الطب البديل.. بين علاج ولى عهده ومنقذ مُجرب من الأمراض المميتة

تحقيقات وتقارير
  • 17-11-2021, 20:03
+A -A

بغداد- واع- ريا العاصي
أصبح طب الأعشاب أمراً روتيناً في العديد من المجتمعات، ويأتي اعتماده لعدة أسباب منها غلاء أسعار الأدوية ورخص ثمن الأعشاب في الغالب، بالإضافة إلى عدم تمكن العلم مع تطوره وتقدمه من إيجاد العلاج المناسب للأمراض المستعصية كالسرطان ومرض الشيخوخة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وتوغلت الأعشاب في الطب، حيث قام علماء الأحياء المجهرية، وعلماء النبات والعديد من الباحثين الكيميائيين في النباتات الطبية بتطوير الأدوية واضافة الاعشاب عليها، وبالفعل أثبتت تلك العملية نجاحها مما جعل العديد من الادوية الحديثة اليوم تحتوي على نسبة من الاعشاب. 
وانتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مراكز وعيادات الطب البديل، سواء في العالم الافتراضي او في ارض الواقع، فمنهم من يعالج مرضاه بالطاقة البديلة، ومنهم من يعالجهم بوخز الابر الصينية، فيما يلجأ اخرون الى الزيوت النباتية في طرد الاوجاع.
وتشير مذكرات مدير شركة ابل، ستيف جوبز، الى ندمه على ايقاف العلاج الكيميائي واستبداله بالطب البديل في سنوات عمره الاخيرة، في حين أن الدكتورة الاردنية غادة الحلو حاربت السرطان وهزمته باستخدام الطب البديل.

ما حقيقة الطب البديل؟ وهل يمكن الاعتماد عليه بدلاً من الطب الحديث؟
ولتقريب وجهات النظر وطرح الاراء التقت وكالة الأنباء العراقية (واع)، بالطبيبة المعالجة خريجة جامعة بغداد والعاملة في احد المراكز الصحية بالسويد، الدكتورة نادية العاني، والتي أكدت، أن "الطب البديل هو من اقدم أنواع الطب التي عرفها البشرية، حيث كان الانسان قديماً يستخدم الأعشاب والاحجار لتسكين الالم، فضلا عن استخدامه سموم الافعى وغيرها من المحاليل المستخلصة من الطبيعة واثبات فاعليتها عليه بالتجربة".
وأضافت، أنه "مع تقدم العلم وتطور الاجهزة والعقاقير تم الاستغناء عن الطب البديل بالحديث"، مبينة أن "الدول المتقدمة منها السويد، اعتمدت في استخدام الطب البديل كمكمل للطب الحديث، حيث تقوم بمعالجة الامراض المستعصية كالسرطان وامراض المفاصل من خلال الجراحة والعلاج الكميائي، ومن ثم جلسات من العلاج بالابر الصينية لتخفيف الالم وبعدها يتم استخدام الاروماثيربي (العلاج بالزيوت اليوناني)".
من جانبه قال استشاري العظام والكسور الدكتور محمد المحمود، إن "الحاجة انتفت لوجود الطب البديل، اذ مع تطور العلم لم تعد الزيوت والاعشاب تفي بالغرض، مستعينا بمثال، في سبعينات القرن الماضي كان يستخدم دواء (تلدجوكسين) وهو مشتق مباشرة من الاعشاب ويستخدم لعلاج عجز القلب، تم التخلي عنه في الزمن الحالي، لأن الابحاث والتطورات أثبتت عدم فاعليته وهنالك علاجات اخرى تم اكتشافها لعلاج مرض عجز القلب تعد اكثر فاعلية".  
وأوضح المحمود، أن "وجود مراكز الطب البديل في الدول المتقدمة، يعود الى اقبال الناس عليها عند الوصول الى اليأس في ايجاد علاج للامراض مثل الشيخوخة والمفاصل والزهايمر والسرطان وغيرها من الامراض التي مازال العلم مستمرا بعمليات البحث من اجل اكتشاف طرق علاجها".
وتابع، أن "الجهل والفقر وتردي المؤسسات الصحية في مجتمعاتنا، جعلتها بيئة خصبة لامتزاج اعمال السحر والشعوذة ومزجها بحجة الطب البديل".
من جانب آخر، أكد الامين العام لمؤسسة الطب البديل العراقية أحمد العزاوي، أن "الطب البديل، أثبت نجاحه ومقدرته على علاج العديد من الامراض المستعصية والتي عجز الطب الحديث عن علاجها"، لافتا الى أن "الدول المتقدمة أدركت فعالية هذا المجال حيث بادرت بفتح مراكز للطب البديل، بالاضافة الى فتح عيادات خاصة للعلاج بالطب البديل ملحقة بالمراكز الصحية".
وأشار إلى أن "دولة الصين، لديها اكثر من 440 الف مؤسسة تقدم الرعاية الصحية بالطب البديل، علاوة على 520 الف سرير موزعة على اقسام المستشفيات الطبية العامة وتقدم الطب البديل كاجراء مكمل لطرق العلاج الحديثة".
وأضاف العزاوي، أن "الدول المتقدمة، تعمل على تدريس المعالجين الطبيين ومنحهم درجات عليا بالماجستير والدكتوراه في دراستهم للطب البديل، فضلا عن مساعي تلك الدول لتحصين وضمان حقوق المعالجين الطبيين والتكميليين بالطب البديل من خلال تضمين فقرات لهم بقانون العمل". 
بدورها أفصحت المعالجة نادية صالح، بأنها عملت في مجال العلاج الطبيعي الفيزيائي، بعد حصولها على شهادتها من معهد الطب الفني في بغداد، وتدربها على يد امهر الاطباء، وكان عملها يأتي بعد علاج المريض جراحياً من اجل تأهيل عضلاته للعودة الى العمل بعد تعرضها للحروق او الكسور"، مبينة أنها "باشرت بأخذ دورات للحصول على شهادة تمكنها من ممارسة الطب البديل عبر الاروماثيربي، وتأهيلها لتقديم العلاج الصحي".
وتابعت صالح، أنه "في الآونة الأخيرة انتشرت مراكز عديدة للعلاج بالأعشاب والزيوت والحجامة، الا أن البعض من تلك المراكز دمج اعمال السحر والشعوذة ونتيجة لضعف دور الرقابة الصحية أسهم في عزوف الكثير من الناس في مجتمعاتنا على اعتماد الطب البديل لعلاج الامراض".
بين مؤيد ومعارض، هل يحقق الطب البديل النجاح في مجتمعاتنا واعتماده لعلاج الامراض المستعصية؟.. على الطب الحديث تفسيرها.