تحقيقات وتقارير
واع- النجف الأشرف –حيدر فيرمان
تصوير: علي الغرباوي
لأنه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، والنبأ العظيم والساقي على حوض الكوثر، يهرع الى مرقده المحبون، لاحياء ذكرى جرحه الذي لم يندمل بالرغم من مئات السنين ، النجفيون وكعادتهم، رجال ونساء، احييوا الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان عند ضريح الإمام علي بن ابي طالب "عليه السلام" الذي اتشح بالسواد، رافعين المصاحف على الرؤوس تعبداً وتبتلاً بهذه الليلة المباركة، محافظين في ذات الوقت على التباعد الذي اوصت به خلية الازمة، ومتوسلين الى الله جل شأنه ان يدفع الوباء عن العراق والانسانية جمعاء، فعليٌّ مهوى القلوب والمفزع عند الشدائد ، حباه الله بأتم الخصال، وجعل افئدة من الناس تهوي اليه، فهو الذي صرخ بمثل هذه الليلة حين نزل السيف على رأسه:" فزت ورب الكعبة "وهذه كلمة لا تصدر إلا عن العارفين، فلا ريب اذن ان يصدح جبرئيل بين السماء والارض هاتفا: "تهدمت والله اركان الهدى" ، لقد كان علي عليه السلام الهدى كله كما كان الايمان كله .
مسؤول الاعلام في العتبة العلوية المقدسة فائق الشمري قال لوكالة الانباء العراقية ( واع ): "توافد الزائرون ودموع الحزن بادية على الوجوه وهم يهتفون بالكلمة الخالدة التي دوّت بين السماء والأرض في لحظة ضربة أمير المؤمنين (ع) غدرا في محراب مسجد الكوفة المعظم : تهدمت والله أركان الهدى، تصاحبها كلمات العزاء والمواساة للرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وللأئمة الأطهارعليهم السلام بهذا المصاب الجلل".
واضاف: "سخرت العتبة العلوية جهودها بكافة منتسبيها لخدمة الزائرين وانسيابية حركتهم ، وان مراسيم العام الحالي شهدت ظرفا استثنائيا وقائيا جراء جائحة كورونا التي عمت عددا من المحافظات
ودول المنطقة ، الأمر الذي انعكس على عديد الوافدين الى أداء مراسيم زيارة امير المؤمنين ( عليه السلام)، مؤكدا على " توشيح مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وشباك المرقد الشريف بالسواد ، فيما وضعت استعدادات مكثفة لنقل مراسيم الاستشهاد وبثها عبر الوسائل المختلفة".
في هذه الليلة المباركة ، انتشرت جموع المؤمنين في ضريح علي عليه السلام وفي الصحن العلوي الشريف وهم يرفعون اكفا ضارعة بالدعاء في ان يفتح الله باسم علي للعراق وللعالم ابواب الرخاء والسلام ويكشف عن الناس البلاء والاذى والوباء، وان يسود العدل والانصاف في الارض".