الحياة السياسيَّة

مقالات
  • 27-10-2021, 07:32
+A -A

 حسين علي الحمداني
منذ أول انتخابات عراقية جرت عام 2005 بدأت العملية السياسية في العراق وما زالت تسمى (العملية السياسية) ولم يحصل الانتقال إلى مرحلة (الحياة السياسية)، وهو الهدف الأول الذي يضعنا على سكة الديمقراطية المتعارف عليها في دول العالم. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
العملية السياسية التي نعرفها تعني إشراك الجميع، بينما الحياة السياسية تكون حكومة أغلبية ومعارضة برلمانية وهو السائد في الديمقراطيات العريقة في 
العالم.
هنالك فرق كبير جدا بين العملية السياسية والحياة السياسية وهذا الفرق يتجلى بأمور عدة أولها وإبرزها بالتأكيد الإيمان بالديمقراطية ونتائجها، وهذا يعد من البديهيات في العمل السياسي وثانيا وهو الأهم وجود أحزاب سياسية معروفة وثابتة وليست مسميات تتغير مع كل دورة إنتخابية وتحالفات مؤقتة بين أطراف عديدة لا قواسم فكرية مشتركة بينها، فقط غايتها حجز مقعد في الكابينة الوزارية بما بات يعرف بالتوافقات، وهذا سبب فشل أية كتلة أو حزب في الحصول على ألأغلبية المطلوبة بسبب غياب فكري سياسي قادر على جذب الأغلبية من الشمال إلى الجنوب واقتصار أغلب الأحزاب على مناطق جغرافية معينة. مضافا لذلك قانون الانتخابات الذي يتغير مع كل دورة انتخابية وحسب ما تقتضيه مصالح القوى السياسية الكبيرة، رغم أن قانون الانتخابات الأخير الذي جرت بموجبه انتخابات 2021 يعد الأكثر نجاحا، لكونه أدى بنتائجه المعروفة إلى تمثيل حقيقي لكل العراقيين من جهة، ومن جهة ثانية وهي الأهم خلق بداية حياة سياسية ممكن أن تنضج مستقبلا، وتدفع بالكثير من المثقفين وأصحاب الرأي والفكر للترشيح للانتخابات القادمة أو حتى تأسيس أحزاب سياسية جديدة، يكون لها دور كبير في أخذ مقاعد المعارضة الحقيقية داخل قبة البرلمان في دورة أو دورتين على أكثر تقدير، وصولا لأن تكون قادرة على قيادة البلد مستقبلا خاصة في ظل فوز عدد كبير من المستقلين بمقاعد برلمانية في هذه الدورة.
إذن الحياة السياسية التي نفتقدها تكمن في غياب أحزاب سياسية ببرامج معروفة، غياب ثقافة الاعتراف بنتائج الانتخابات، غياب المعارضة البرلمانية في ظل سعي الجميع للمشاركة في السلطة التنفيذية.
خارطة النتائج لانتخابات 2021 فيها ملامح كبيرة تجعلنا نطمح أن نرى حكومة أغلبية سياسية تقابلها معارضة قوية وكلاهما نتاج صندوق الانتخابات، فهل نرى هذا ما يجعلنا نضع الخطوة الأولى في الحياة السياسية 
العراقية.