لا تكنْ نعشاً مرَّة أخرى

ثقافة وفن
  • 23-09-2021, 08:22
+A -A

 احمد ساجت 
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أفهم تماماً أنَّك نصف المسافة،
وأنَّ الذي مرَّ بالقرب منك نهر شديد 
التّشاؤم من نزهة المارة لا صراخهم!
ليس لك أنْ تفضَّ مسعى الجنون من نيل القوارب..
ولا أنْ تترك المدن تهبط من التّلويح إلى الضفة 
المزدحمة بالمواعيد الغريبة..
فقط نصف المسافة أنت!
يؤثرون على جرحهم كلّ ما في الأمر...! 
غير أنَّ الوصايا المقدّسة وغير المقدّسة 
ودمعهم الجنوبي ودمهم 
الذي تناثر في أرض خبيثة ووو.. مازالت صوتاً وصدى 
يتردد في أذن الحقيقة...
لا تدع النَّعش يمضي
أو
لا تكنْ نعشاً مرَّة أخرى..
بيدك تراب التّكوين
وفي يدهم رسالة كاهنٍ قاتل وقرار بذبحك!
أنت كلّ المسافة
وفي يدك الخلود.. هذا ما قالته السّماء
وهي تروي حديثك للمجانين..
نصف المسافة ارتباك..
الشّوك معني بتأويل المسير المدمّى
ووحل التّرحال
لغة مجوفة!
يؤثرون على صمتهم.. وكفمٍ يعتزل الكلام
تهرع الجملة إلى الإشارة!
أنت
كلُّ المسافة
وهؤلاء الموتى
هم رواة لسيرة حياة متناقضة.