادية ختم تاريخه الاسود باحتلال العراق وانتهاك سيادته وهو يتحمل المسؤولية التاريخية عن كل ما لحق بالعراق بعد عام 2003.

 

ايها السيدات والسادة

 

ان التحديات الأمنية والدعم الاستثنائي الذي حظيت به الجماعات الإرهابية محليا وامنيا لم تثن الحكومة العراقية في ذلك الوقت من إطلاق عجلة التنمية والإعمار التي شملت قطاعات التربية والتعليم والصحة والزراعة والصناعة وغيرها كما تلمس العراقيون انخفاض معدلات البطالة والتضخم وزيادة رواتب الموظفين في جميع مؤسسات الدولة وانتعاش حركة  البناء والاعمار والاستثمارات في المجالات المختلفة، كما استطاع العراق في تطوير علاقاته السياسية والاقتصادية والثقافية مع جميع دول العالم مستعيدا دوره على الصعيدين الاقليمي والدولي.

 

لقد تمكنت القوات الامنية خلال فترة زمنية قصيرة وصعبة في ان واحد في بسط سلطة القانون وفرض هيبة الدولة وتحقيق العدالة من خلال تصديها بقوة  للتنظيمات الارهابية والمليشيات والخارجين عن القانون.

 

ان المتباكون على اعدام الطاغية والرافضون لسحب القوات الاجنبية والمحرضون على الفتنة الطائفية في الداخل والخارج كانوا وراء سقوط الموصل  ، وقد اثبتت الوثائق واتضح السيناريو الاقليمي والدولي الذي كان يخطط لتقسيم دول المنطقة على اسس دينية ومذهبية وعرقية ، ولم يكن تنظيم داعش الارهابي  سوى راس جبل الجليد الغاطس لتحقيق المخططات الشريرة ضد العراق ودول المنطقة خدمة للكيان الصهيوني الغاصب..لكن العراقيين الذين اثبتوا قدرتهم واردتهم  في اخراج القوات الاجنبية تمكنوا من استعادة زمام المبادرة ودحر تنظيم داعش المتوحش بارداة وطنية خالصة تمثلت بالقوات الامنية الباسلة والحشد الشعبي المقاوم مدعومة من المرجعية الدينية العليا ومساندة شعبية استثنائية.

 

وسيبقى العراق بإرادة ابنائه سيدا مستقلا كامل السيادة.

         

               والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

                             نوري المالكي

                   رئيس ائتلاف دولة القانون