خطوة الى الوراء

مقالات
  • 28-03-2021, 09:10
+A -A

علاء هادي الحطاب 
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لست ممن يتشاءم بشكل مستمر ازاء ما يجري من حولنا، واسعى دائما لبث الايجابية في حياتنا وكتبت بذلك عدة موضوعات، لكن هذا لا يمنعنا من تشخيص مكامن التراجع في اداءاتنا كدولة وكسلطات واجهزتها وكمجتمع وافراد، فكما علينا ان نحاول بث الامل وصناعة الايجابية علينا متابعة التراجع في حياتنا لنحاول وضع تصورات للمعالجة.
فالامم التي تبحث دائما عن النجاح هي تلك التي تشخص اسباب تراجعها وتسعى لتجاوزها لان العيش وسط التفاؤل المفرط او اللامبالاة مدعاة لانسحابات اكثر الى الوراء.
والملاحظ اليوم هناك تراجع في ملفات مهمة منها الاداء الاقتصادي الذي باتت انعكاساته واضحة على معيشة الناس وقوتهم جراء ارتفاع الاسعار من دون وضع حلول عاجلة لمعالجة ذلك، الامر الذي ان استمر من دون اصلاحه سينتج لنا ازمات اعمق مما نحن فيه الان.
الامر ذاته ينسحب على اداءاتنا الامنية والسياسية وحتى الاجتماعية التي يزداد فيها يوما بعد يوم غياب سلطة القانون لتحل محله سلطات اخرى متعددة هي من تتعامل مع مشكلاتنا بعيدا عن القانون.
الامر لا يختلف كثيرا في واقعنا الثقافي الذي لم يستثمر حتى اللحظة نتائج زيارة البابا على المستوى الثقافي ومنه السياحي رغم وجود ممكنات ذلك في مفاصل كثيرة في بلادنا.
ملفات مكافحة الفساد في معظم مفاصل الحياة وليس فقط مؤسسات الدولة ما زلنا نحبو فيها حبوا.
واقعنا الصحي وان لم يكن الاسوأ في المنطقة، لكنه حتما ليس الافضل او على الاقل ليس بمستوى طموح المواطنين وخطورة الجائحة من قبل المؤسسات الصحية والمواطنين معا.
كل ما تقدم وغيره يحتاج اولا الى "ارادة سياسية" تقود البلاد بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة وتتعاون فيما بينها ومع الجهات المعنية بتقديم الخدمة 
للمواطن وتمكينها من اداء مهامها بلا مناكفة او عرقلة لان اجمالي اداء النظام السياسي هو من يشكل نجاحه او فشله اذ لا يمكن لحزب بشكل منفرد او سلطة دونما بقية السلطات ان تنأى بنفسها عن الفشل وتشترك فقط في النجاح.
لذا علينا ان نرجع خطوة الى الوراء لنعيد ترتيب اولوياتنا تلك التي تصب في خدمة المواطن صاحب الشرعية المطلقة في الحكم على اداء النظام السياسي فشلا ام نجاحاً.