كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة ستانفورد للطب عن نوع جديد من الاكتئاب لا يمكن علاجه بشكل فعال بمضادات الاكتئاب المعروفة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وعلى وجه التحديد، يشترك هذا النوع الجديد من الاكتئاب في العديد من السمات مع اضطرابات نقص الانتباه، بما في ذلك القليل من ضبط النفس، والنضال من أجل التخطيط للمستقبل، وعدم القدرة على التركيز في خضم المشتات وصعوبة قمع السلوك غير اللائق.وتستهدف مضادات الاكتئاب، التي يتم وصفها بشكل شائع، السيروتونين في الدماغ، ولكن هذه الاستراتيجية "أقل فعالية للمرضى الذين يعانون من خلل إدراكي" مثل ما سبق، وفقا لجامعة ستانفورد.
وتم تشخيص الاكتئاب لدى واحد من كل خمسة بالغين، وفقا لبحث جديد من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقالت المؤلفة الرئيسية ليان ويليامز: "يظهر الاكتئاب بطرق مختلفة لدى أشخاص مختلفين، ولكن إيجاد قواسم مشتركة، مثل الملامح المتشابهة لوظيفة الدماغ، يساعد المهنيين الطبيين في علاج المشاركين بفعالية من خلال تخصيص الرعاية الفردية".
وخلال الدراسة، تم إعطاء عينة المشاركين المكونة من 1008 من البالغين الذين يعانون من حالة اكتئابية كبيرة بشكل عشوائي، واحد من ثلاثة مضادات اكتئاب نموذجية موصوفة على نطاق واسع والتي تستهدف السيروتونين: Lexapro وZoloft وEffexor.
وبعد العلاج، أظهر المرضى الذين يعانون من هذا النوع الجديد من الاكتئاب، والذي تم تحديده باسم "النوع الفرعي المعرفي"، معدلات شفاء أقل (38.8%) مقارنة بأولئك الذين يعانون من أشكال مختلفة من الاكتئاب (47.7%).
وكان هذا الاختلاف أكثر بروزا بالنسبة لمستخدمي Zoloft، حيث كانت معدلات الشفاء 35.9% و50% لأولئك الذين لديهم النمط الفرعي من الاكتئاب وأولئك يعانون من أشكال مختلفة من الاكتئاب، على التوالي.
وخضع 96 من المشاركين أيضا للتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي، أو fMRI ، وسلسلة من الاختبارات المعرفية لفهم تباين اضطراب المزاج هذا بشكل أكبر.
وشارك أولئك الذين خضعوا للرنين المغناطيسي الوظيفي في مهمة تسمى "GoNoGo". كان عليهم ببساطة الضغط على زر عندما يقولون كلمة "go" باللون الأخضر والامتناع عن القيام بذلك عندما تظهر كلمة "NoGo" باللون الأحمر.
ووفقا للدراسة: "وجد الباحثون أن 27% من المشاركين لديهم أعراض أكثر بروزا للتباطؤ المعرفي والأرق، وضعف الوظيفة الإدراكية في الاختبارات السلوكية، فضلا عن انخفاض النشاط في مناطق معينة من الدماغ الجبهي".
وبناء على البيانات الجديدة، تنصح ويليامز وزميلتها المؤلفة الرئيسية الدكتورة لورا هاك الآن إرسال المرضى الذين يعانون من هذا النمط الفرعي المعرفي للتصوير الطبي قبل بدء العلاج.
وتوضح هاك: "هذه الدراسة مهمة لأن الأطباء النفسيين لديهم أدوات قياس قليلة للاكتئاب للمساعدة في اتخاذ قرارات العلاج .. التصوير أثناء أداء المهام المعرفية أمر جديد إلى حد ما في دراسات علاج الاكتئاب".
ويدرس الباحثون في جامعة ستانفورد دواء آخر الآن، guanfacine، لمعرفة فعاليته في علاج هذا النوع من الاكتئاب. ويستهدف الدواء بشكل خاص قشرة الفص الجبهي الظهرية للدماغ، وهي منطقة للإدراك حيث تم الإبلاغ عن "انخفاض كبير في النشاط" من مرضى تجربة "GoNoGo".
ويمكن أن يكون العلاج المحتمل الآخر لهذا النوع من الاكتئاب، هو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، حيث يتم استخدام الحقول المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية.
كما تقترحت كل من هاك وويليامز العلاج السلوكي المعرفي.
تم نشر الدراسة في JAMA Network Open.
المصدر: نيويورك بوست