(الام) حضارة وجود صنعت الحياة

تحقيقات وتقارير
  • 21-03-2021, 13:02
+A -A

بغداد- واع- علي جاسم السواد

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
في سكون الفجر البارد بينما يخرج عامل بسيط يفتش عن لقمة خبز في أحد (مساطر) العمال يتشبث ببقايا حلم عالق في مخيلته، وبينما الجميع يغفو في ذلك السكون، يلوح بين الافق صوت موسيقى يشبه صوت العصافير العابثة بين الازقة وهو يناديه (محروس بالله وليدي) حينها يتبدد الوجع وتنتهي المشاق ليبدأ هذا العامل يومه بعزيمة الفارس الذي يتجه صوب ساحة المعركة.
هكذا هو صوت الام فلسفة النجاح في الحياة، فلولا هذا الدعاء الذي لا يتعدى الثلاث كلمات لما كان للوجود بقاء، وما كان للحضارة أن تصمد في وجه الصعاب والتحديات.
اليوم وفي ذكرى عيدها الازلي مازال الجميع اطفالا وهم يجلسون في حضرة امهاتهم والجميع يحتفي يستذكر ذلك الحنان المتدفق والروح الهائمة في عشقها، فما قصة هذا اليوم؟ ومتى بدأت؟.
يرى البعض أنه من الاجحاف بحق الام تحديد يوم لها وهي تحتل كل الايام وكل اوقاتنا الا أن أغلب دول العالم تحتفل بيوم 21 آذار بعيد الأم، لتكريم الأمهات والاحتفاء بإنجازاتهن في تربية أجيال المستقبل.
ويشغل موعد عيد الأم وجدان العديد من الأشخاص حول العالم، للاحتفال بأمهاتهم وتكريمهن بأجمل الهدايا في هذه المناسبة المهمة.
وتعود فكرة أول احتفال في العالم لعيد الام عندما أقامت مواطنة امريكية تدعى "آنا جارفيس" أول احتفال بعيد الأم، وكان ذلك عام 1908، حيث أقامت آنا احتفالاً بعيد أمها في احدى الكنائس وبعد ذلك أخذ الناس يقلدونها.
ويعد العراقيون هذا اليوم واحدا من اهم الايام حيث تختلف الاساليب في الاحتفاء بالامهات، فبعضهم من يقيم حفلا يجمع فيه جميع افراد العائلة للاحتفاء بأمهم، بينما يحتفل اخرون بامهاتهم عن طريق التهاني وارسال الهدايا والاستماع الى الاغاني المخصصة للام، ويتزامن عيد الأم في العراق مع اعياد نوروز حيث تكون هذه المناسبة مميزة لجميع العائلات.
وعن هذ المناسبة يقول احمد حسين (موظف) إن "هذا اليوم مهم بالنسبة لي لان امي مقعدة وتحتاج تشجيعا معنويا، فاقوم اني واخوتي بتنظيم حفل صغير لها".
أما المواطنة امل محمد (ربت بيت) فاستذكرت هذه المناسبة بدمعة لانها فقدت والدتها منذ اربع سنوات وقالت إن "هذا اليوم بالنسبة لي مؤلم جدا لكني لم انس أن استذكر امي من خلال توزيع الطعام على روحها واتصدق للفقراء".
علاء نصيف (صاحب محل) قال إن "العراقيين شعب محب للحياة ولا يترك اي مناسبة الا واحياها، وعيد الام بالنسبة لهم مهم جدا، حيث تشهد المحال حركة كبيرة للتبضع، لان الجميع يشتري هدايا لامهاتهم، وحتى انا شخصيا اخذ هدية لامي".