خدمة العلم

مقالات
  • 14-11-2022, 08:11
+A -A

حسين الذكر

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
منذ سنوات يتحدث البعض، لا سيما البرلمانيين منهم، وتحت قبة البرلمان تحديدا عن إمكانية إعادة خدمة العلم، وهي الاسم (المزكرش) للخدمة العسكرية الإلزامية، التي يبقى المواطن وابن الشعب، لا سيما الفقراء منهم تحديدا يدورون بفلك تلك الخدمة إلى أمد طويل، ما بين خدمة فعلية واحتياط مكرر، بموجبه يكونون جاهزين لأي معركة أو حرب يخوضها النظام وعلى حساب الشعب. 
وقد صرح رئيس البرلمان العراقي مؤخرا بهذا الخصوص، معربا عن أمله بتشريع قانون إعادة الخدمة العسكرية أو ما يسمى بخدمة العلم.. علما أن كلمة (العلم) لا تضيف قدسية للمشروع، ولا يمكن أن يتقبلها الشعب كقاعدة جماهيرية وشرائح مدنية.. تحملت الويل والثبور جراء تلك المدد الطويلة، التي تحملوا عواقبها وتبعاتها بحروب ومراحل وسنوات وعقود، دون أن يكلف أحد نفسه بإقرار مشروع الحصول على تقاعد مجزٍ مشرف لأولئك الرجال، الذي قدموا كل شيء دون ان يحصلوا على أدنى حقوقهم لا قبل 2003 ولا بعده.
إنَّ الشعب المكتوي بنيران الحروب يصعب عليه تقبل أي فكرة بإعادة ذات الكرة لخدمة أي نظام ما على حساب أولاد الفقراء، الذين ضحوا بأنفسهم وأجسادهم وأسرهم بل ومستقبلهم لسنوات، دون الحصول على أي مكسب وإن كان حقا بسيطا، بينما اعفي أولاد الذوات والمسؤولين والسياسيين وغيرهم، أو كانوا ضباطا يسوقون لا يساقون. اليوم وإذ نشاطر السيد رئيس البرلمان بضرورة إيجاد طرق جديدة وستراتيجيات متطورة، لإعادة بناء المواطن العراقي خصوصا الشباب منهم.. بعد سنوات عجاف من الحروب والحصار والإرهاب والطائفية والضياع والتشرد والميوعة. وذلك لا يتم عبر ما يسمى بخدمة العلم وحدها.. بل هناك طرق أخرى أحدث نحقق بها بناء الانسان وإحياء روح الشباب وتدريبهم عسكريا عاليا.. مع تحديد مدة بسيطة لا تتجاوز ستة اشهر مع مرتب لائق مناسب.. بلا خدمة احتياطية، مع الاخذ بنظر الاعتبار أن الشعب كله حاضر وسيهب لإنقاذ العراق من أي اعتداء ومن أي جهة كانت.. والله ولي الامر وهو من وراء القصد.