علي وجيه يسحل حياته على الطريق السريع

ثقافة وفن
  • 28-10-2023, 21:21
+A -A

بغداد - واع 
صدرت عن دار الحكمة في لندن، اليوم السبت، المختارات الشعرية الشاملة للشاعر علي وجيه، وتضم قصائد من تجربته التي أرّخها بين عامي (٢٠٠٥-٢٠٢٣).

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وتعد المختارات التي تحمل عنوان "يسحل حياته على الطريق السريع"، تمتدُ على 560 صفحة من القطْع الكبير، ضمت قصائد من مجاميع الشاعر السابقة: "أصابعي تتكلم، جسمك يستمع"، و"منفائيل"، و"سرطان"، و"دفتر المغضوب عليهم والضالين"، و"الصوائت والصوامت"، و"الخوافت"، و"كتاب الكتابين"، و"شكرا، احتفظ بالباقي" و"أغنية بشامات كثيرة" وغيرها".
ويفتتح وجيه مختاراته باقتباس للحجّاج: "لولا فرحة الإياب لما دعوتُ على أعدائي إلا بالسفر"، ويعلق قائلاً: "السفر لم يكن الانتقال بين نقطتين أو مدينتين، بقدر ما كان التشتت بين المكانين، حين تفرض أرض الله الواسعة أمام عينيك، ولا تعرف لأيهما تنتمي وفي أيهما تستقر".
وكذلك كانت فكرة السفر لدي، التشتت، وبطريقة ما، صنع طريق بين مدينتين، بغداد - قم، نصي الأول، قبل نحو 15 عاما، وظل النص كائناً غريبا يتبع إطار السيارة، وجناح الطائرة، وقلب الشاعر المضطرب، الشاعر الذي لم يستقر منذ أن انتبه إلى أن هناك مستقراً، يجب الرجوع إليه"، يقول الشاعر:"شعر مشرق لشاعر تجهده اللغة ويجهدها" يقولُ الناقدُ والمترجم د.حسن ناظم، في شهادة ضمتها الصفحة الأخيرة للغلاف عن قصائد الشاعر، فيما يقول الناقد حاتم الصكَر: "قصائد نثر بالغة التأثير تصوت لصالح مستقبلها النوعي. لا لجاجة ولا تقليد هنا. خصوصية وعائدية واضحة لكل شيء على الشاعر لا سواه".
ويرى الشاعر أحمد الشيخ علي، أن "قصيدة علي وجيه مثقفة، مخاتلة، متوحشة، متمكنة، وتشبهه كثيرا"، أما الشاعر طالب عبد العزيز فقال إن "الشاعر علي وجيه تجربة شعرية وحياتية كبيرة بيننا".
وفي مقدمة مختاراته الشاملة، يسرد الشاعر تفاصيل نشوء قصيدته الأولى وعن أثر الظروف السياسية التي شهدتها البلاد، وعمله في مجال الإعلام الذي يصفه بـ "الوحش الذي يهدد النص الأدبي دوما"، والانقطاع عن الكتابة، والعودة إليها، يقول: "هذه العودة جعلت الشعر مشروعاً للعلاج النفسي وليس التفكير بمنطقة الوجود، أو الخلود الأدبي الذي نبحث عنه، الورقة الفارغة، في الحاسوب، والمفردات هي عقاقير تصطف، وعملية حجامة مؤلمة، أن أكتب لأجل أن أقف مرة ثانية على قدمي، وأن أفرغ الذات من السواد الشخصي، والاكتفاء بالسواد العام الذي لا يهرب منه، إن كان حاضرا أو تاريخيا، حدثا أو فكرة".
"ليس مهماً إن كان الشعر مباشراً أو غامضاً، نصاً تسجيلياً أو منقلعاً من لحظته الآنية، المهم أن طفلاً عابراً بهذه الحياة، كتب ما استطاع أن يكتب، ثم مضى يسحل حياته على الطريق السريع". 
ويقول علي وجيه من المختارات، وبنصّ عنوانه (احتجاج)، يقولُ علي: حصان جواد سليم يبكي على المتظاهرين، حصان نيتشة، حصان الحسين، حصان بائع النفط، بظهره المشطب مثل دفتر عربي، يبكي على المتظاهرين.
قوله "لا" تنبت في الساحة مثل عشبٍ غريب، يهبط حصان جواد، يقضمها بهدوء، آخر الليل، ويبكي"حصان نيتشة، تنقذه الفلسفة من الجَلدِ، والشوارب الكثيفة، بينما يذهب حصان المعصوم إلى الفرات، وهو يحمحم بقصيدة عمودية سقطت من كتاب "أعيان الشيعة".
حصانُ بائع النفط يعود إلى "مدينة الثورة"، والأعيان لا يبكون على المتظاهرين.
وفي نصّ آخر حمل عنوان (وضوح)، يقولُ وجيه:
لو أن روحك كانت تبين
من وراء الجلد
ستجد أنَّ روحي قرينتها
وأن النَّفَس شهيقه لك 
وزفيرُه لي 
والرئتين عناق.
 أقوُل لَك 
ويدي على كتفك: 
قطرُة ماٍء واحدة
تسيُل بصدٍق 
تطفُئ حريقاً في الغابة.