قراءة مفصلة عن أهدافها.. مشرّعون وخبراء يسلطون الضوء على الأهمية الاستراتيجية لزيارة السوداني لواشنطن

تحقيقات وتقارير
  • 12-04-2024, 12:01
+A -A

بغداد- واع- نصار الحاج
تتجه أنظار العراقيين على مختلف مستوياتهم صوب زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأميركية بناء على دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث تحمل أجندة رئيس الوزراء عدداً من الملفات المهمة لعل أبرزها ملف تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتطبيقها بالشكل الصحيح بما يحافظ على السيادة الوطنية وينظم العلاقة بين بغداد وواشنطن.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وتأتي الزيارة في وقت حساس يراه المراقبون للشأن السياسي بأنها فرصة كبيرة لإعادة التوازن للعلاقة بين البلدين وتنظيم التعاون مع دول التحالف الدولي بعد الانسحاب العسكري.
وفي هذا الصدد، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "رئيس الوزراء وخلال زيارته المرتقبة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، من المتوقع أن يضع تفعيل اتفاقية الإطار على رأس جدول أعمال الزيارة بما يحقق تعزيز التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة وتفعيل بنود الاتفاقية بين البلدين خصوصاً في مجالات التنمية والاقتصاد والاستثمار والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمناخ"، لافتاً الى أن "رئيس الوزراء يسعى إلى التعامل مع هذه الملفات بشكل يعيد التوازن ويعزز الشراكة وينضج العلاقة بين البلدين ويرسم طبيعة العلاقات المشتركة وهويتها وماهيتها، من خلال تثبيت عوامل الالتزام المشترك والتركيز على الجوانب الرئيسية لاتفاقية الإطار الاستراتيجي فضلاً عن الملفات السياسية والأمنية والعسكرية المشتركة".
فيما يرى عضو مجلس النواب النائب حسين عرب في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "رئيس الوزراء سيبحث عدداً من الملفات المهمة ومن أبرزها ملف اتفاق الإطار الاستراتيجي ما بين العراق والولايات المتحدة، وسيبحث كذلك ملف التواجد العسكري الموجود في العراق، وما مدى حاجة العراق للقوات الأجنبية والمستشارين، ووضع استراتيجية أمنية بين البلدين"، لافتاً الى أن "رئيس الوزراء حريص على أن تكون هنالك علاقة متساوية ومتوازنة حسب رغبة الطرفين باعتبار أن الاتفاقية يجب أن تمضي وتستمر باتفاق الطرفين، وهناك اتفاقات وتفاهمات مبدئية بهذا الصدد".
وأضاف عرب أن "السوداني يدرك أهمية أن يكون هناك حوار ما بين العراق وأمريكا وأن تكون هناك صلة تواصل عميقة، ويدرك أيضا أن العراق مرتبط بمجموعة علاقات دولية الآن، وليس من الممكن أن يخسرها بطريقة أو بأخرى".
 بدورها، قالت عضو مجلس النواب النائب رقية النوري لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن تعد زيارة تاريخية لأنها تبحث بشكل رئيسي تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي"، مبينة أن "الجميع يعلم بأن موضوع تواجد قوات التحالف الدولي في العراق هو موضوع له أولوية قصوى لدى حكومة السوداني خصوصاً أن سبب وجود التحالف لمحاربة داعش وقد انتفى هذا السبب وشكلت الحكومة لجنة بين العراق والتحالف الدولي لإنهاء مهمة وجود القوات الأجنبية، وسيتم تحديد جدول زمني لإنهاء مهمة هذا التحالف بشكل رسمي ما يتطلب الانتقال الى علاقات ثنائية بين العراق وأمريكا، حيث تتطلب هذه العلاقات نقل التحالف مع واشنطن من الجانب الأمني والعسكري والذهاب به الى اتجاه اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتضمن تعاوناً في مجال الطاقة والتعليم والاستثمار والزراعة ومجمل الأبواب الأخرى التي لم تفعل بالصورة الصحيحة" .
وأشارت الى أن "الحوار بدأ من خلال اللجنة الثنائية بين العراق وأمريكا ودول أخرى تمثل التحالف الدولي، وهذه مهمتها وضع الاتفاقيات الأمنية على أساس مهني، لذلك فإن هذا الحوار سيكون جزءاً من زيارة السوداني الى واشنطن، وأيضاً قد تشهد زيارته توقيع مذكرات تفاهم وتعاون من خلال الفريق الوزاري مع رئيس الوزراء وفتح مجالات أوسع لم تطبق منذ بدء اتفاقية الإطار الاستراتيجي والى اليوم، وهذه نقطة جداً مهمة"، منوهة الى أن "البحث في أفق العلاقة المستقبلية في مرحلة ما بعد التحالف الدولي لمحاربة داعش هو أفضل السبل للانتقال إلى شراكة شاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وفي ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والتعليمية والأمنية وغيرها".
ولفتت النوري الى أن "الحكومة نجحت نجاحاً كبيراً على المستوى السياسي العالمي والإقليمي، فضلاً عن أن الوضع العام الداخلي شهد تطوراً ملحوظاً من خلال زيارات البعثات الدبلوماسية وعقد المؤتمرات والندوات والتواصل في زيارات وفود الدول الصديقة وغيرها، ولأن العراق له دور محوري كبير عالمياً وإقليمياً فإن السوداني يسعى لتطوير وتثبيت هذا الدور بما يتلاءم مع مصالح البلاد العليا وخدمة الشعب العراقي بشكل عام وتطور البلاد في جميع المجالات"، مؤكدة "دعم مجلس النواب لتوجهات رئيس الوزراء الوطنية وجهوده في هذا المجال" .
الى ذلك أوضح المحلل السياسي حمزة مصطفى لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "هذه الزيارة مهمة جداً في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، لا سيما أن العراق بعد أن تمكن من طرد داعش يريد أن تتحول العلاقة مع دول التحالف الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى علاقة ثنائية، ولهذا تم الاتفاق على أن يقوم رئيس الوزراء بزيارة مهمة إلى واشنطن لغرض التعامل مع هذا الموضوع وبما أنه بين العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتفعيل هذه الاتفاقية من شأنها أن تنقل هذه العلاقة بشكل واضح الى علاقة ثنائية تقوم على أساس المفردات المعروفة في الاتفاقية التي هي تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستثمارية، لذلك فإن تفعيل هذه الاتفاقية أمر مهم، ومن شأنه أن يعيد التوازن للعلاقة بين البلدين".
 بدوره، أكد المحلل السياسي إياد العنبر لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي هي رؤية استراتيجية من الممكن أن تنطلق منها الحكومة لبحث أفق ومستقبل العلاقات العراقية الأمريكية، وهي خطوة تعتبر جيدة نحو  تفعيل هذه الاتفاقية باعتبار أنها ترسم ملامح علاقة شراكة واضحة في الكثير من البنود والفقرات التي يمكن تفعيلها بالانتقال من التعاون العسكري إلى علاقة استراتيجية على المستوى الاقتصادي والثقافي والتنموي والكثير من الشركات التي تحتاج فعلاً إلى تفعيلها"، مبيناً أن "الواقع العراقي يحتاج الى أن يبدأ لمثل هذه الشراكات  للمساهمة بتطوير الكثير من القطاعات وتفعيل لرؤية جديدة توثق العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فإن الحديث عن هذا الموضوع هو نقطة تحسب لصالح الحكومة بأنها ذاهبة باتجاه توثيق علاقتها أكثر من قضية حصر بموضوع الانسحاب الأمريكي أو إنهاء مهام التحالف كما يريد البعض حصر الحكومة بهذه الجزئية".