تحديات المؤسسة العسكريَّة

مقالات
  • 9-01-2022, 08:03
+A -A

محمد صادق جراد 
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
واجهت المؤسسة العسكرية العراقية منذ تأسيسها العديد من التحديات ومرت بفترات مضيئة وأخرى صعبة وخطيرة في حقب زمنية مختلفة، يمكننا أن نقسمها الى حقبتين مهمتين وهي قبل 2003 وبعد هذا التاريخ.ولا بدَّ لنا ونحن نحتفل بذكرى تأسيس الجيش العراقي أن نستذكرها ونقف عندها، حيث خاضت المؤسسة العسكرية العراقية حروباً خارجية وأخرى داخلية سجلت خلالها مواقف بطولية وانتصارات عظيمة.
ولا بدَّ ألا نتغافل عن فترة مهمة وخطيرة من تاريخ الجيش العراقي، وهي  مرحلة تسلط الحاكم الدكتاتور واستخدام الجيش كأداة بيد السلطة لقمع الشعب بمختلف مكوناته، الأمر الذي جعلنا أمام جرائم إبادة جماعية، إضافة الى القيام بمغامرات غير محسوبة العواقب مع دول الجوار، تمثلت بدخول الكويت ووضع الجيش العراقي في مواجهة أكبر آلة عسكرية وهي جيش الولايات المتحدة الاميركية والدول المتحالفة معها، ما أسفر عن تدمير كبير في الجانب المادي والمعنوي. هذه التحديات مر بها الجيش العراقي قبل مرحلة التغيير في 2003 حتى جاء الاختبار الأصعب، عندما صدرت الأوامر بحل الجيش العراقي وتأسيس وحدات جديدة تتناسب مع مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتور، لنكن أمام جيش جديد، وطني ومؤمن بوحدة أرضه وملتزم بمفاهيم وقيم حقوق الانسان، لتكون نهاية مرحلة من سيطرة السلطة على الجيش واستخدامه لقمع الشعب. ومن الجدير بالذكر إن عملية تأسيس جيش جديد لم تكن سهلة أبدا، بل واجه الجيش العراقي الجديد تحديات كبيرة تمثلت بحرب إعلامية من قبل اعداء العراق والعصابات الإرهابية، بدأت بتحريم الانخراط في صفوفه واتهامه بالولاء لأطراف معينة على حساب أطراف أخرى، ما جعل الجيش في مواجهة شريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي كانت تعتقد مخطئة بأن الجيش العراقي يمثل طائفة معينة. ولا بدَّ من الاشارة هنا الى تحدٍ آخر واجه الجيش العراقي وما زال يواجهه حتى الان وجود عصابات مسلحة في الساحة العراقية، بعضها تعمل ضد الجيش وضد الدولة، والبعض الآخر يعمل مع الجيش ومع الدولة وبغض النظر عن جنسية تلك العصابات المسلحة، الا أن وجود السلاح خارج اطار الجيش والدولة هو تحد كبير لم ينته حتى 
الساعة.  خلاصة القول إن الجيش العراقي هو جيش كل العراقيين بمختلف انتماءاتهم وهو الضامن الوحيد لوحدة وامن وسيادة واستقلال العراق