عودة فاضل نجم ريفي يأفل

تحقيقات وتقارير
  • 16-11-2020, 14:46
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد - واع

غيّب الموت صباح اليوم الاثنين، المطرب الريفي عودة فاضل الذي كان يتميز بصوت عذب واشتهر بالغناء في ثمانينيات القرن الماضي.
ويعد المطرب الراحل أحد نجوم الغناء الريفي المشهور في جنوب العراق، واشتهر في ثمانينات القرن الماضي بأغنيات وجدانية لامست شغاف قلوب العراقيين والعرب لصدق أدائها وبساطة وجمالية كلماتها.
واشتهر فاضل بعدد من الأغاني التي شاعت خلال العقدين الماضيين ومنها أغنية "والي ونين"، و"غصبا علي"، و"لا يالولد" التي بمثابة رثاء موجع لولده الذي استشهد على يد عصابات داعش الإرهابية، وتركت هذه الاغنية أثرا في النفوس لما تتضمنه من عواطف مشحونة لأب فقد ولده.
ونعت نقابة الفنانين العراقيين رحيل المطرب الريفي، وقال نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي العبودي في نعيه للمطرب الراحل، إن "عودة فاضل يمثل صوت الفن العراقي وانتماءه الوجداني"، معربا عن أمله في أن "ينحى المطربون الشباب الصدق في الاختيار والأداء، كما كان المطرب الراحل، بعيدا عن التكلف والضجيج والكلمات الفجة التي تخدش الذوق والحياء".
واشتهر المطرب الراحل عودة فاضل بتلحينه وأدائه لأغنية "مسامحك" مطلع الثمانينيات، والتي ذاع صيتها بين متذوقي الغناء، وأداها بعده عدد من المطربين العراقيين والعرب، لما تتميز به من بساطة في مفرداتها وعمق في معانيها وصدق في تلحينها وأدائها، لدرجة أنها كانت تبث من الإذاعات وفي السيارات والبيوت ومحلات التسجيل، فضلا عن الأغنيات الريفية الأخرى التي أداها المطرب الراحل بطريقة وجدانية صادقة.
ونعى رئيس جمعية الشعراء الشعبيين جبار فرحان المطرب عوده فاضل بقوله، أن "رحيل المطرب عودة فاضل يعد خسارة حقيقية للغناء الريفي العراقي"، لافتا الى أن "المطرب الراحل أحسن اختيار الكلمات التي لحنها بإطار ريفي ما زال متجددا".
فيما وصف فنانون عراقيون المطرب الراحل بأنه "كان يتمتع بصوت عذب أضفى جمالية على أغاني المطرب "مسعود العمارتلي" حين أعاد تسجيلها بأداء وتوزيع متميزين".
وكان المطرب الراحل عودة فاضل، ولد في محافظة ميسان، إحدى المدن الجنوبية المعروفة بكثرة أهوارها المتلئلة بموجاتها المائية المتدفقة، وقوارب صيدها التي تتهادى في الماء الرقراق، وسمائها الصافية، وتغريد طيورها، والتي تلهم التأمل والتفكر وتطلق عقيرة الوجدان الإنساني بالإنشاد، حيث يكون الإنسان أعزل إلا من همومه وعواطفه، ولا شيء يخدش تفرده سوى الصدى الذي يعيد ترديد كلماته، بمثل هذه الأجواء الحميمة، نشأ المطرب الراحل وقضى طفولته قبل أن ينتقل الى العاصمة بغداد ويترعرع في مدينة الصدر منتصف الخمسينيات ليواكب عمالقة الغناء الريفي في هذه المدينة من أمثال سلمان المنكوب، ويونس العبودي، وسواهما الكثير من مطربي الريف المهاجرين من مدينة العمارة والناصرية وأهوارهما الجذابة، ليبنوا ضفاف الأهوار في بغداد بإنشاد عذب يترجمه الحس المرهف طربا وإعجابا.
رحل المطرب عودة الذي تميز عن غيره بمعرفته العزف على الآلات الموسيقية والتي أتاحت له هذه المعرفة تنويعا في توزيع الإيقاعات على أغنياته بشكل ينسجم وقدراته الصوتية ليشكل بصمة في طابع الغناء الريفي العراقي، وليكون نجما لا يأفل عند الموت، إذ ستعيش أغانيه طويلا تخاطب القلوب الصافية المزدانة بالصدق والحياة.