خبراء: طريق التنمية بوصلة اقتصادية ستغير وجه المنطقة

تحقيقات وتقارير
  • 23-05-2023, 13:35
+A -A

بغداد ـ واع ـ نصار الحاج 

يعدّ مشروع طريق التنمية إضافة كبيرة ومردوداً لخزينة الدولة، فهو مشروع استراتيجي مكمل لمشروع ميناء الفاو الكبير كونه يضم خط سكك حديد مزدوجاً، فضلاً عن طريق بري سيتم إنشاؤه بأحدث التقنيات، طريق ينظر إليه الخبراء والمختصين على أنه ثورة اقتصادية كبيرة ستغير شكل العراق والمنطقة، وهو ما أكد عليه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في أكثر من مناسبة.


تحقيق التنمية

وعن أهمية المشروع على مستقبل العراق والمنطقة قال الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه لوكالة الأنباء العراقية(واع) إن "طريق التنمية سيغير وجه المنطقة، كونه سيربط الشرق بالغرب وهو طريق مهم وحيوي يكون بمثابة المشغل الحقيقي لميناء الفاو ومحقق التنمية في المنطقة كافة".

وأضاف أن "تكلفة المشروع تقدر بنحو 17 ترليون دينار، ويعد من المشاريع العملاقة والمهمة لتحقيق تنمية مستقبلية للعراق وتزيد من فرص العمل، بالإضافة الى تنمية المناطق من الفاو الى الحدود التركية وهي المناطق التي يمر عليها الطريق".

وأشار الى أن "مشروع طريق التنمية يمثل نقطة التقاء مهمة لدول الجوار وبالتالي سينعكس على الوضع السياسي والأمني بشكل عام"، منوهاً بأن "العراق يحاول من خلال مؤتمر وزراء النقل الاجتماع وتدارس طريق التنمية وأهميته في تحقيق مصالح مشتركة".

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

توفير فرص عمل

بدوره ذكر الخبير الاقتصادي والأكاديمي أسامة التميمي، لوكالة الأنباء العراقية(واع) أن "العراق بحاجة شديدة الى تواجده بمثل هذه المؤتمرات بشرط أن يفهم دوره الحقيقي في المتغيرات الاقتصادية العالمية القادمة ويطرح نفسه بأنه عنصر مهم في دائرة هذه المتغيرات".

وتابع أن "مؤتمر القمة العربية الصينية مؤخراً أفرز إشعارات وفتح الباب أمام دول المنطقة لبناء مستقبل أفضل، فكان من نتائجها عقد مؤتمرات مناطقية لبحث أفضل السبل لمواكبة العالم الاقتصادي الجديد".

وشدد على "أهمية أن يعي العراق دوره ومكانته، خاصة وأنه من أبرز العناصر المهمة في هذا المشروع العالمي، ولا بد من أن يأخذ استحقاقه بكل وطنية وشجاعه لبناء مستقبل أبنائه وعدم القبول بأقل من هذا".

ولفت الى أن "هذا المشروع يعد أحد متغيرات عالم ما بعد النفط، ويجب استغلالها جيداً للقضاء على الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، لاسيما أنها ستوفر الكثير من فرص العمل وستعود بالمردودات الاقتصادية الكبيرة وواحدة من أهم العناصر الأساسية توفير النقل المناسب والذي يكون عبر العراق بواسطة الربط السككي والقناة الجافة لربط جنوب العالم بشماله عبر العراق".

 

فرص استثمارية

بدوره، قال المحلل السياسي والأكاديمي غالب الدعمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "مشروع طريق التنمية سيوفر ملايين فرص العمل وسيحسن من موارد العراق وتخفيف الزخم عن المدن الجديدة". 

وأضاف أن "مؤتمر النقل في دول الخليج مهم جداً"، مبيناً أن "العراق واعد بمستقبل اقتصادي وسياسي وأمني يجعل الدول تتجه أنظارها نحوه".

وأوضح أن "الفرص الاستثمارية الهائلة الموجودة في العراق والأموال المتوفرة في دول الخليج ستسهم الى حد كبير في جعل العراق محط تنافس بين الشركات".

 

وأعلن الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، اليوم الثلاثاء، عن احتضان العاصمة بغداد يوم السبت المقبل مؤتمراً لوزراء نقل دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي.

وقال العوادي في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "انطلاقاً من رؤية الحكومة العراقية لأهمية التكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة، وانسجاماً مع البرنامج الحكومي الذي يرتكز على الإصلاح الاقتصادي ودفع عجلة المشاريع الاستراتيجية إلى الأمام، تحتضن العاصمة بغداد، يوم السبت، الموافق 27 أيار 2023 مؤتمراً لوزراء النقل لدول الجوار العراقي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

وأشار الى أن "المؤتمر يهدف لمناقشة المشروع الواعد المتمثل بطريق التنمية الاستراتيجي (القناة الجافة)، الذي يشكل المسار الحيوي والمهمّ لجميع بلدان المنطقة والعالم".

وبين أن "هذا المؤتمر يأتي ضمن مسار الحكومة في تعزيز التعاون والترابط الاقتصادي مع الأشقّاء والأصدقاء، بما يمثل مرتكزاً للسلام والاستقرار وازدهار شعوبنا، وترسيخاً لمكانة بغداد دار السلام كخيمة للأمن والشراكة، ومنطلقاً للتنمية المستدامة".

وكانت وزارة النقل قد أعلنت عن موعد تنفيذ طريق التنمية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وقال مدير عام الشركة العامة للموانئ العراقية التابعة للوزارة، فرحان الفرطوسي، أنه "خلال العام الحالي سيشهد العراق الإعلان عن تنفيذ "طريق التنمية" من قبل رئيس الوزراء خلال مؤتمر إقليمي".

وتابع، أن "مشروع طريق التنمية سيربط ميناء الفاو بموانئ البحر المتوسط والطرق البرية والسككية بأوروبا ودول القوقاز"، موضحاً، أن "الطريق سيشمل خطين: الأول سككي ذهاب وإياب، والثاني طريق بري جديد يختلف عن الطريق السابق، إضافة إلى أن هناك حقيبة كبيرة من المشاريع الاستثمارية سوف يكون لها الحظ الأوفر مع المباشرة بطريق التنمية".

وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تصرح سابق أن "مشروع طريق التنمية والقناة الجافة ليس فقط للعراق وتركيا وإنما للمنطقة والعالم، وهو الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة ويربط الشرق بالغرب"، لافتا إلى، أن" هذا الممر سينقل البضائع والطاقة".

وتابع رئيس الوزراء، أن "الطاقة التي سوف تُنقل عبر طريق التنمية (القناة الجافة) ستكون من دول المنطقة ومن العراق الذي من المؤمل أن يكون خلال السنوات المقبلة وفق الرؤية التي تعمل عليها الحكومة دولةً مصدرة للغاز بحكم ما يمتلكه من ثروة غازية هائلة".

وأكد، أن "هذا المشروع كان محط بحث مستمر بين العراق وتركيا على مختلف المستويات، واليوم وصلنا إلى هذا الإعلان مع الرئيس أردوغان"، موجها" الدعوة للأشقاء في دول المنطقة إلى عقد اجتماع قريب ببغداد لمناقشة مراحل هذا المشروع الحيوي بشكل تفصيلي".