مراقبة الانتخابات

مقالات
  • 4-10-2021, 08:41
+A -A

حميد طارش
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تعد مراقبة الانتخابات أداة فعالة لإلزام المشاركين في الانتخابات بالامتثال للقواعد القانونية ومعايير النزاهة وعدم التزوير مما يحقق الثقة بجدواها من قبل الناخبين والمرشحين، كما تشخص المراقبة السلبيات والخروق، التي شهدتها الانتخابات وما يترتب عليها من عقوبات، فضلاً عن الامتناع عن ممارستها في الانتخابات اللاحقة، وهذا يصب بجودة الانتخابات والقناعة بها ومن ثم المشاركة الواسعة فيها، وعملية المراقبة لا تقتصر على يوم الاقتراع كما يتصور البعض وانما توجد عمليات مراقبة سابقة ولاحقة لها، والسابقة تشتمل على مدى عدالة النظام الانتخابي وهل يحقق العدالة لجميع المواطنين في المشاركة في الانتخابات، كمرشحين أو ناخبين، ويضمن احترام أصواتهم بعدم إضاعتها بمعادلات ظالمة، وكذلك مراقبة سجل الناخبين ومدى الالتزام بالمعايير المطلوبة لاعداده من حيث الديمومة والتحديث، وعدم التكرار والنقصان وتبسيط اجراءات التسجيل، كما تشمل مراقبة الدعاية الانتخابية ومدى الاحترام المتبادل بين المرشحين والناخبين وعدم الاعتداء على أعلاناتهم الانتخابية، بل يمكن ان يسهم الاعتداء المذكور في التعاطف معه ومن ثم التصويت له، وتمتد هنا المراقبة الى الحدود المالية للانفاق على تلك الدعاية ومدى تقيدها بالمبلغ المحدد في القانون، وهل تم تحديده بمستوى يمكن تأمينه من قبل جميع المرشحين، استناداً الى المساواة وتكافؤ الفرص، وكذلك مراقبة مدى استخدام المال العام، وبغض النظر عن نوعه، كما يمكن للمراقبة أن تشمل البرامج الانتخابية وحقيقتها من حيث كونها تلبي حاجات المجتمع وامكانية تنفيذها، وهذا ينقلنا الى المراقبة اللاحقة التي تشمل ايضا معايير فرز الاصوات وعدم التأخر باعلان النتائج والعدالة في نظر الطعون والشكاوى.
ويمكن أن تتم عملية المراقبة المذكورة من قبل الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والناخبين، فضلاً عن المراقبة الدولية واذا كانت الاخيرة مهمة في المراحل الانتقالية للشعوب التي تشهد العنف وعدم الثقة، الّا أنها ليست بمستوى الاولى من حيث فاعليتها، لأسباب عدة تتعلق بمعرفة اللغة والعادات والثقافة وسلوك
 الاحزاب.
ولن تنجح تلك المراقبة ما لم تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة والحيادية، ولا تكون نتيجة أية مراقبة ناجحة ما لم تشمل المدخلات لضمان جودتها في تحقيق المخرجات، التي تمثل إنشاء نظام سياسي يلبي تطلعات الناس في الاستقرار والرخاء. وبخلاف ذلك يذهب كل شيء أدراج الرياح كما حصل في عدة تجارب هشة.