ملحم زين: أفتخر بأصولي العراقية وأفكر بتصوير أغنية جديدة في بغداد

ثقافة وفن
  • 25-04-2024, 13:14
+A -A

بغداد - واع

حوار: أحمد سميسم 

تنسيق: طوني آذار  

يمتلك صوتاً عذباً يأسر كل من يسمعه، شكل حضوراً فنيا لافتاً منذ ظهوره الأول في برنامج سوبر ستار عام 2003 فاستطاع أن يصل بصوته الى العالم العربي، أحبه الجمهور والتف حوله واستطاع أن يشكل قاعدة جماهيرية واسعة، يجيد غناء جميع الألوان والأطوار الغنائية بحرفية عالية كونه تربى ونهل من المدارس الغنائية الرصينة منذ طفولته فكان يستمع الى غناء الفنان ناظم الغزالي، والفنان محمد عبد الوهاب، والفنان وديع الصافي وآخرين، كافح وعافر كثيرا وحفر اسمه على الصخر ليثبت وجوده بين الأسماء الفنية.

الفنان "ملحم زين" حل ضيفاً على "وكالة الأنباء العراقية" (واع) فكان معه هذا الحوار الحصري الصريح. 

 

* منذ أول ظهور لك عبر برنامج (سوبر ستار) عام 2003 وأنت تحظى بحضور وحب جماهيري عربي غير مسبوق، ما الذي جعلك تتربع على عرش "المقبولية العربية" في ظل أمزجة الجماهير المختلفة؟

- حب الجماهير والقبول مرتبط بعطايا الله سبحانه وتعالى، استطعنا أن ننال هذا الحب والاحترام من الجمهور العربي منذ ظهوري في برنامج (سوبر ستار) شعرت بأن الجمهور تعاطف معي ولم يخذلني وكان سانداً وداعماً لي ومؤمناً برسالتي الفنية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

 

* من أين ورثت عذوبة صوتك هل كان لأسرتك جذور فنية سابقة؟

- ورثت عذوبة صوتي من أجدادي كون لديهم أصوات جميلة لكن لم يحترف أحد منهم الغناء، كذلك والدي الله يحفظه صوته كان رائعا ومميزا وأيضا لم يدخل الغناء لذلك استطعت أن أحقق حلم والدي بأن أكون مطرباً، ولم يذهب تعب والدي سدى.

 

 

* كان لصوتك التأثير الكبير في الساحة الفنية العربية ما جعله يشكل صدمة لكثير من الفنانين حين ظهورك الأول، وما تركه هذا التأثير من تداعيات سلبية من حملات صحفية وإعلامية وشائعات كثيرة وقفت أمامك، كيف استطعت أن تنفض غبار تلك المعوقات وتواصل مشوارك الفني؟

- هذا صحيح، تعرضت لحملات مغرضة مدفوعة الثمن من تشويه وتسقيط من قبل بعض الفنانين والصحفيين ووسائل الإعلام لكنني واجهت تلك الهجمات بالصمت والثقة بالنفس ولم أنجر الى الحرب الإعلامية والمجادلات العقيمة، لذلك لم أواجه الشر بالشر وأخسر نفسي أمام جمهوري لذا فوضت أمري الى الله سبحانه.


 

* يقال إنك عصبي وهادئ كيف اجتمعت صفتان متناقضتان في شخصيتك؟

- نعم لدي هاتان الصفتان، لكنني لست عصبياً بالمعنى المطلق، أغضب عندما أتعرض لموقف يستوجب الغضب كما قال الإمام علي (عليه السلام) " إذا غُضبت فأغضب"، لذلك لا يمكن أن أسمح لأحد بأن يستصغرني مثلاً  أو ينال مني بشكل مباشر فأكيد سوف أواجهه رغم طيبتي وسماحتي المعروفة.

 

* هل وصلت الى ما تصبوا إليه على الصعيد الفني؟

- لم أصل الى طموحي الفني بشكل كامل، هناك مسارح لم أقف عليها بعد وهناك ألبومات غنائية أسعى الى إصدارها وممكن أن تحصد نجاحات، لذلك طموحي الفني لم يتوقف عند وقت أو زمن معين.

 

  

* برأيك ما المعايير الحقيقية اليوم التي تحدد نجاح الفنان من عدمه في ظل تسيد معايير لغة الأرقام في الساحة الفنية؟

- لغة الأرقام لا تعني لي شيئاً وليس مقياساً للنجاح، كثير من الفنانين يهتمون بالأرقام والمشاهدات ويدفعون مبالغ من أجل الحصول على دعم (مزيف) عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنا فنان حقيقي أواجه جمهوري بالحقيقة، فضلاً عن أن لدي مفهوماً خاصاً في ما يخص مواقع التواصل فمثلاً لا أحب أن أشارك يومياتي الخاصة من خلال التواصل الاجتماعي وأفتح منفذاً نحو أسرتي التي أحترمها كثيراً، كل ما حققته من نجاحات كان حقيقياً بدون أرقام افتراضية وأوهام.

 

* قلت ذات مرة بأن لقب (الفنان العربي العالمي) أكبر كذبة لماذا؟

- مفردة العالمي كلمة فضفاضة نسبية وتناسبية، هناك معايير لهذه المفردة لا يمكن ان نطلق على الفنان لقب العالمي بمجرد ان تبث أغنياته عبر الراديو ولديه متابعون وجمهور عربي هذا غير مبرر بأنه أصبح عالميا!، إذا أردنا ان نسمي المسميات فأنا واثق بأن الفنان عمر الشريف يستحق أن نطلق عليه الفنان العالمي وتنطبق عليه هذه الصفة كونه عمل أكثر من 50 فيلماً مع فنانين عالميين وترشح لجائزة الأوسكار هذا هو العالمي.


 

* تخليت عن ثوب المحاماة كونك درست الحقوق وارتديت ثوب الفن، لو سألناك لو لم تكن فناناً هل هناك مهنة أخرى ممكن أن تزاولها بشغف؟

- لم أفكر بمهنة أخرى غير الفن، لكن  عندي شغفاً أن أعمل في المحاماة أو إدارة شركات أعمال.

 

* أنت الولد الأول في العائلة بعد خمس بنات هل هذا يعني أنك كنت الطفل المدلل وطفولتك كانت رائعة؟

     - والدي دللني كثيراً وكذلك والدتي، نعم طفولتي كانت جميلة ورائعة في بعلبك، هذا لا يعني أن طفولتي كانت رائعة بالمجمل بل ان هناك حزماً ومتابعة من والديَّ على تصرفاتي كطفل حينها. 


 

* يبدو أن لديك أساساً فنياً قوياً لدرجة أنك غنيت أغنية (لسه فاكر) للفنانة أم كلثوم في عمر ثماني سنوات؟ حدثنا 

- بالتأكيد فأنا أنحدر من بيت فني وتربيت على الطرب الأصيل منذ طفولتي، فوالدتي كانت تغني للفنانة وردة الجزائرية ووالدي كان يستمع للفنان محمد عبد الوهاب والفنان ياس خضر والفنان ناظم الغزالي وكثير من الأسماء الكبيرة التي كان صداها يصدح في بيتنا، لذلك تأثرت بتلك الأجواء والأصوات فأصبح لدي أساساً فنياً قوياً. 

 

 

* هل تعتقد أنك ظلمت في برنامج (سوبر ستار) كونك لم تتوج باللقب عام 2003؟ 

- لم أظلم مطلقاً، فأنا أخذت تتويجاً آخر  هو محبة الناس الذين طوقوني بمحبتهم وساندوني وعبروا عن حبهم لي في الشوارع العامة فبعضهم تظاهروا وحملوا يافطات تضامنية معي، هذا كله عندي أكبر من أن أتوج في المركز الأول أو الثاني. 


 

* أنت من ذات أصول عراقية وبالتحديد من محافظة النجف الأشرف، ماذا تحمل ذاكرتك عن العراق؟

- هذا صحيح أنا أصولي عراقية من محافظة النجف الأشرف وأفتخر بذلك وأسرتي مازالت موجودة في العراق (آل الطفيلي) الكرام، العراق يعني لي الكثير وجدانيا وعاطفيا، العراق بلد قائد في الأمة العربية وليس تابعاً لأحد هذا ما أعتقد به دائماً. 

 

* كونك غنيت أكثر من أغنية عراقية وأنت قريب من الجمهور العراقي، ألم تفكر في تصوير فيديو كليب جديد داخل العراق؟ 

- لا أخفيك أفكر أن أصور أغنية في بغداد الحبيبة، لدي أغنية (جوبي) ربما سوف أصورها في العراق، العراق قبل سنوات ليس نفسه اليوم حيث كانت الأوضاع الأمنية غير مستقرة، الان الأمور اختلفت كثيرا وصار العراق بيئة مناسبة للإبداع، أوعدكم انني سوف أفكر جدياً بتصوير أغنية في بغداد، وأعتز بذلك، العراق الذي علم الناس الحرف والصناعة واللغات يستحق أن نكون بين أحضانه. 

 


* ما السر وراء النجاح والانتشار الكبير لأغنية (علواه) التي ما زالت في الصدارة وتسمع حتى الآن من دون  سائر أغنياتك؟

- أغنية (علواه) خرجت من القلب، لحنها وكتبها الأستاذ وسام الأمير غنيتها من القلب وكانت فريدة من نوعها، لذلك أن كثيراً من الأغاني قلدت أغنية (علواه) من حيث اللحن والتوزيع، هذه الاغنية اعتبرها محطة أساسية في حياتي الفنية، والسبب أن الأغنية مازالت تسمع حتى الان كون الأغنية تتسم بطابعها الشعبي وهذا اللون لا يموت، لذلك ترى الناس تسمع أغاني الفنان سعدون جابر والفنان ياس خض والفنان ناظم الغزالي حتى هذه اللحظة كونهم قدموا لوناً غنائياً شعبياً رائعاً لا يموت أبداً. 

 

* مَن مِنِ الفنانين العراقيين يلفت نظرك كثيراً ويسحرك صوته؟  

- كثير من الفنانين العراقيين أحب أن استمع لهم، نبدأ من أستاذهم الفنان ناظم الغزالي، والفنان الكبير الخلوق والمحترم كاظم الساهر والفنان الراحل رياض أحمد و الفنان محمد عبد الجبار و الفنان نور الزين والفنان حميد منصور و الفنانة أمل خضير والفنان قحطان العطار والفنان فؤاد سالم وآخرين.   


 

* هل يمكن أن تغني اللون الغنائي السائد اليوم؟

- الأغنية العربية لها وقعها حتى لو كانت أغنية خفيفة (طقطوقة)، برأيي لا بد أن نجاري الجيل الفني الجديد السائد اليوم، إلا إذا كان الفنان قد كون قاعدة كبيرة في الغناء الطربي لا يمكن أن يحيد عنه كالفنان كاظم الساهر الذي قدم كثيراً من الأغاني الطويلة الطربية وأنا من محبي هذا اللون ومن جمهور الساهر، لذلك ممكن أن أغني اللون السائد اليوم لكن بطريقة صحيحة ترضي الجمهور.

 

* لو الفنان الراحل الكبير وديع الصافي أمامك الآن ماذا ستقول له بجملة أو كلمة؟

- لو كان الفنان الراحل وديع الصافي أمامي أقوله له شكرا على الموروث الفني الذي قدمته على مدى عقود من الزمن، شكرا لأنك علمتنا أن نغني صح وعلمتنا أن الفنان ليس صوتاً فقط بل أخلاق ورفعة. 

 

* ما الذي أخذه الفن منك وبالمقابل ماذا أعطاك؟

- الفن أخذ من وقتي لذلك لو كنت أعمل في مجال آخر غير الفن لربما أرى أولادي لوقت طويل، فضلاً عن الضغوطات التي نعيشها أحيانا بعد الحفلات أو بعد إصدار الألبومات، كذلك أخذ الفن مني أصدقائي أصبحت لا التقي بهم بسبب طبيعة عملي والتزاماتي وأسفاري، لذلك أقول الى أصدقائي القدامى أنتم في القلب والروح كما قال الإمام علي (عليه السلام) " الأخ نسيب الجسد والصديق نسيب الروح).   


 

* ما الشيء الذي لن تفعله مطلقاً لو رجع بك الزمن للوراء؟

- على الصعيد الفني ممكن هناك أغانٍ سوف لن أقدمها، أما على الصعيد الشخصي فلن أخوض بعلاقات غير مجدية عاطلة وحاسدة، لن يتعدى الأمر أكثر من هذا. 

 

* أخيرا ما الذي يشغلك على الصعيد الفني؟ وماذا تخبئ لجمهورك العربي من مفاجآت فنية؟

- يشغلني ألبومي الجديد المرتقب الذي شارف على الانتهاء الذي يضم ست أغنيات لبنانية وثلاث  أغنيات عراقية من ألحان الأخ والصديق الفنان نور الزين، فضلاً عن أن لدي عدداً من الفيديو كلبات سوف نصورها قريباً وجولاتنا في عدد من الدول الأوروبية.