قضاء راوة.. تاريخ من العلم والثقافة والفن

محلي
  • 16-01-2024, 19:33
+A -A

الأنبار – واع - أحمد الدليمي
يقع قضاء راوة في محافظة الأنبار على الجهة اليسرى من نهر الفرات، وتمتد جغرافيته كشبه جزيرة تنحصر بين الجبال والنهر، ويبتعد عن العاصمة بغداد مسافة 320 كم إلى الغرب منها، فيما تقترب منه الحدود مع الجارة سوريا بمسافة 100 كم فقط، لذا هو يقع أقصى غرب المحافظة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويؤكد الباحث والأكاديمي والمهتم بالتراث والتأريخ مهند الراوي، في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "القضاء الذي يصل عديد سكانه إلى 20 ألف نسمة ترك بصمات واضحة في الثقافة والفن والعلم".
ويضيف أن "القضاء يغفو عليه ضفاف الفرات، كشبه جزيرة يحيطه الماء من ثلاث جهات، وانطلق منه شعاع العلم على أيدي شيوخه الأوائل الذي تتلمذوا في العلوم الشرعية".

وأشار الى أن "القضاء تسكنه عشيرة مترابطة ومتكاتفة، يرجع نسبها الى الإمام الحسين (عليه السلام)، وهم سادة حسينيون، من السادة الرفاعية من ذرية الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق (عليه السلام)، وجدهم هو السيد يحيى بن السيد حسون".
وأوضح، أن "الراويين الذين يسكنون القضاء ذو نسب واحد، وجد واحد، حيث نسب القضاء الى جدهم الشيخ الجليل، الذي كان يروي الحديث الشريف، ومنه اشتق اسم القضاء قديما، وقد سمي القضاء لقرية الرحبة حتى سكنها الجد الأعلى للراويين، والتي اشتهرت باسمه لمكانته وعلو قدره".

وبين، أن "الراويين أهل اللباقة والثقافة وشرف النسب وأهل العلم وسائر الأدب، يمتازون بالوسطية، إضافة الى أن أهل القضاء مدنيون يعتزون بمدنيتهم، ومتمسكون بها".
وتابع الراوي أن"القضاء كان قد تعرض للغرق بالكامل وهدمت بيوته المصنوعة من الطين، كما كان أجدادونا يعيشون حياةً بسيطة ويعتاشون على غلة البساتين المنتشرة، والممتدة على ضفاف النهر، ولكن القضاء بقي معزولا على ضفة الفرات اليسرى، إضافة الى بعده عن مراكز المدن الكبرى، ولأن أهلها أيقنوا ان العلم لا يوهب وانما يؤخذ بالسعي والمثابرة، وقد انطلقوا من مدينتهم الصغيرة، ليحذوا بهم السعي المستمر نحو العلم والثقافة ".

وتابع الرواي: "وكان لهم ما أرادوا، فقد رفد قضاء راوة البلد بأعداد كبيرة من الكفاءات والاكاديمين، في مختلف الاختصاصات العلمية منها والعسكرية والثقافية والفنية، كما وكتب القضاء تاريخا بسواعد أبنائه الذين توزعوا في كل العالم".

وختم الرواي: "حالياً لم يبق من مدينة راوة القديمة إلا الأطلال، وبعد إنشاء سد حديثة عام 1985 بنيت فيها أحياء جديدة، وتوسع القضاء وتطورت فيه الزراعة، بأسلوب عصري وحديث، كون أن الزراعة تعد المورد الرئيسي في القضاء".