حداد ووقفات تضامن واسعة.. مواقف عراقية حازمة تجاه القضية الفلسطينية

تحقيقات وتقارير
  • 18-10-2023, 15:28
+A -A

بغداد ـ واع – نصار الحاج

منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب بين حماس والكيان الصهيوني، أعرب العراق عن موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير، والحق بالعودة، والحق بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد أن استمرار انتهاكات الاحتلال الصهيوني يستدعي مزيداً من العمل العربي المشترك لإيقاف العدوان الوحشي.

وجدد السوداني خلال لقائه وزراء العدل العرب المشاركين في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب بدورته الـ39 المتعددة الذي استضافته العاصمة بغداد، "موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء القضية الفلسطينية"، مؤكداً، أن "استمرار انتهاكات الاحتلال الصهيوني الممنهجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يستدعي المزيد من العمل العربي المشترك لإيقاف العدوان الوحشي الذي أوغل في استهداف المدنيين الفلسطينيين والبنى التحتية في قطاع غزة" .

إلا أن جريمة قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزّة والذي أدى الى استشهاد 500 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال وإصابة اكثر من 800 آخرين، دفعت الحكومة العراقية فوراً وعلى لسان المتحدث باسمها باسم العوادي  لإعلان الحداد ثلاثة أيام في عموم العراق ترحماً على شهداء قصف الكيان الصهيوني على مستشفى في قطاع غزة.

وقال العوادي في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "بينما تعمل الجهود الطيبة من أنحاء العالم كافة، على وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإغاثة المنكوبين من أبناء شعبنا الفلسطيني وتخفيف وطأة الهجمة البشعة التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني، تأتي الأنباء لتحمل معالم جريمة حرب كاملة، ولترتكب هذه القوّات مجزرة في غاية التحلل من كل الالتزامات الأخلاقية والإنسانية، عبر قصف مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة المحتل، مما تسبب في استشهاد المئات من الأطفال والنساء والمصابين والجرحى".

 وأضاف: "ويكون الصهاينة بذلك قد مضوا بعيداً في تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء، في عدوان يمتد إلى ماضيهم المخزي في ارتكاب المجازر من قانا وصبرا وشاتيلا، وصولا ًإلى جريمتهم النكراء الحاضرة"، مبيناً "لقد ارتفعت وطأة حمل المسؤولية على المجتمع الدولي وعلى كل مراقب يرى هذه التجاوزات من جانب الصهاينة، وصار العالم بأسره مدعوًّا إلى اتخاذ ما هو أكثر من الاستنكار والشجب، من أجل وقف آلة الموت الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين، وهي واهمة أنها بذلك ستصفّي القضية الفلسطينية".

وتابع: "مثلما ندعو أشقاءنا العرب والدول الصديقة والعالم الحر، إلى تبنّي موقف موحد عبر إصدار قرار عاجل وفوري من مجلس الأمن الدولي لوقف هذا العدوان القبيح السافر، ونجد في هذ اليوم الحزين، فرصة لتكرار موقف العراق الثابت والمبدئي من حق الشعب الفلسطيني في حياة حرة كريمة على أرضه وترابه الوطني، وأن لا تراجع عن نيل هذا الحق الذي لن يسقط بالتقادم مع الزمن، ولن يزداد إلا رسوخًا".

وأردف: "كما نُعلن الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية العراق لمدة ثلاثة أيام، ولاءً وإكرامًا للأرواح البريئة التي سقطت ضحية الصمت الدولي قبل أن تسقط ضحية لنار العدوان الهمجي".

وأدان رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، قصف مستشفى المعمداني في غزة.

وقال رشيد في تدوينة له على منصة (إكس)، تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "ندين بشدة قصف مستشفى المعمداني في غزة واستمرار استهداف المدنيين، كما ندعو المجتمع الدولي للتدخل بشكل عاجل لإيقاف العدوان على المدنيين في غزة الذي يشكل خرقاً واضحا ًللقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان".

كما وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الموظفين والمنتسبين في دوائر الدولة ومرافقها وتشكيلاتها كافة، وطلبة الجامعات والمدارس في عموم العراق، بأداء وقفة تضامن وحداد في أماكن الدوام ولاءً وإجلالاً للأرواح البريئة من أبناء شعبنا الفلسطيني الشقيق، التي سقطت بالعدوان الصهيوني الغاشم على مستشفى المعمداني في قطاع غزّة.

وأدانت وزارة الخارجية، بأشد العبارات قصف سلطة الاحتلال لمستشفى المعمدانيّ الأهليّ في قطاع غزة.

وذكرت الوزارة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أنها تُدينُ بأشد العبارات قصف سلطة الاحتلال لمستشفى المعمدانيّ الأهليّ في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين، مؤكدة تضامن حكومة وشعب العراق مع أبناء القدس الشريف، ونطالبُ بوقفِ الهجمات العدائيَّة على الآمنين فيها، والتي تعدُّ انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدوليّ والإنسانيّ، ولأبسط قيم الإنسانيَّة".

وتابعت: "نجدّدُ موقفنا الثابت والمبدئيّ من القضيَّة الفلسطينيَّة، التي كانت ولا تزال قضيَّة مُحوريَّة، ونطالب جميع دول العالم، لاسيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها،والاستدراك تجاه مخاطرها التي تُعَدُّ تهديداً وشيكاً للأمن الجماعيّ على مستوى المنطقة".

وشهدت جميع دوائر الدولة وطلبة الجامعات والمدارس في عموم العراق، اليوم  الأربعاء، وقفة تضامن وحداد على ضحايا غزة والقصف على مستشفى المعمداني.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

واستضافت بغداد اليوم أعمال المؤتمر الـ35 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، برئاسة رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وبمشاركة رؤساء البرلمانات والوفود العربية، لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة.

وأكد الحلبوسي في كلمة له خلال المؤتمر أن "واجبَنا القومي والعروبي والإسلامي، كبرلمانيين ممثلين لشعوبِنا وآمالِهم وتطلعاتِهم، يفرض علينا اليوم التكاتفَ والعمل معاً لاتخاذ موقفٍ جماعي حازم وفعلي، لكبح جماحِ الكيان الإسرائيلي الدموي، وتحميلِه تبعاتِ تصرفاتِه وممارساته البربرية الهمجية ضدّ شعبٍ أعزلَ متمسك بهُويتِه وثقافتِه وأرضِه"، مشيراً الى أن "الوضع الراهن يُنذر بجرِّ المنطقة العربية بأكملها إلى أتونِ حربٍ مدمرة لن تنفع معها بياناتُ الإدانة والشجب، بل يستوجب اتخاذ قراراتٍ حاسمة تضع حدّاً نهائياً للاعتداءات والانتهاكات المستمرة من الكيان الصهيوني منذ سبعةِ عقود".

وناشد الحلبوسي "المجتمعَ الدولي والضميرَ العالمي الحر، بالتدخلَ الفوري لوقف الحرب والأعمال العسكرية والمجازر المروعة بحق الأشقاءِ الفلسطينيين"، مشدداً على "ضرورة العملَ فوراً على إدخال المساعدات الإنسانية والغدائية والطبية العاجلة".

وأكد أن "الحلَ الجذري لهذا الصراع المزمن يكمن في استعادةِ الشعبِ الفلسطيني لكاملِ حقوقِه غيرِ القابلةِ للتصرف، وعلى رأسِها الحقُ بإقامةِ دولتِه الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

فيما أكد رئيس الوفد العراقي النيابي المشارك في أعمال المؤتمر/ النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، بكلمة العراق، أنّ "فلسطين هي القضية المحورية الاولى، وأن ما يحدث فيها يتطلب موقفاً موحداً وحازماً وشجاعاً واستثنائياً"، مبيناً أن "سلطات الاحتلال ارتكبت جريمة حرب كاملة الأوصاف بقصف مستشفى المعمداني في غزة، مستهدفة المرضى الراقدين والجرحى والنساء والشيوخ والأطفال والكوادر الطبية، في فعلٍ يندى له جبين الإنسانية".

وأضاف "من العار على العالم ان تمر هذه الجريمة دون حساب، مديناً بشدة الاعتداءات التي يمارسها الكيان المحتل ضد شعب غزة المحاصر، وانتهاكه الصارخ لجميع المواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية، ومبادئ حقوق الانسان و الأخلاق"، مطالباً "المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء العدوان الصهيوني الهمجي وفق حل عادل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته على كامل أراضيه بما فيها القدس عاصمة فلسطين، وضمان استقلال هذه الدولة وسيادتها".

وذكر أن "على الدول العربية والاسلامية السعي بكل وسائل الضغط والقوة لفك الحصار الغاشم، وايصال المساعدات الانسانية والصحية، وإيقاف ما تمارسه سلطات الاحتلال من ابشع الانتهاكات بحق الاشقاء الفلسطينيين"، داعياً "الدول العربية والاسلامية ممن لديها علاقات دبلوماسية أو تجارية مع كيان الاحتلال الى مراجعة هذه العلاقات، التي جعلت من هذا الكيان اكثر تعنتاً وصلافةً وأضعفت الموقف الموحد تجاه القضية الفلسطينية".



من جانبه، قال المحلل السياسي احمد الوندي لوكالة الأنباء العراقية (واع): "ندين بشدة القصف الاخير الذي استهدف مدينة غزة وخصوصا الهجوم المروع على أحد المستشفيات والذي ادى الى استشهاد اكثر من 500 شخص بشكل مأساوي".

وتابع، أن "هذه الأعمال مؤسفة وتتعارض مع مبادى الانسانية والقانون الدولي"، داعياً الى "وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العنف والمعاناة لأهالي غزة".

وأشار، الى أن "استهداف البنى التحتية والمستشفيات يشكل انتهاكا صارخا للمعايير الانسانية ومن الواجب الأخلاقي والشرعي والديني ان يتم وضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات".

وأعرب الوندي، عن "إدانته الشديدة لأي عائق امام إيصال المساعدات الانسانية"، مطالباً "بإنشاء طريق آمن على وجه السرعة لتوفير الغذاء والامدادات لسكان غزة".

كما أكد المحلل السياسي علي البيدر، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الوقفة تعد مؤشراً كبيراً على ان العراق متعاطف ومتضامن ومتلاحم مع الشعب الفلسطيني ويستنكر الاعتداءات التي توجه بالضد منه"، مبيناً أن "هذا الموقف يمثل تطلعات العراقيين على مستوى النخبوي الحكومي السياسي والقيادي والشعبي، فضلاً عن أنه مؤشر على أن العراق يتعافى وتجاوز الكثير من الاوضاع المأساوية التي عاشها في المراحل السابقة".

وأضاف، أن "موقف العراق مع فلسطين خطوة تحسب لرئيس الوزراء، وهي رسالة الى العالم أجمع على أن العراق يرفض ما يجري داخل الأراضي الفلسطينية ويحذر الجميع من مغبة الاستمرار في هكذا خطوات إجرامية".