أغلب تصميماته من الأزياء.. معرض لإحياء التراث الكردي في قلعة أربيل

ثقافة وفن
  • 29-01-2022, 19:28
+A -A

أربيل- واع- ايفان ناصر حسن
أنشأت المصممة العراقية  جرا مزوري معرضاً دائماً في قلعة أربيل الشهيرة يضم عدداً من نماذج الأزياء الكردية في بادرة منها لإحياء التراث الكردي.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وأوضحت مزوري في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنها "أطلقت تسمية معرض مصغر للازياء الكردية والذي أنشأته بجهودها الشخصية وبتعاون من اللجنة المشرفة على القلعة التي وفرت مكانا للمعرض داخل قلعة اربيل لعرض نماذج للازياء الكردية بمختلف انواعها".


وأضافت، أن "المعرض يضم 100 نموذج لملابس كردية ومعدات وادوات كانت مستخدمة في الفلكلور الكردي، وأن معرضها الدائم الثاني، هو لعرض الازياء الكردية بالحجم الطبيعي"، مشيرة الى أن "لكل عشيرة كردية ملابسها الخاصة، وحتى الاكسسوارات تختلف ايضا من منطقة الى اخرى ومن عشيرة الى اخرى".
وأكدت أن "مشروعها مستمر في التطور والتوسع، لأنه لم يغط حتى الان جميع انواع الملابس الكردية"، منوهة بأن "الملابس المعروضة في اربيل مثلا كانت موجودة قبل 30 عاما، وكان الجميع يرتدونها، وأن تصاميمها تختلف بين منطقة واخرى، وأنه كان هنالك اختلاف ايضا بين كبار السن والشباب من ناحية نوعية القماش، إلا أن التصميم العام متشابه".


ولفتت مزوري الى "تنوع الملابس الكردية، إذ هناك نماذج تحاكي الحياة السابقة في بيوت الباشوات والاغوات قبل مئات السنين، إذ كانت تتواجد في بيوتهم فرقة موسيقة نسائية للعزف والغناء لاحياء امسيات غنائية في المناسبات، وهناك نماذج من الملابس تحاكي حياة الريف الكردي وبيت الشعر الذي يختلف قليلا عن بيت الشعر في مناطق وسط وجنوب العراق من ناحية حجم الخيمة وشكلها".
وبينت أن "هناك اختلافات في الملابس الرجالية والنسائية بمناطق السليمانية ودهوك ايضا، فالملابس في اربيل على سبيل المثال، تتكون من كراس وفستان، وطولها مختلف ويصل الى 3 امتار، وهي عريضة نوعا ما، ويربط عليها حزام ويتم رفع الملابس فوقها مثل عشائر دزيي، ويتم وضع قطع ذهبية على ظفائر النساء اشارة الى الجمال والغنى، فيما تختلف ملابس الرجال عن النساء، اذ تتكون من كورتك وشروال في مناطق السليمانية واربيل، ولكن في مناطق بادينان يرتدون شل وبركيز وشل وشبيك، والقماش الذي يربط على وسط الجسم يسمى بمناطق بكردستان بالبشدين وفي مناطق اخرى يطلق عليه شيتك، واختلافها بالطول ونوع وطريقة الربط".


وتابعت مزوري، أن "الملابس الرجالية كانت في السابق تصنع من صوف معزة المرز بشكل يدوي، وهذا النوع من القماش يشبه الحرير، ويصل سعر الملابس الاصلي منها الان الى 15 الف دولار ويستغرق تصنيع القطعة الواحدة اسبوعين تقريبا، ويتم منها ايضا صنع الاغطية المستخدمة في غرف النوم، و تشتهر مدينة زاخو بهذا النوع من الملابس، ويوجد منها تقليد صيني في الاسواق حاليا".
والى جانب الملابس، تعرض المصممة الكردية جوانب من المطبخ الكردي، اذ يضم المعرض انواعا من القدور والادوات التي كانت مستخدمة سابقا، اضافة الى تنور الخبز ومخازن حفظ الطعام.
وقالت المصممة، إن "هناك 20 نوع من الخز الكردي، واشهرها ناني تير، وكادة ونسكلان، وكلانة، وكلورة، وصاج، وريتيك، وكل نوع له طريقة خاصة في التصنيع"، مبينة أن "حجم المطبخ ومساحته تكون حسب مساحة البيت، لكنه كان يحتل مساحة كبيرة في المنزل، وهناك مكان خاص لحفظ الطعام لسنة كاملة، ويكون محكما ومضادا للرطوبة والحشرات، وأن هناك نماذج لصناعة اللبن الكردي الذي كان يوضع في المشك، ويتم تحويل الحليب الى لبن ودهن حر، ويتم بعدة مراحل باستخدام حليب البقر والماعز والغنم، و يتم تصنيع الدهن الحر الذي يكون محافظا على قوامه ولا يفسد لمدة تصل الى سنة".


وعن سبب عودتها الى كردستان بعد أن قضت اعواما خارج الوطن، أوضحت مزوري، أنها اكتشفت خلال زياراتها  لكردستان أن التراث الكردي يتلاشى، ولذا قررت العودة بشكل نهائي للعراق، وانشاء هذا المعرض للملابس من اجل الحفاظ على التراث والفلكلور الكردي ، وأنها قامت مؤخرا بانشاء معهد لتعليم التراث الكردي، وتحاول تجديد التراث من خلال اعادة صناعة الملابس والاكسسوارات والمجوهرات والمعدات والاغطية وقطع القماش المستخدمة بالديكورات، والتي تقوم حسب ما قالت بتصميمها على وفق النماذج القديمة بالاعتماد على الصور والوثائق التاريخية".