سببان رئيسان وراء جرائم الأحداث ومختصون يوجهون رسالة إلى الأهالي

تحقيقات وتقارير
  • 14-02-2022, 12:18
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد - واع – آمنة السلامي

تعد رفقة السوء من أكثر الأمور التي تشغل بال أولياء الأمور وتؤرّقهم، خوفاً على أبنائهم، فما يبذله الوالدان من جهدٍ بدني ونفسي في تربية أبنائهم ورعايتهم سنوات طويلة يجعلهم بلا شكّ يتخوّفون على مستقبل أبنائهم، وما يمكّن أن يحصل لهم من تأثيرٍ سلبي على أخلاقهم وتربيتهم من قبل البيئة المحيطة بهم سواء كان ذلك التّأثير من خلال رفقاء السّوء في المدرسة، أو الحيّ، أو المجتمع ككلّ .

مختصون أكدوا، أن أصدقاء السوء هم سبباً يقف وراء 90% من جرائم الاحداث، فيما حذروا الاهالي من عدم متابعة ابنائهم وبناتهم.

وأوضح مدير سجن الأحداث ولي الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "أغلب أسباب جرائم الاحداث ممن هم دون الـ 18 عاماً تتركز في مسألتين مهمتين، هما: التفكك الآسري، وأصدقاء السوء، إذ يعاني أغلب الأحداث الموجودين في السجون من الإهمال الاسري، او يكونون مرتبطين بأصدقاء هم وراء دفعهم لارتكاب الجرائم".

وأضاف، أن "البطالة وسوء الاوضاع الاقتصادية يمنعان العوائل من توفير الحياة الملائمة لأبنائهم، وقد يلجؤون الى ترك الدراسة"، لافتاً الى أن "انشغال الاهالي بأعمالهم وارتباطهم وابتعادهم عن ابنائهم، يدفع الاطفال الى اللجوء للمقاهي ومرافقة اصدقاء السوء الذين يقفون وراء 90% من جرائم الاحداث بحسب دراسة اعدها".

بدوره قال مدير الشرطة المجتمعية، غالب العطية، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الرصد الميداني للشرطة المجتمعية، إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي، بين لنا أن أغلب الجرائم التي يتم ارتكابها بمختلف انواعها سببها اصدقاء السوء".

وأضاف أن "العديد من الفتيات يتورطن بارتكاب الجرائم او المخالفات من خلال الاغراء او الضغط او الاحتكاك مع صديقات السوء".

وحذر العطية، "أولياء الأمور، من عدم متابعة ابنائهم"، مشددا على "التركيز على اصدقائهم  في المدارس او حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما البنات".

فيما، قالت المرشدة التربوية الاء، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنها "توجه الاهالي بضرورة التعامل الجيد مع اولادهم، لأن هناك خطراً كبيراً يحيط الأولاد"، مبينة أن "هذا الخطر اشبه ما يكون قنبلة موقوتة والذي يتمثل باصدقاء السوء ومواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضحت أن "التعامل السيئ من قبل الآباء والأمهات مع ابنائهم، يدفع الأبناء للتوجه الى اصدقائهم الذين قد يكون بعضهم من اصدقاء السوء، بالتالي فأنه سيكون ضحية سهلة له".

ولفت إلى أن "هؤلاء يسيطرون بافكارهم المنحرفة، على ابنائنا، ما تسبب بانحراف سلوكهم مثل اللجوء الى تناول المخدرات او السرقة او الهروب  من المدارس".

اما الاستشاري في مركز الإسناد الاسري، علي محمد العبيدي، فقد حدد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "أبرز مخاطر رفقاء السوء والتي تمثلت بما يلي:

 1-إنّ رفقاء السّوء هم سببٌ لإفساد أخلاق الإنسان، فالإنسان عندما يحاط برفقة سوء يتأثّر بهم بشكلٍ كبير؛ بسبب حثّهم المستمر له على ارتكاب الذّنوب والمعاصي، كما أنّ النّفس الإنسانيّة بطبعها تتأثّر بشكلٍ كبير بما يطرق مسامعها ويداعب تطلّعاتها وشهواتها من الكلام الذي يزيّن الباطل والعبارات المنمّقة التي تؤثّر فيها.

2- إنّ رفقة السّوء قد تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع، فكثيرٌ من رفقاء السّوء يجعلون الإنسان يرتكب أموراً قد تنعكس آثارها سلباً عليه في حياته، فالمخدرات على سبيل المثال هي من نتائج رفقة السّوء،  فقد تؤدّي إلى تدمير مستقبل الإنسان ولزوم السّمعة السّيئة به في حياته.

3- إنّ رفقة السّوء تؤدّي إلى تدمير الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة للإنسان، فالنّاس عندما يرون الإنسان يتتبّع طرق السّوء ويسلكها، ويصاحب الأشخاص السّيئين تراهم يبتعدون عنه وينفرون منه ممّا يؤدّي إلى عزلته في المجتمع الذي يعيش فيه.