ذو الفقار خضر: المنتجون يتحملون سوء اختيار الشخصيات وخطوتي ستنطلق من التأليف الدرامي

ثقافة وفن
  • 24-01-2024, 11:57
+A -A

بغداد - واع - حوار: أحمد سميسم

تصوير: حسين الونان 

لم يكن يخطط أن يصبح ممثلاً كونه بدأ يزاول الفن التشكيلي في النحت والرسم، إلا أنه وجد ضالته في المسرح حيث المكان الذي انطلق منه الى عوالم الفن ليصبح ممثلاً مشهوراً يؤدي أدواره بمهارة عالية.

يؤكد الفنان ذو الفقار خضر، "أن بداياته كانت من خشبة المسرح لذا يعتبر نفسه ابن المسرح البار الذي قدم كثيراً للمسرح العراقي"

كاشفاً عن الشخصية التي يتمنى أن يجسدها بشغف، والشخصية التي لم يرضَ عليها، وأسباب تأخر ظهوره التلفزيوني الأول، متحدثاً عن تجاربه الفنية العربية، وتحفظاته على ولوج بعض الأسماء الفنية الجديدة الى الساحة الفنية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

البداية المسرحية 

قال الفنان ذو الفقار خضر، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع): " كان أول ظهور تلفزيوني لي في مسلسل (الرصافي) عام 2007 على الرغم من انطلاقتي الفنية كانت عام 2000 وسبب تأخر ظهوري التلفزيوني لأني كنت مشغولاً بالمسرح الذي أعطيته الكثير من وقتي واهتمامي في التأليف المسرحي والإخراج، المسرح علمني كيف  أكون فناناً حقيقياً يحترم رسالته الفنية بكل أمانة وحرص"

وأضاف: " شغف المسرح وحبي لخشبته والطقس الروحي المسرحي كانت السبب في تأخر ظهوري التلفزيوني ولست نادماً على ذلك، لذا اعتبر نفسي ابن المسرح وليس التلفزيون وأفتخر ببداياتي المسرحية وأنا أحبو نحو طريق الفن"



وتابع: " بدأت من المسرح مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً وأول بطولة مسرحية تسند لي كانت من خلال مسرحية (قميص رجل سعيد) عام 2001، تحاكي طابع الكوميديا السوداء واستمر عرضها لأيام متتالية، ومن ثم توجهت الى الكتابة المسرحية، إذ كتبت مسرحية (الموناليزا ليست جميلة في كل العيون)، ومسرحية (ما قبل الحرف ما بعد النقطة)، ومسرحية (واو هاء ميم)، ومسرحية (الصوت الأصفر) الذي عرضت في ليبيا والجزائر والمغرب، كذلك كتبت مسرحية (حائط)". 

وبيّن أنه " كان لمدينة الحلة حيث مسقط رأسه الأثر في تكوين شخصيته الفنية، بإرثها وتأريخها وحاراتها وأسواقها القديمة"

وأكد أن "أغلب الشخصيات التي جسدتها في مسيرتي الفنية وعبر 47 عملاً تلفزيونياً كانت مستوحاة من بيئة الحلة وتكوينها الاجتماعي".



 

الأدوار والأعمال العربية 

وأشار الى أنه " قبل أن أدخل مجال الفن كنت أزاول الرسم والنحت وما زالت محتفظاً ببعض القطع النحتية وكان بالإمكان أن أصبح رساماً ماهراً كوني أمتلك أدواتي التشكيلية، إلا أن المسرح قد أبعدني عن هذه الهواية بإرادتي لذا لم يتبق من النحت والرسم إلا ذلك الجزء المخزون في ذاكرتي".   



وعن أدواره التلفزيونية قال خضر: 

"عرفني الجمهور بأدواري الرومانسية الهادئة في التلفزيون، إلا أنه قد يبدو لبعضهم أنني بدأت أتجه الى تجسيد الشخصيات الشريرة السلبية في السنوات الأخيرة وكان ذلك مقصوداً من قبلي أردت أن أخرج من نمطية الشخصيات الهادئة التي جسدتها كثيراً لذلك طلبت من المخرجين بأن يسندوا لي شخصيات سلبية مغايرة عن الشخصيات التي كنت أجسدها لأكون متنوعاً في الأدوار وخارج نمط المعتاد فنياً". 

وأضاف: "كانت لي مشاركات في مسلسلات عربية مهمة كمسلسل ليلة السقوط، ودفعة لندن، ودفعة بيروت، اكتسبت الكثير من هذه التجارب العربية واكتشفت أن المخرج العربي يكون ملاصقاً للفنان ويحاول أن يخرج طاقاته وإمكانياته المخزونة أثناء تجسيد الدور، بينما المخرج العراقي يعتمد على جاهزية الممثل فقط".

وأردف بالقول: " مشاركتي في الأعمال العربية ساهمت في تسويق اسمي الفني عربياً، إلا أننا لا نجد للأسف في البيئة المحلية العراقية الفنية جهة حاضنة وداعمة لنجاح الممثل العراقي في الدول العربية".  




مؤكداً أن "الدرس الذي تعلمته حين أصبحت فناناً معروفاً هو كيفية التعامل الإنساني مع من لا يمتلك الإنسانية وهذا ديدن الفن". 

منوهاً بأن " أدواري قد تبتعد عن البطولة المطلقة كوني لا أبحث عنها بقدر التعلق والبحث عن الأدوار الجماعية والمنافسة المشروعة التي تحدث بين أدوار الفنانين هنا تكمن المتعة وليس المتعة في البطولة الفردية المطلقة، لذلك تجدني أبحث عن المنافسة في المشاركة في الأدوار الجماعية التلفزيونية دائماً".  



عين الناقد

وأشار الى أنه " يتمنى أن يجسد شخصية الأخرس أي أخرس  منذ الولادة،  أنتظر تجسيد شخصية كهذه كون هذه الشخصيات لديها سلوك خاص في التصرفات والتعامل مع الاخرين، وأنا كنت قريباً من هذه الشخصية حيث كان صديق طفولتي أخرس لذلك أزعم أنني أفهم لغة الصم والبكم قليلاً". 

وأوضح أنه "قدم عدداً من الحلقات على مواقع التواصل الاجتماعي تتناول شرحاً للمفردات العراقية الشعبية".

وأضاف: "كانت غايتي من تقديم حلقات عن المفردات الشعبية العراقية هي إيصال رسالة معرفية الى عامة الناس وللذين يجهلون معنى بعض المفردات والمصطلحات الشعبية كوني قرأت 12 كتاباً في ما يخص أصول اللهجات السامية العراقية، لذلك أحببت أن أشارك خلاصة ما قرأته الى الناس". 

وكشف خضر عن سر ولعه باقتناء السيارات القديمة قائلاً: "لدي شغف باقتناء السيارات الأمريكية القديمة وأقوم بصيانتها وإعادتها الى الحياة من جديد، أنا الان أمتلك سيارة نادرة (بويك بارك افنيو) موديل عام 1983 فضلاً عن سيارتي الحديثة العصرية".  

وبيّن أن " كثيراً ما أشاهد نفسي في الشاشة لكنني لا أحب نفسي في الشاشة، كوني أشاهد نفسي بعين الناقد وليس بعين الفنان، لذلك أنا من أكبر النقاد القاسين الأسوأ على نفسي!، كثيرا أقسو على نفسي ولا أرحمها حينما أشاهد أعمالي في الشاشة".

وأضاف: " لذلك حينما شاهدت دوري في مسلسل (الكادود) في رمضان العام الماضي على الشاشة لم أرض عليه، على الرغم من أن الشخصية كانت جميلة ورائعة على الورق إلا أنه على الشاشة لم تروق لي إطلاقاً"   



الجيل الفني الجديد 

وأكد أن "المسرح الجاد بحاجة الى إعادة الثقة بجمهوره، وتشخيص الأسباب الحقيقية التي أدت الى عزوف الجمهور عن المسرح"

لافتاً الى أن " المسرح أصبح نخبوياً من خلال تواجد جمهور هم أغلبهم فنانون ومثقفون وغياب الجمهور من عامة الناس البسطاء الذين كانوا يتسابقون في وقت سابق في الحضور للمسرح". 

وعن الجيل الجديد من الفنانين تحدث قائلاً: أتمنى على الجيل الجديد من الفنانين الذين جاؤوا بعد جيلنا أن لا ينساقوا ويتأثروا بموجة (البلوكرية) و(الفاشنستات) ويصبح لديهم هوس في أعداد المتابعين وإغراءات مواقع التواصل الاجتماعي وحب الظهور الفني فقط بل يجب على الفنان أن يكون مؤثراً بأعماله وما يقدمه من أدوار تؤثر في نفوس المشاهدين".

وأضاف: "المنتجون يتحملون سوء اختيار بعض ممن ليست لديهم الكفاءة والقدرة على الأداء الفني بمجرد أنهم معروفون ومشهورون في مواقع التواصل الاجتماعي!". 

وذكر "خضت تجربة التأليف والإخراج المسرحي، وخطوتي المقبلة ستكون في التأليف الدرامي وسيرى الجمهور اسمي من ضمن كتاب التأليف الدرامي خلال السنة القادمة إن شاء الله".



وعن أدواره التلفزيونية المقبلة

قال: "سأطل على جمهوري من خلال شخصية (نسر) في مسلسل (خيط الحرير) من إنتاج قناة العراقية الفضائية أجسد أحد أبطال الحشد الشعبي وهي شخصية سيتعاطف الجمهور معها ويحزن كثيراً بسببها، ولدي مسلسل آخر على قناة (mbc) العراق أجسد شخصية مغايرة عن شخصيتي الأولى شخصية مجرم يقوم بسرقة الأطفال ويبتز الناس وتكون نهايته مأساوية".