ملتقى الطف السينمائي في دورته 11.. قفزة ثقافية جديدة في ميسان

تحقيقات وتقارير
  • 11-10-2020, 18:02
+A -A
أقيم على قاعة مؤسسة الهدى للدراسات في مدينة العمارة، الأسبوع الماضي، ملتقى الطف السينمائي 11، بحضور نوعي من المثقفين ومحبي الفنون السينمائية، تم خلاله الالتزام بالشروط الصحية والوقائية، وعُرض أكثر من فيلم، منها "طريق الأحرار" وفيلم "حر"، وأفلام أخرى متخصصة بسيرة واقعة كربلاء برؤى جديدة.
وقال مؤسس الملتقى المخرج والإعلامي عبد الناصر عبد الأمير لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الدور الذي تضطلع به السينما في بناء الإنسان يكاد يكون مختلفاً عن غيره من وسائل الإعلام والاتصال، لأن السينما لا تخضع لسياسة الإدارات أو التقييد، لكن هذا لا يمنع من أن تكون السينما ملتزمة بالثوابت والأخلاقيات، وطرح المواضيع الواقعية".
وأضاف، أن "محافظة ميسان تخلو من دور العرض السينمائي، وحاولت مع مجموعة من الزملاء والمهتمين بالسينما قبل أكثر من 10 سنوات، أن نحيي هذا الجانب، فأسسنا لمشروع إنساني أخلاقي تربوي عظيم تحت مسمى "ملتقى الطف السينمائي" ويعقد في أيام محرم تزامناً مع ذكرى الطف الخالدة". 
وتابع عبد الأمير أن "الملتقى اتخذ من مركز مدينة العمارة مقراً له وتأسس من نخبة الفنيين والممثلين والمخرجين".
 
طريق الأحرار
وأوضح مؤسس الملتقى أنه "تم خلال أيام الملتقى عرض فيلم تسجيلي تحدث عن واقعة الطف بعنوان "طريق الأحرار" وكان قد عرض في ملتقى الطف السينمائي الأول على قاعة المركز الثقافي 2009، إذ شهد العرض إقبالاً نخبوياً كبيراً في سابقة اعتقدنا أن ميسان انفردت بها بعد 2003، الأمر الذي منحنا حافزاً لإضافة مشاهد أخرى على ذات الفيلم صورناها على طريق السائرين على الأقدام بعد مرافقتهم ليومين متتاليين حتى كربلاء، وعرض العمل في الملتقى الثاني، أما الملتقى الثالث فشهد عرض الفيلم نفسه، ولكن في هذا الملتقى تم اقتطاع اللقطات التي اعتمدناها من أفلام أخرى، ونفذنا لقطات محلية بعد اعتمادنا على شباب موكب ناحية المشرح ونضج طريق الأحرار بعد ثلاث سنوات". 
 
11 عاماً من مسيرة مباركة 
وتطرق عبد الأمير إلى مراحل تطور الملتقى في سنواته السابقة بالاستفادة من الخبرات والوقائع الماضية والحالية، حيث ذكر أن "الملتقى الرابع شهد عرض فيلم "السقاء" وتحدث وثائقياً عن سيرة الإمام العباس (ع)، فيما انتقلنا في الملتقى الخامس إلى الفيلم الروائي القصير، ونفذنا فيلماً بعنوان "موعد مع الحرية" واعتمدنا اللغة الدارجة وصورا في أحد بساتين العمارة وضواحيها، في حين دخلت الملتقى السادس ثلة من خيرة أهل المدينة من مثقفين وتشكيليين ومصممين ومصورين، إضافة إلى الكاتب كاظم اللامي الذي استهل أعماله بكتابة فيلم روائي جديد بعنوان "حر"، وبعده قدم الملتقى فيلم "المآل" قصة الشاعر جمال جاسم أمين، وقمت بكتابة السيناريو وإخراجه، وعرض في الملتقى الثامن حيث تم تصويره في موقعين في صحراء الكميت.
وأضاف، أنه "في الملتقى التاسع قدمنا الفيلم الروائي القصير "للحياة معنى آخر" من بطولة الطفلة يقين زكي، فيما كان فيلم "الانتظار" هو آخر الأفلام الروائية التي انتجها الملتقى، وعرض في الملتقى العاشر، وهو من تأليف كاظم اللامي وبطولة الطفلتين يقين زكي وهدى عبدالستار، وبسبب ظروف الجائحة لهذا العام قدمنا في الملتقى الحادي عشر ثلاثة أفلام من مكتبتنا الصورية، وبذلك نكون قد قطفنا الثمرة الحادية عشرة من شجرة الطف وارفة الثمر".
 
جهود مشتركة
جمعة المالكي أحد أعضاء مؤسسة الهدى للدراسات التي احتضنت الملتقى قال لـ(واع ): "للسنة الحادية عشرة على التوالي يعرض في ميسان فيلم سينمائي يجسد واقعة الطف الأليمة، التي يحييها المسلمون سنويا، وتكمن أهمية هذا العمل الفني في كونه يصور بعض أحداث الواقعة بطريقة سينمائية تختلف عن المتعارف عليه من محاضرات المنبر الحسيني أو المسرح (التشابيه) ورغم الإمكانيات المتواضعة المتاحة لدى المخرج عبد الناصر عبد الأمير والمجموعة التي تشاركه، لكن في كل عام نلمس تطوراً ومشاهدة أكثر فائدة، بالرغم مما فيها من تراجيديا محزنة، في هذا العام والكثير من الأعوام الماضية يتم العرض في قاعة مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ولغرض تطوير هذا العمل السينمائي والبالغ الأهمية، انضمت مؤسسة الهدى إلى مجموعة ملتقى الطف الحسيني لتسخر جميع إمكانياتها لتطوير وإنجاح العمل وديمومته".
أما الشاعر والناقد عصام كاظم جري فأوضح، أن "استلهام الدروس والعبر والمواقف والقصص والحكايات من الفكر الحسيني لم يتوقف عند الطقوس والشعائر الشعبية، بل تعدى هذا الفكر تلك الطقوس، وأخذ يتسع ليصل إلى أنساق ثقافية نخبوية حديثة، كالمسرح، والسينما، والشعر الحديث، وقد كرّست لهذه القضية مهرجانات كبيرة، للمسرح والشعر الشعبي والشعر الفصيح، والسينما وغيرها..، ولعل مهرجان الطف السينمائي السنوي في محافظة ميسان خير دليل على خروج الفكر الحسيني من الشعبي إلى النخبة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن السينما العراقية ما زالت معطاء منتجة ومبدعة وأقرب لواقع الناس من جهة، ومن جهة أخرى أن القضية الحسينية راسخة في وجدان وضمير وعواطف الإنسانية عند الشعراء والمصورين والممثلين والسينمائيين والمخرجين، أسوة بسائر طبقات الناس الأخرى".
 
قفزة ثقافية في ميسان
الإعلامي والمونتير والمخرج جاسم الأنصاري وصف الملتقى بأنه قفزة ثقافية كبيرة في ميسان، وبيّن أن "الملتقى سينمائي محلي يقام سنوياً في ميسان، ويرى بعض مثقفي المحافظة أنه أصبح متنفساً فنياً لهم كونه يناقش قضية الإمام الحسين(ع) برؤية سينمائية بعد أن اعتاد الكثير على مشاهدة واقعة الطف وما دار قبلها وبعدها في الشارع "التشابيه"، بين موكب يقدم عرضاً مسرحياً جوالاً أو فرق تطوعية ناشئة تقدم أعمالاً فنية بالرغم من بساطتها، فهي تناقش قضية مهمة، إلّا أن الملتقى يعرض أفلاماً سينمائية قصيرة، ما يعد تقدماً نوعياً في طرح صورة جديدة لثورة الإمام الحسين (ع)".