شهداء العظيم.. سجل تضحية في ميدان الفداء الوطني

تحقيقات وتقارير
  • 23-01-2022, 20:14
+A -A

البصرة – كربلاء - واع - عباس الرحيمي - صبا سامي
مازال العراقيون يألفون مشاهد تشييع الشهداء في شوارع محافظات تأبى كل منها مغادرة سجل التضحية في ميدان الفداء الوطني..

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مشهد يتكرر.. مشاعر الحزن تمتزج مع الفخر، وجموع مهيبة من الوجهاء والشخصيات العامة والمسؤولين والمواطنين فضلاً عن أهالي الشهداء، تحضر بكل وقار في مسيرات التشيّع ومجالس العزاء، لتوديع شهداء الهجوم الإرهابي في ناحية العظيم بمحافظة ديالى.
عدسة وكالة الأنباء العراقية (واع) تجولت في مجالس عزاء الشهداء لتوثق صور الحزن والوفاء، عبر هذا التقرير.
شهداء البصرة
بين لحظات الألم ولحظات فرح نيل الشهادة زفت محافظة البصرة الشهيدين سالم كاظم السكيني في ناحية النشوة قرب قضاء الدير والشهيد حيدر جصان في قضاء شط العرب الجزيرة الثالثة إثر استشهادهما في حادثة العظيم الأخيرة.
وقال عبيد كاظم السكيني، شقيق الشهيد سالم كاظم مهاوي السكيني، في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "يعتز وبفخر بشقيقه الذي بدء الجهاد دفاعاً عن الوطن منذ العام 2006 وحتى استشهاده في حادثة العظيم، لكننا نسجل على حديث محافظ ديالى وجهات اخرى والتي اشارت إلى أن التقصير يقع على الشهداء في هذه الحادثة، رغم أنهم تحملوا قساوة البرد والظروف الصعبة ليكونوا سورا وحماة للعراق وشعبه وللعائلة العراقية".وطالب السكيني، "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالثأر لشقيقه الشهيد، ولأيتامه وعائلته المتكونة من 10 أشخاص، ومحاسبة المقصرين والقصاص من الإرهابيين".فيما قال عم الشهيد، كريم السكيني في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "عشيرة بني سكين قدمت كوكبة من الشهداء دفاعا عن مقدسات الوطن، ولكن هناك قصور كبير في توفير ما يحتاجه الجندي العراقي"، مبيناً أن "الحادثة الأخيرة لم يكن فيها أي دعم جوي للمقاتلين الذين أصبحوا شهداءً وتركوا ايتامهم".
شهيد كربلاء.. صورة أخرى من صور البطولة
قدم الشهيد الشاب الملازم أول ضرغام الكريطي درسا في التضحية والفداء وهو يدافع عن ارض الوطن من ارهابيي داعش، متحديا الصعاب والظروف الجوية السيئة، ملبيا نداء الوطن ليقدم نفسه فداء لارض هذه البلاد الطاهرة، مع كوكبة من الشهداء على ساتر البطولة والتضحية بعمل ارهابي غادر وجبان في منطقة العظيم بمحافظة ديالى.

الشهيد الملازم أول ضرغام لؤي محمد تومان الكريطي من مواليد كربلاء قضاء الهندية ١٩٩٥ وهو الإبن الأصغر لأسرة متكونة من خمسة إخوة أحدهم أيضاً ملازم أول في الجيش العراقي وأب متوفى وأم كفيفة ومقعدة، التحق ضرغام بالكلية العسكرية الدورة (١٠٨) وتخرج منها ضابطاً وخدم في مناطق ساخنة وخطرة وكان آخرها في محافظة ديالى، قضى شهيداً مع ثلة طيبة من أبناء العراق في هجوم غادر لعصابات داعش الإرهابية قبل يومين أثناء أدائه الواجب.وقال أبن عم الشهيد، حيدر الكريطي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الشهيد كان شاباً مؤمناً خلوقاً ذا عقيدة، لم يدخل السلك العسكري من اجل الوظيفة او الراتب وإنما كان مسلحاً بعقيدة ايمانية وهذا واضح من خلال منشوراته في وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال سيرته الشخصية ، فقد نال ما كان يتمناه ويرغب فيه وهي الشهادة".
وأضاف الكريطي: أن التأثر "بفقدان الشهيد واضح للعيان وليس فقط لذويه وإنما للرأي العام ومن يطالع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الأخرى يجد التأثر واضحاً وهذا يدل على عظم منزلة هذا الشاب المؤمن الذي تربى منذ طفولته تربية صالحة مبنية على المبادئ السليمة وحب الوطن ومساعدة الاخرين، لافتا الى أن الشهيد دخل الكلية العسكرية وتخرج منها في العام 2019 وخدم في مناطق من العراق كان آخرها في منطقة العظيم بديالى".
وأشار الى أن "الشهيد ورفاقه تعرضوا الى عملية ارهابية جبانة استغل بها تنظيم داعش الارهابي الظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف وبعد النقطة العسكرية عن بقية القطعات فاختاروا وقت الفجر لينفذوا تلك العملية التي راح ضحيتها كوكبة طيبة من أبناء الجيش العراقي".
من جانبه سجل خال الشهيد عتباً لما حصل لهؤلاء الابطال متسائلاً كيف تكون النقطة العسكرية التي كان الجنود المذكورون مرابطين فيها بهذا الشكل البدائي ودون تحصين وهل يعقل بأن يكون تعداد سرية كاملة أحد عشر جندياً فقط في ظل الظروف المعروفة للقاصي والداني، فضلاً عن النقص في العتاد وصعوبة وصول الإمدادات والدعم لتلك النقطة العسكرية وهل يعقل أن تتكرر مثل تلك الحوادث دون وجود حل لها".