نجفي يحول منزله إلى ورشة للنحت على الخشب تحاكي الحب والفكلور

تحقيقات وتقارير
  • 14-11-2021, 14:08
+A -A

النجف الأشرف - واع- حيدر فرمان

جعل للخشب شفاهاً، تنطق عن الحب والفلكور، فبأنامله حوَّل القطع الخشبية لتحف فنية تحاكي الإبداع.

عباس شاب في مقتبل العمر أحب رائحة الخشب منذ طفولته، ما جعله يتيقن بأن هناك شيئاً مشتركاً بينهما، ما دفعه الى عشق النحت وانتاج أشكال فنية حازت على إعجاب من حوله.

الإصرار على النجاح

عباس بعمر 20 ربيعاً،  يقول لوكالة الأنباء العراقية (واع) : "أحببتُ الخشبَ منذ طفولتي، أتذكر عندما كنت صغيراً ، أجمع قطعاً خشبية عبارة مكعبات و مجسمات مستطيلة من نجار كان في حيِّنا السكني ، فأتمعن في عمله و كيف كان يحوّل الخشب إلى أشكال يحتاجها الناس في منازلهم، و كنت أتخيل نفسي كيف أصنع أشياءً مختلفة عما يصنعه ذلك النجار".

وأضاف، أن "أول تجربة لي كانت في المرحلة المتوسطة، أردت أن أنحت وردة على الخشب، وفشلت التجربة في حينها، لكني بذلت مجهوداً لتحقيق رغبتي، ولم أيأس بل ازددت إصراراً على تنفيذ ما أتوق إليه، لذلك نجحت في تجارب لاحقة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

وأشار إلى أن "أهلي لاسيما والدي ساعدوني كثيراً بتوفير مستلزمات احتاجها في تطوير عملي، لكن بشرط التزامي بدراستي الأكاديمية".

وتابع "وصلت إلى مرحلة من الجودة وتمكنت من صنع اسم خاص لأعمالي تحت وسم النخيل، ومنحوتاتي تعبّر عن فلكلور وتجسيد الحب بين الناس".

وعبر عن أمله بأن "أصل الى ما أطمح اليه في فن النحت، و أن أبني شركة متخصصة بهذا المجال، وما ورشتي و الكشك الذي أعرض فيه أعمالي إلا البذرة الأولى لبناء هذا المشروع، ورسالتي للشباب في وطني ، ألا يهجروا هواياتهم أو مواهبهم ، فإنها هبة الرب لتطوير الذات، فتمسكوا بها قبل فوات الأوان".



ابداع في التصاميم

أستاذ الفن في معهد الفنون الجميلة في النجف الأشرف حيدر الدباغ، أكد، أن  "عباس واحد من هؤلاء الذين بدأوا بتطوير عملهم بطريقتهم الخاصة و بدعم من المقربين منه، لذلك نجح في صقل موهبته، و نتج عنها ما وصل إليه الآن من إبداع في التصاميم التي تجذب الناس".

ودعا، الدباغ  "الحكومة الاتحادية وبخاصة وزارتا الثقافة والشباب والرياضة أن يدعموا الطاقات الشبابية بشتى الوسائل، لكي نحصل على نتاج من الفنانين و الموهوبين بشكل عام في المستقبل القريب، يمثلون العراق في الفعاليات الثقافية المحلية والدولية".

وفي هذا المعرض الصغير في أحد المجمعات التجارية يعرض عباس منحوتاته الخشبية أمام الزبائن، رواده معظمهم من الشباب و العشاق و هواة المنحوتات الخشبية.



فاضل أحد زبائنه، تعرف عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فأعجب بأعماله و اقتنى منها بعض التحفيات التي تخص العشاق، مفصحاً عن بعض مشاعره:  "مللت أن أهدي خطيبتي الهدايا التقليدية، وعندما كنت اتصفح في الانستغرام وجدت عن طريق الصدفة حساب عباس فوجدت منحوتات رائعة و جميلة، و بأسعار تنافسية ، حجزت منحوتة نقشت عليها اسمي و اسم خطيبتي و بعض المجسمات التي يصنعها عباس حسب التصاميم التي يطلب منه، و بهذا وجدت شيئاً مختلفاً و مميزاً، يستحق أن أقدمه تعبيرَ حبٍّ لخطيبتي" .