هل من فرصة أخرى؟

مقالات
  • 24-10-2022, 08:17
+A -A

د. أثير ناظم الجاسور

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لطالما تلعب الدول على اغتنام الفرص في سبيل تحقيق مصالحها على مختلف الصعد، بعد أن تتأكد من أنها قادرة على تحقيق مصلحة الدولة التي هي بالنهاية مصلحة شعوبها، بالرغم من أن عمل الدولة (الحكومة) هو أساسه تحقيق رفاهية شعوبها والعمل على تلبية متطلباتهم، قد تختلف النظم السياسية من حيث الشكل والمضمون ونوع النظام وطريقة الحكم، وهذا واحد من بديهيات الدول في النظام العالمي، فمنذ الإقرار بوجود الدولة   القومية وإعلان المساواة والحدود والسيادة وحقوق الدول وتصنيفها بين كبيرة ومتوسطة وكبيرة، وهي تعمل بخطين متوازيين الأول هو القدرة والمكانة والامكانيات، التي تُترجمها الأدوات المتاحة للدولة، والخط الثاني وهذا تلعب على وتره الدول المتوسطة والصغيرة هو اغتنام الفرص لصالحها، أما من خلال تحالف أو معاهدة وتبوب وفق الادراك للأطراف المشاركة، وما تم ذكره أعلاه يقع في خانة عمل الدولة ضمن سياسة شؤونها الخارجية والعمل الخارجي.

أما داخلياً فالحكومات تعمل على تحقيق الأمن بالدرجة الأولى لاعتبارات حماية الوطن والمواطن، الذي تعده الدول خزينها الستراتيجي وعنصر رئيسي من عناصر قوتها وديمومتها، بالتالي فهي تحرص على التركيز على أن ينال هذا المواطن مستويات متقدمة الحماية والرعاية وتقدم له جميع الخدمات لاعتبارات الواجبات والحقوق، وهذا ايضاً يختلف من دولة لأخرى ومن نظام سياسي لأخر بعد دراسة المدخلات وفهمها وترجمتها لمخرجات حقيقية تصب في مصلحة المواطن، ومن خلال هذا العمل تكون فرص نجاح الحكومات كبيرة جداً لنيل رضا مواطنيها، بالتالي فإن الحكومات تغتنم الفرص لنيل رضا شعوبها من خلال مستوى ما تقدمه من خدمات ترتقي بالشعوب من خلالها.

في العراق تعلب الحكومات منذ العام 2003 ولغاية اليوم على تحقيق فرص كبيرة لها من اجل البقاء في السلطة غير مكترثة بالماسي التي يعاني منها المواطن فهي تعمل طيلة هذه المرحلة من عمر الدولة العراقية على عامل الوقت الذي بات يستنزف من عمر وحياة المواطن، وبات العملية السياسية تتدحرج ككرة الثلج محملة بالأعباء والأزمات والمشكل التي اثقلت كاهل المواطن الفاقد لأدنى سبل العيش الكريم مقارنة بالدول الأكثر سوء في العالم، فكل المطالب التي تترجم قيمة ما يحاول الحصول عليه كمواطن يشعر بانتمائه لأرضه، من خلال الوسائل التي يراها مناسبة للحصول على حقه، فالحكومات التي حكمت العراق لا تغتنم الفرص في سبيل التطوير والتحديث ونيل رضى المواطن بقدر ما تحاول استغلال المواطن وتهيئة وضعه بما يتناسب ووضع القابعين في السلطة، بالتالي فهي فرص مفقودة من قبل هذه الحكومات التي باتت تجتر ذات البرامج والأدوات والشخصيات وتعمل على أن تستغل الفرص فقط للبقاء ولديمومة سلطانها على العراق، اليوم وبعد الحركات الاحتجاجية التي انطلقت في العراق ومساحات الوعي، التي باتت تكبر بين محلة وأخرى باتت فرص الأحزاب وشخصياتها قليلة، بالرغم من القوة التي تمتلكها فهي تلعب في فرصتها الأخيرة ووقتها الضائع.