قصر سعدة.. حكاية عشق عاصف امتد من البصرة إلى الأنبار

تحقيقات وتقارير
  • 12-11-2023, 14:41
+A -A

الأنبار - واع - أحمد الدليمي
شهد قصر سعدة في قرية العطاعط على ضفاف نهر الفرات بقضاء هيت في محافظة الأنبار، والذي شيد في العصر العباسي، حكاية أحد أمراء البصرة وقصة عشقه للفتاة الأنبارية فائقة الجمال سعدة بنت الأحمد.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
يقول المشرف التربوي المتقاعد مؤيد سحاب العبيدي، وهو أحد سكان قضاء هيت ومهتم بالتراث والتأريخ، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "قصر سعدة من الآثار المهمة الموجودة ويقع في قرية العطاعط شمال قضاء هيت إلى الضفة اليسرى من نهر الفرات، حيث أطلق عليه اسم قصر سعدة نسبة لسكن عائلة سعدة الأحمد".
وأضاف العبيدي، أن "سعدة الأحمد، هي فتاة كانت فاتنة الجمال وبنت لأحد الأمراء، وتقدم لخطبتها أكثر من شاب لكنها كانت ترفض، وبعدها تقدم إلى خطبتها الأمير البصري الساكن في منطقة الابلة أو الكاظمة في البصرة، وطلب والد سعدة شرطاً تعجيزياً على أمل أن يترك الأمير الزواج منها".
وتابع: "فوافق الأمير على الطلب، وكان الطلب يتمثل بأن يحفر البصري نهراً من منطقة القصر في قرية العطاعط شمال مدينة هيت بحدود 6 كيلو مترات ويتجه جنوباً إلى منطقة سكن الأمير البصري وتزف الفتاة في النهر وتحت ظلال الأشجار المحيطة بالقصر، وبالفعل تم تنفيذ الطلب وحفر الأمير النهر وتمت خطبة وزواج سعدة من الأمير البصري، إلا أن الزواج لم يدم طويلاً كون سعدة حنت إلى منطقتها وقريتها".
وأكمل قائلاً: "وبعدها جهز لها الأمير البصري حملة ووفداً مرافقاً لها وعادت إلى هيت، وعند وصولها أول قرية خلعت حجلها الذهب من قدمها وربطته في الناعور وبعدها قدمت الحجل هدية لفلاح الناعور وإلى الآن تسمى القرية ام الحجل أو  أم الحجول نسبة لحادثة الحجل آنذاك".
وأضاف العبيدي، أن "الروايات اختلفت حول عمر القصر، فبعض الروايات تقول في عصر الإمبراطورية الفارسية، إلا إن فن البناء يؤكد أنه بُني في العصر الثالث أو الرابع"، مشيراً إلى أن "بناء القصر يتكون من ثلاثة طوابق، ويضم سرداباً فائدته بحسب الروايات لخزن المواد بالإضافة إلى أنه يستخدم في فترة القيلولة في فصل الصيف، إذ تنزل العائلة الساكنة في القصر وهي عائلة سعدة كون السرداب بارداً ومعتدلاً، حيث توجد فتحة في السرداب تطل على النهر تستخدم لمشاهدة النهر والتمتع بمنظره الجميل، إذ إن القصر مبني بالحجارة القديمة والتي لا تتأثر بالمياه، إضافة إلى مادة الكلس أو ما يطلق عليها (مادة النورة) والتي تستخرج من الأحجارة الكلسية الموجودة في المنطقة".
وأوضح أن "الدلالات تشير إلى أن فن البناء والطراز والزخارف والمقرنصات على أركان القصر والوردة المثمنة التي انتشرت في تلك الفترات، تدل على أنه بني في العصر العباسي الثالث أو الرابع"، لافتاً إلى أن "القصر يحتوي على فتحة من أرضية الطابق الأول تصل إلى نهاية القصر، وهي فتحة مجوفة ومفتوحة من الخارج الفائدة منها تبديل وتغيير جو الهواء الداخل إلى القصر".
وتابع أن "القصر الآن مهدد بالسقوط بسبب القدم، وكذلك بسبب التفجير الذي تعرض له أثناء تحرير المنطقة من سيطرة العصابات الإرهابية، ما أدى إلى تصدعه ويزداد يوماً بعد آخر، وإذا استمر التصدع فسينهدم هذا القصر".
وناشد العبيدي، الجهات المختصة والرسمية والمشرفة على الصروح الأثرية بـ"صيانة القصر وإعادة ترميمه كونه معلماً وصرحاً أثرياً مهماً".