لعيبي: النص ذاكرة تحمي الكتابة من الموت

ثقافة وفن
  • 9-07-2022, 18:01
+A -A

ميسان- واع- شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
أكدت الكاتبة العراقية، ذكرى لعيبي، اليوم السبت، أن نص الرواية ذاكرة تحمي الكتابة من الموت، فيما أشارت إلى أنها أثبتت قدرتها على خوض غمار الصنف الراقي من الأدب.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقالت لعيبي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "نص الرواية، ذاكرة يعبر الأزمنة والقص ذاكرة ثانية تبقى وتتمدد بلغة وأسلوب معين، ذاكرة تحمي الكتابة من الموت والبحث عن المكان، الوطن المأمول، الحبيب".
 وتصف الكاتبة، الرواية، بأنها "خطى في الضباب، أنها  تدين الحرب، أذ لا مجال للتموية والتورية في الدمار، كما أنها تدين الرجال الذين شوهوا المبادئ لنيل مآربهم، وأيضا تدين الجانب الشرس من العالم الذي يغتصب عذوبة الكلام".


وأكملت، بالقول: "أثبت لنفسي أنني قادرة على خوض غمار هذا الصنف الراقي من الأدب، وكان لدّي دافع قوي لأن أدخل عالم الرواية، رغبة في تحقيق حلم كتابة سرد أطول من القصص القصيرة ومساحة أوسع وبشخصيات أكثر، وكل هذا يتحقق بفضاء الرواية". 
وأشارت إلى، أنه "قبل الشروع بكتابة الرواية، كتبت النثر والقصة القصيرة وقصص الأطفال، لكنها كانت تشعر بالعطش لكتابة ما هو أبعد لاسيما وأن من طبعها حُب التجربة خاصة بالكتابة، لهذا تقريبًا كتبت بأغلب مجالات الأدب".
ولفتت إلى، أن "أول عمل روائي  (خُطـًى في الضباب) استغرقت في كتابته ما يقارب أربع سنوات لأنها تجربة جديدة في مسارها الأدبي، اذ تعايشت مع شخصياتها، وتقمصتها وبكيت وفرحت معها، اما الان فقد شرعت في كتابة روايتين، أحداهما خاصة بالفتيات والأخرى لا تستطيع الافصاح عنها الآن لأنها على منصّة أحدى الجوائز، ولها رواية رابعة مازالت قيد الكتابة".


وعن الهدف من كتابة الرواية والقصة، أوضحت: أنها "تريد الخروج من تحت جلد النساء المقهورات الحبيسات خلف قضبان بعض العادات والأعراف الاجتماعية السلبية، والوجوه المتعددة التي تخشى الظهور دون قناع، والبوح والمكاشفات التي لا يسعها فضاء القصيدة، والأمنيات والأحلام التي لا يسعها سقف عدا أسقف القص والروايات وهذا ما تريده من كتابة الرواية والقصة".
وذكرت، أن "الأدب النسوي أو أدب المرأة، عرّفه البعض على أنه  الأدب المرتبط بنصرة وحُرية المرأة وصراعها الطويل التاريخي لمساواتها بالرجل بينما يعتبره البعض الآخر مُصطلحا يهدف إلى فَصْل أدب المرأة عن أدب الرجل".
وتضيف: "طبعًا أنا ضد هذه التسمية، فالأدب إنساني بالدرجة الأولى، والكتابة عن قضية إنسانية معينة لا تؤطر بقلم مذكر أو مؤنث ومشاعر المرأة وتفاصيلها الصغيرة التي تتعايش معها يوميًا وانفعالاتها الداخلية المكبوتة  تعبّر عنها الكاتبة بشكل أعمق وأدّق، كما يكون المبدع الكاتب أكثر قدرة على التعبير عن عالم الرجال لكن هل هذا الأمر يجعلنا ننكر أن  الكاتب يوسف إدريس قد برع في وصف عوالم النساء، كما برعت مي زيادة في إثبات قدراتها في تحدي هيمنة كتابات الرجل".


 وأكدت، أن "القضايا الإنسانية واحدة، يتفاعل بها الجنسان، وتظل لدى طرفي المعادلة بعض الخصوصيات، فبينما يبدو الرجل جريئًا في البوح عن العاطفة والحب نجد البوح لدى المرأة الشرقية يأخذ صيغًا غير مباشرة وتغلفها العفة والخجل وقد تجرأت وخرجت عن هذا المنحى في إحدى رواياتي وكذلك في قصصي الأخيرة".
وأستدركت بالقول: "مادمتُ أحمل همّ الكتابة وعلى دراية بهموم ومعاناة بنات جنسي، لمَ لا أكتب بجرأة، بالتالي نحن ندون مكامن وأحداثا ومشاعر وقضايا وحاجات وأرهاصات لابد أن ينكشف الغطاء عنها ليعرفها المجتمع القارئ، والقلم الموهوب لا يحدد بجنس معين".
وأشارت  إلى، أن "القارئ المثقف كما الناقد الأكاديمي يجب أن لا يهتم لأسم الكاتب بقدر اهتمامه بالمادة المكتوبة والمطروحة أمامه".


يشار إلى أنه صدر للكاتبة العراقية ذكرى لعيبي 19 كتاباً بين القصة القصيرة والشعر والرواية وقصص أطفال، وأختير لها قصة القلم المعطر ضمن مناهج التعليم في دولة الإمارات العربية وفي كتاب مهارات الابداع مساعد الطالب في الكتابة والانشاء وكذلك قصة الأميرة جوري في مناهج جمهورية العراق.