الخيار الأسهل والأفضل حكومة ظل معارضة

مقالات
  • 20-01-2022, 08:16
+A -A

 عبد الحليم الرهيمي
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
في سياق السجال بين التيار الصدري (وحلفائه)، الذي دعا ويدعو بأصرار الى تشكيل (حكومة اغلبية وطنية)، رفض ويرفض الإطار التنسيقي وكتله هذا الخيار بالدعوة الى حكومة توافقية او تشاركية، استمراراً لنهج المحاصصة (المقيتة) الطائفية والعرقية المدمرة للعراق وشعبه،  دعا أحد المتحدثين باسم الاطار الطرف الآخر المتمسك بحكومة الاغلبية الوطنية الى الأخذ بالطريق (الأسهل) لحل أزمة الصراع الدائر بين
الطرفين. 
ورغم أن المتحدث لم يوضح ما يعنيه تماماً بالطريق الأسهل الذي قد يبدو ظاهراً التأكيد على تشكيل حكومة محاصصة تشاركية توافقية، لكنه يستبطن النية للأخذ بالطريق الأصعب الذي قد يعني التصعيد السياسي والاعلامي، وربما العنفي التصادمي، اي الاستمرار في المواقف التي اتخذها الإطار منذ الاعلان عن خسارة ممثلي كتله في الانتخابات الاخيرة، التي تمثلت بالعديد من المواقف التصعيدية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي مقابل ذلك عبَّرَ التيار الصدري وزعيمه مرات عديدة عن إصراره على تشكيل حكومة الاغلبية، شارحاً ومبيناً أهميتها في الخروج من نهج المحاصصة ووضع العراق على سكة مرحلة جديدة واعدة، بأن يكون نهجها وسياستها 
نقيضة لنهج وسياسات حكومات المحاصصات التوافقية 
السابقة.
وهذا يعني أن حكومة الأغلبيَّة الوطنيَّة، اذا ما تشكلت ستقود السلطة التنفيذية، بعد أن حظيت بثقة الاكثرية في البرلمان، وإن الأقلية التي لن تحظى بذلك التأييد بإمكانها أن تقود المعارضة للحكومة في البرلمان، وان السبيل الأسهل والأفضل لممارستها هو تشكيل (حكومة ظل) معارضة في البرلمان تراقب وتنتقد الحكومة وأداءها، وهذا يعني وضع هرم العملية السياسية على قاعدته، بدلاً من بقائه على رأسه منذ 2003 وهذا لا يعني فقط الأخذ بالتجارب الناجحة للأنظمة الديمقراطية في العالم ولا بمراقبة وتحسين أداء الحكومة، انما يفيد في الوقت نفسه واساساً أقلية الاطار المعارضة في البرلمان لكسب تعاطف وتأييد قسم من الرأي العام، اذا ما كانت معارضة حكومة الظل بنّاءة وايجابية وتخدم مصالح وتطلعات المواطنين الذي فقدوا ثقتهم بأكثرية الشريحة السياسية المتنفذة. إنَّ حكومة الظل هي السبيل الأسهل والأفضل والأصلح لمواجهة أزمة الصراع الدائر بدلاً من السبل الأخرى.