كربلاء المقدسة.. مدينة الآثار المنسيَّة

تحقيقات وتقارير
  • 15-03-2021, 09:44
+A -A

كربلاء المقدسة- واع - عباس الرحيمي
مدينة كربلاء المقدسة التي تميزت بمكانتها الدينية ووجود ضريحي الإمامين الحسين وأخيه العباس عليهما السلام ،فضلاً عن وجود عدد من المزارات الدينية التي جعلت هذه المحافظة قبلة للزائرين.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
إلا أنه في الجانب الآخر هناك أشياء أخرى تميز المحافظة ،لكنها ظلت طي النسيان ولم تلقَ الاهتمام الذي يناسب حجمها حسب ما يراه ذوو الاختصاص، وأبرزها المواقع الآثارية الموجودة في المدينة ،التي تعكس حقباً تاريخية مختلفة.
وكالة الأنباء العراقية (واع) إلتقت مدير مفتشية آثار وتراث كربلاء أحمد حسن العابدي الذي تحدث عن المواقع الأثرية في المحافظة قائلا: إن " المواقع الأثرية الموجودة في كربلاء تنقسم بين قسمين الأول المواقع البنائية الشاخصة والمعروفة لدى الجميع والقسم الثاني هو مواقع التلول الأثرية غير المكتشفة"، مبيناً أن "من بين المواقع الشاخصة في كربلاء هي سبعة مواقع أهمها قصر الأخيضر أو حصن الأخيضر وكنيسة القصير ومنارة موجدة والقنطرة البيضاء وخان النخيلة او ما يسمى بخان الربع ،فضلاً عن قصر شمعون وكهوف الطار وخان العطيشي" .
واضاف العابدي أن " كهوف الطار تعد من أقدم المواقع الأثرية إذ يرجح تاريخ بنائها الى الفترة المحصورة بين الألف الثالث قبل الميلاد والألف الثالث بعد الميلاد ، وبناؤها يوحي بأنها قبور للموتى ، أما قصر شمعون فبناؤه يعود الى زمن اللخمينيين الذين حكموا الحيرة قبل الإسلام وكانوا على دين المسيحية" .
واضاف: " أما التلول الأثرية فهي كثيرة جداً وتتوزع بين أغلب مناطق كربلاء لاسيما قضاء الهندية وقضاء الحسينية ،فقد أشارت الحفريات الى وجود قطع فخارية ولقًى مختلفة تعود الى أزمان إسلامية وغير إسلامية ولكن التنقيب عنها وكشف أسرارها متوقف منذ زمن بعيد وآخر بعثة أجنبية عملت في كربلاء هي البعثة اليابانية في سبعينيات القرن الماضي وكشفت أسرار كهوف الطار وتوصلت الى تاريخ بنائها والأقوام التي سكنت تلك الأماكن" .
وأشار الى أنه " لا توجد نية في المدى القريب لعمليات التنقيب عن الآثار في المحافظة ولكن من المؤمل تشكيل بعثات محلية مماثلة لفتح التلول ومعرفة أسرارها".
وعن الاضرار التي لحقت بالمواقع الاثرية بعد سقوط النظام السابق أكد العابدي "عدم وجود اي اضرار تخريبية او مقصودة سوى تأثير العوامل الجوية وإندثار بعضها كذلك تجاوز المواطنين على المواقع الاثرية واتخاذها مناطق سكنية وإنشاء بعض المشاريع الحكومية في تلك المناطق ما ألحق أضراراً كبيرة فيها"، مؤكداً أن "  مديرية مفتشية آثار وتراث كربلاء اتخذت إجراءات قانونية ورسمية استطاعت من خلالها إيقاف التجاوز وجمع القطع الأثرية واللقى من تلك المناطق وإرسالها الى الهيأة العامة للآثار وهي بدورها أرسلتها الى المتحف ، كذلك وجهّت المديرية بتوفير حماية للمواقع الأثرية من قبل شرطة الآثار وحراس أمنيين تابعين الى الوزارة لحماية الآثار".