(واع) تحاور الطالب سيف وتفتح أقبية حضارة سومر المتجسدة بعزيمة إصراره على النجاح

تحقيقات وتقارير
  • 12-08-2023, 15:17
+A -A

الناصرية- آية منصور- واع 

 

يبدو أن الطالب سيف الدين سعد، (18 عاما) سعيداً للغاية بمعدل نتيجته، من السادس الإحيائي، والتي بلغت 89،29، وعلى الرغم من إصابته ولادياً بضمور خلايا الدماغ، والتي منعت عنه السير، أو الكتابة، أو حتى تناول الطعام بمفرده، لكنه كان قادراً على اجتياز التحديات الصعبة في حياته، بإرادة تشبه حسب تعبيره كرسيه الذي لازمه طوال حياته، يتحدث سيف لوكالة الأنباء العراقية "واع" عن أحلامه قائلاً: 

"كنت أحلم بأن أصبح مهندساً مدنياً، لازمني هذا الحلم طويلاً، قبل أن أفكر جدياً بالصيدلة وحياتها، وما جعلني أتوق لدراستها هو وضعي الصحي، إذ كنت كغيري أبحث عن علاج يرفعني من الكرسي، فصرت اطمح لمبدأ علاج من هم مثلي، فلم يكن الأمر هيناً، لكن الله منحني الإيمان، ووالدين أحباني بشكل كبير، ووفرا كل وقتهما لي، كما أن أصدقائي منذ مرحلة الطفولة لازموني، كل هذه التفاصيل جعلتني ممتناً، ومصراً على الحياة أكثر". 


 

أدرس بذكاء 

 

وأضاف سيف: "كنت ادرس من أربع حتى ثماني ساعات في اليوم، بتركيز عال، ما أهلني للحصول على هذا المعدل".

وتابع: "بعض الطلبة يشعرون بأنهم يجب أن يدرسوا بتعب وارهاق دون أن يأكلوا أو أن يعيشوا حياتهم فقط للحصول على الدرجات، وهذا ليس صحيحاً، ذلك أن الضغط لا يولد سوى الأذى للطالب". 

ويبين سيف، أنه لم يواجه صعوبات في التدريس، كانت عائلته معه باستمرار، كما أن أساتذته أسهموا باحتواء ذكائه، كان يشارك في الصف الدراسي بشكل يومي على الرغم من صعوبة نطقه، ويوضح بحديثه لوكالة الأنباء العراقية، أن درس الفيزياء كان الأصعب بالنسبة له، لما يتطلبه من نطق للمصطلحات العلمية، فكان يعوضها من خلال المسائل وحلها، "أمنيتي هي افتتاح صيدلية، وتوفير العلاج الذي لا يستطيع المواطن العراقي الحصول عليه بسهولة، وخاصة من هم مصابين بالشلل الرباعي". 

 

حلم آخر لسيف 

 

كما، ويؤكد سيف على نقطة مهمة، بحديثه، ويتمنى أن تصل بصوته الى المعنيين، موضحاً الصعوبات التي يتلقاها ذوي الاحتياجات الخاصة في الشوارع وعلى الأرصفة، إذ لا طرق خاصة بهم، ولا مصاعد، ولا أماكن معنية بهم، وكأن لا وجود لذوي لهم، هذا الأمر المرهق، والمحزن.

وذكر: "لم أجد يوماً طريقاً خاصاً بنا في مدينتي الناصرية، هذا الأمر يؤلمني، وأريد شخصاً يتطرق لحاجتنا، نحن لا نريد أكثر من طريق نستطيع السير عليه بدون معاناة، قد تركز الناس على إنجازات ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن لا أحد يركز على أبسط حقوقهم: الشارع مثلاً، وهذه أيضاً واحدة من أحلامي. 

 

 

الأبوان الفخوران 

من جهته، يوضح والد سيف، السيد سعد الزهيري، أن ولده يعاني من ضمور الخلايا الدماغي منذ الطفولة، حيث ذهب به مع والدته، لأكثر من خمس دول من أجل علاجه، دون نتيجة، فكان الواقع هو دعمه وحمايته مع كرسيه:"ابني شخص ذكي وطيب، ويعرف ما يريد، لم يرسب سنة واحدة ولم يؤجل درساً مطلقاً، كان وما زال متفوقاً في مدرسته، ودرجاته عالية جداً، إنه يحب الحياة وأصدقائه ودراسته، ولم يشك يوماً من وضعه الصحي، فعلى الرغم من عدم قدرته على الكتابة، استعان بنا للكتابة في دفاتره أو زملائه" 

 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

كيف يمتحن سيف؟ 

 

أما في الامتحانات، فإن والد سيف كما يوضح بحديثه لوكالة الأنباء العراقية "واع" كان يأخذ أوراق ولده الطبية التي تفيد بعدم قدرته على الكتابة، ويعرضها على اللجان الطبية، طالباً منهم مشاركة سيف في الامتحانات، من خلال كتابة أستاذ لإجابات سيف، على أن يكون مدرساً لمنهج آخر غير الذي يمتحنه، بالإضافة لوقوف مدرس آخر خاص بمراقبة سيف والمدرس الذي يكتب نيابة عنه. 

 

واضاف:"نحن فخورون بولدنا وبقدرته على النتاج والعطاء، ابننا يتسحق الأفضل، وسنكون له الذراعان والقدمان دوماً".