النجف الأشرف.. أكبر مقبرة مسيحية تعاني الأهمال وحراك لإنشاء متحف للآثار المنقبة

تحقيقات وتقارير
  • 24-01-2022, 15:11
+A -A

النجف الاشرف ـ واع - حيدر فرمان 

يعد موقع "ام خشم" واحداً من المواقع المهمة تضم آلاف القبور المسيحية في محافظة النجف الاشرف، وسميت بهذا الاسم كونها تشبه أنف الإنسان حين تحدد من الأعلى، وتعاني هذه المنطقة من اهمالاً كبيراً، فضلا عن قلة وعي المواطنين باهميتها حيث يقام بتربية الحيوانات والمواشي على ارضها.

وفي جولة استطلاعية قامت بها وكالة الانباء العراقية (واع) على المنطقة، التقت بمدير مفتشية آثار النجف اسعد هاشم لوكالة الانباء العراقية (واع)، الذي اكد إن "هناك العديد من المواقع الأثرية التي لم تنقب حتى الان وما تم تنقيبه لا يتجاوز الخمسة مواقع"، مشيرا الى ان "للمسيحيين قبور وشواهد عديدة لكن اهمالها بسبب قلة الدعم المادي والمعنوي وكذلك عدم وجود حماية كافية لها من قبل الدولة جعلها عرضة للعبث والنبش والسرقة مايتطلب وقفة جادة من قبلها لحماية تلك المواقع المهمة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

وأضاف اننا "نحتاج إلى متحف كبير في محافظة النجف ونعمل على هذا الأمر كي نضع فيه كل ماتم تنقيبه من السلالات التاريخية في المحافظة، وهناك بعثات دولية عملت ومازالت تعمل في تلك المواقع لكنها لم تكتشف كل المواقع الأثرية".

وتابع: "لدينا أيضا المقبرة المسيحية في أرض مطار النجف وهي من المواقع المهمة التي اكتشفت فيها الدير ودور العبادة والعمل متواصل فيها رغم أنها تقع داخل منطقة المطار وقرب حركة الطائرات ".

وترى المتخصصة في الشأن الاثاري امل الحسناوي خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الأنباء العراقية (واع)، ان "مايحصل للمواقع الأثرية في محافظة النجف هو إهمال واضح يتطلب قوانين صارمة تحد من التجاوز على هذه المواقع".



واضافت ان "مدينة النجف كانت ومازالت تمثل محطة مهمة للتعايش السلمي إذ بوقت ليس ببعيد تاريخيا عندما كانت تدق أجراس الكنائس في الحيرة يسمعها المسلمون في مسجد الكوفة وهذه صورة رائعة جسدتها النجف عن التعايش السلمي".

وتابعت الحسناوي، ان "هناك تعمداً في إهمال تلك المواقع الأثرية وتعمد في التجاوز عليها وبناء البيوت والمشاريع العمرانية والمواقع السياحية والاقتصادية غير مبالين بما تضم هذه المواقع سواء في الحيرة أو أم خشم او حتى المطار يجب إيقاف هذه التجاوزات".



ويقول المهتم في الشأن الاثاري حيدر الجنابي لوكالة الانباء العراقية (واع)، إن "تلك المواقع اختلفت على مدى العصور فلم تقتصر على الديانة المسيحية بل ان هناك مواقع لديانات واقوام أخرى ولكن المسيحية هي الابرز بينها والأكثر وهذا مايستدعي مزيدا من الاهتمام"، مشيرا الى ان "كثيرا من اللقى الأثرية والمسكوكات وجد عليها الصليب المسيحي المعقوف والمستقيم وهذا فيه دلالات واضحة ان تلك المواقع الأثرية هي مسيحية بالأصل ".



واشار إلى أن "المواقع الأثرية في محافظة النجف يبلغ عددها اكثر من 33 موقعاً اثرياً لم ينقب منها حتى الان سوى خمسة مواقع فقط فضلا عن عمليات المسح الميداني التي تقوم بها البعثات الدولية".