ذاكرة العراق والعرب الصوتية ترحل بهدوء

سياسية
  • 12-11-2018, 15:17
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
�غداد - واع لا تكفي كلمات النعي، عندما يتعلق الامر برحيل قامة عراقية وعربية ملأت الدنيا بالعطاء الزاخر، ستبقى ذاكرة العراقيين تحتفظ بانجازاتها وتستعيد كلما حضر صوتها بين اثارها الكبيرة. انه الخبير الصوتي والاذاعي محمد عثمان الدوري الذي رحل صامتا، لتخلد اعماله الكبيرة التي رسخت في اذهان االجميع. ولد الدوري في محافظة ديالى بناحية بهرز في خمسينيات القرن المنصرم، ورافق طفولته الولع بعالم واجهزة الصوتيات، وهو ما دفعه مبكرا للالتحاق بهذا الميدان الذي اصبح من رواده ومشاهيره ، يقول مجايليه: ان الدوري دفع ازاء نجاحاته الكثير من التضحيات، لكي يبقى في مقدمة هذا العالم الالكتروني المعقد . قاده عشق الموسيقى والصوت الى الانخراط ضمن ملاك الشركة العراقية الافريقية، واقنعهم بأهمية تصنيع واستيراد اجهزة "القيثارة الشهيرة" التي تحتفظ بها البيوت العراقية كتراث عريق . الدوري ذاكرة الصوت المتنقلة ..هو تاريخ زاخر بالابداع والاكتشافات، اذ انه اول من صنع "الايكو" كنظام صوتي في العراق في تسعينيات القرن الماضي، كما التحق ضمن بعثة عراقية لليابان وتوج الاول لمهارته وذكائه المتقد بعالم الصوتيات، وهذا ما اتاح له الفرصة لتسجيل عشرات الحفلات منها للفنان سعدي البياتي واغنيته الشهيرة "عايل يدكتور"، وايضا للفنان سعدي توفيق. يعد الفني الرائد خبيرا في اجهزة التسجيل الصوتية وادخال احدث التقنيات التي تحتاجها لاظهار الصوت بشكل نقي ومنسجم مع الذائقة بتقنية عالية. لديه ارشيف غنائي هائل، كما انه يجيد العزف على مختلف الالات الموسيقية وبحرفية منقطعة النظير ، وقد ساعدته لغته الانكليزية للعمل على جهاز الحاسبوب لحظة دخوله للعراق اذ يقول: "لقد تعلمت عليها بليلة واحدة ودخلت الحداثة بساعات "لارشفة الصوت العراقي حيث كان يتطلب الامر تحويل "الكاسيت الى قرص ليزري". اسهم الدوري بتأسيس اذاعة ديموزي، وارشفة اذاعات شبكة الاعلام العراقي، وغيرها من المحطات الاذاعية والتلفزيونية العراقية، كما تعاون مع مختلف التسجيلات الصوتية العريقة في العراق والعالم العربي وهو مصدرهم الصوتي . اعد واخرج العديد من البرامج ومنها "برنامج من ارشيف المكتبة الصوتية"، فضلا عن اخراجه لبرنامج "استضافة" و"قطرات الندى" في اذاعة العراق وغيرها العشرات". قليل بحقه ان يسمى "الموسوعة الاذاعية" فقد عمل على توليف "مكس غنائي" على الحان الاغاني الهندية والتركية وتوليفها مع اللحن العراقي". كما تعاون مع فريق الفنان كاظم الساهر لادخال بعض اللمسات الفنية على اغنياته التي تسجل في روتانا وغيرها، وهو ظاهرة فنية عظيمة واسطورة لن تتكرر تشبه انهر العراق ونخيله الباسق. ويقول عنه رئيس شبكة الإعلام العراقي مجاهد أبو الهيل: "كان الدوري الرائد الاذاعي ممتلئ بالحياة ومقبلا عليها بكل عنفوان ونشاط.. ولا ننسى لقائنا الأخير معه يوم أمس وهو يحدثنا عن مقتنياته الإذاعية والفنية التي ستحيي الذاكرة الإذاعية في افتتاح حديقة الزعيم". ويشير الى انه "رأس لجنة اعادة الارشيف العراقي وترميم المكتبة الفنية العراقية، اذ سلم الراحل اكثر من 500 أغنية ومادة فنية من مكتبته الشخصية الى مشروع imn ميوزيك الذي تنوي شبكة الاعلام العراقي إطلاقه على قناتها الفنية في يوتيوب، فضلا عن مشاركته في تأسيس متحف الاعلام العراقي واعادة الذاكرة الفنية العراقية الى الواجهة". واعلن رئيس الشبكة اليوم الاربعاء ، عن تسمية احدى قاعات المتحف بأسمه تكريما وتخليدا لذكراه الطيبة. رحم الله الراحل واسكنه فسيح جناته