الكهرباء

مقالات
  • 4-07-2021, 08:55
+A -A

 حميد طارش 
يعاني العراقيون من أزمة الكهرباء منذ تسعينيات القرن الماضي أبّان حرب الخليج الثانية عندما أقدم الاميركان على تدمير المنظومة الكهربائية للعراق، ولم تتمكن القوى السياسية الحاكمة بعد العام 2003 من حل الازمة على الرغم من صرف مبلغ «80» مليار دولار لاصلاح المنظومة الكهربائية، وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع دول أخرى، كالمغرب ومصر، اللتين استطاعتا تأمين أكثر من «30» ميغاواط بإقل من «15» مليار دولار، وهي الكمية التي يحتاجها العراق في الوقت الحاضر، وقد خلّفت تلك الازمة حرمان الناس من أبسط حقوقهم في ممارسة حياتهم الاعتيادية في عراق يشكل صيفه الحار أغلب شهور السنة، لذا كانت تلك الشهور موسماً دائمياً للتظاهرات التي خلفت العديد من الشهداء، مما دفع رئيس الوزراء الحالي في اول مظاهرة بعد تشكيله للحكومة للتصريح، بأننا لسنا مسؤولين عن السرقات الحكومية السابقة!، اذن السرقات الحكومية هي السبب وهذا ما أكده أحد أعضاء اللجنة التحقيقية التي شكلها البرلمان الحالي بشأن الاموال التي صرفت لحل الازمة المذكورة، حين قال إن الفساد مهّول وان المشاريع الوهمية تزكم الانوف. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وذكر مثالاً لذلك بناء محطات توليد للطاقة الكهربائية تعمل بالطاقة الغازية بمليارات الدولارات، والعراق غير مستثمر للغاز المصاحب لاستخراج النفط، الذي ظل يحترق هدراً كما ان الغاز الحر المستكشف في محافظتي ديالى والانبار هو الاخر غير مستثمر، مما يعني وجود «مصلحة» لاستمرار الازمة!. ولا تقتصر تلك «المصلحة» على نهب المال العام وانما لتحريك ملفها حسب الحاجة لمقتضيات سياسية وانتخابية.
وقد ظهرت بسبب انتشار المولدات الاهلية التي تبث السموم الملوثة للبيئة! فئة أخرى من اصحاب المصالح التي لاتروق لهم حل 
الازمة.
واما الارهاب الذي يحاول اثبات وجوده بأنه موجود على الساحة عبّر استهدافه لابراج الكهرباء... فهو سبب آخر وليس أخيراً حيث يشكل التنافس الاجنبي وتصارع مصالحه في العراق دون حل 
الازمة.
والتساؤل الاهم سيكون عن كيف تُحل الازمة؟وهل ستسمر؟ وما العمل؟ ربما جواب هذه الاسئلة يعتمد علينا جميعاً للخلاص ليس من هذه الازمة فحسب وانما من جميع 
مشكلاتنا.