الرئيسية / في يوم احتفالها العالمي.. المرأة العراقية أيقونة صبر تتخطى الصعاب لبناء الوطن

في يوم احتفالها العالمي.. المرأة العراقية أيقونة صبر تتخطى الصعاب لبناء الوطن

بغداد- واع- آمنة السلامي

رغم شدة الصعاب وتقلبات الزمن، لم تتغير أو تنثني بوجه المشاق، فظلت كما أخيها الرجل صامدة بوجه التحديات التي مر بها بلدنا العزيز، ورفضت أن تعيش على هامش اجتماعي بل كانت ولازالت تمثل جزءا رئيساً في صيرورة المجتمع.

ولكن دائما ما يقود الحديث عن حقوقها واستحقاقاتها المشروعة الى متغيرات ومسالك متعددة تختلف باختلاف المراحل التاريخية التي تمر بها، كونها جزءا لا يتجزأ من العوامل المسببة للظاهرة الاجتماعية، بل إن هناك الكثير من تلك الظواهر ما كان لها أن تتولد في اية مرحلة زمنية دون أن تكون للمرأة المساهمة الأكبر في تكوينها وتنظيمها بصرف النظر عن الآثار التي تتركها تلك الظاهرة على المجتمع ، المهم أن للمرأة دورا غير محدود في صيرورتها وانطلاقها نحو المجتمع.

واليوم ونحن في رحاب يوم المرأة العالمية، تقف وكالة الأنباء العراقية (واع) عند هذا اليوم لتسلط الضوء على دور المرأة العراقية في صناعة الوطن من خلال مساهمتها في جميع جوانب البناء سواء في الجوانب الامني والاقتصادي والتربوي أو الوظيفي وغيرها من الجوانب الاخرى التي تشغل المرأة مساحة كبيرة فيها.

وفي هذا الصدد، قالت هدى الشمري موظفة حكومية لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن: "المرأة العراقية تعد مثالاً لجميع النساء في العالم لأنها تعرضت الى مواقف كثيرة سواء الحروب التي خاضها النظام السابق والتي انعكست على واقع المرأة بسبب فقدانها للاخ والاب والابن والزوج نتجية تلك الحروب اضافة الى تداعيات الوضع الاقتصادي، لكن رغم ذلك ظلت مساندة لاخيها الرجل ولم تنحني لعاديات الزمن، بل إنها تجاوزت التحديات وأخذت تعمل في مختلف القطاعات، واستطاعت أن تحقق نجاحا وانجازات مهمة"، لافتة الى أن "المرأة العراقية لا زالت هي عنوان التضحية ومثال يقتدى به في جميع الأزمان ويجب على الدولة الاهتمام بها خاصة في مجال التعليم واعطائها فرصة اكبر لان تتعلم لانها البيئة التي تؤسس لبناء المجتمع والمسؤولة عن تربية الاجيال".

الاعلامية منى القزاز أشارت لوكالة الأنباء العراقية (واع) الى أنها "من خلال عملها في مهنة المتاعب تشاهد نماذج رائعة من النساء العراقيات خصوصا خلال الحرب ضد داعش الإرهابي"، مضيفة "كانت النساء تتبرع بما لديها من حلي لدعم القوات الامنية اضافة الى انها كانت تحث زوجها وابناءها من اجل التطوع للدفاع عن الأرض والعرض، وطبعا الابن والزوج والاخ أعز ما تملك المرأة لكنها كانت هي الي تشجع على محاربة الارهاب".

وتابعت أن "المرأة العراقية صبرت وتحملت وتمكنت من التغلب على الصعوبات خلال فترة محاربة داعش الارهابي وكانت نعم المساعدة للرجل حتى الانتصار وخروج داعش بثوب العار والخذلان،  لذلك الام لازالت موجودة تمنح النبض في مجتمعنا، ويجب تكريم الام العراقي في عيد المرأة العالمي لانها لازالت في صراع مستمر مع معترك الحياة وهي صامدة بكل قوة ومعطاء متمكنة من قيادة اسرتها بصورة صحيحة".

بدوره قال المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "الامانة العامة لمجلس الوزراء أشرفت عبر دائرة تمكين المرأة العراقية على العديد من الانشطة المتعلقة بالمرأة منها متابعة لتنفيذ الخطة الثانية لقرار مجلس الامن الدولي المتعلق باجندة المرأة والامن والسلام والتي تضمنت ركائز المشاركة والحماية والوقاية وايضا التركيز على مراجعة اولويات الخطط والبرامج الخاصة بالتفكير الاقتصادي للمرأة من خلال التنسيق مع البنك الدولي لتبني موازنات مالية مستجيبة للنوع الاجتماعي ودعم حاضنات الاعمال في العراق وتعزيز الشمول المالي للنساء وتعزيز مناهج التدريب"، مبينا أن "الدائرة قامت باعداد خطة عمل تنفيذية للجنة العليا لتمكين المرأة سياسيا  في المشاركة في الانتخابات من خلال تقديم العديد من ورش العمل للمرشحات في الانتخابات النيابية التي جرت مؤخرا وكذلك دعمها وتمكينها وحمايتها امنيا".

وأضاف مجيد أن "العراق ترأس اجتماعات المجلس التنفيذي للدورة ١٨ لمنظمة المرأة العربية وكذلك المشاركة ضمن اجتماعات الامم المتحدة وكذلك اطلاق الخطة الخاصة بتمكين المرأة سياسيا ودعمها للمشاركة في الانتخابات وكان هنالك ايضا برنامج خاص لاستقبال الناجيات الايزيديات من عصابات داعش وتم استقبال ثلاث وجبات من الناجيات الايزيديات في بغداد وتم استضافتهن لمدة 3 او 4 ايام، وأن دائرة تمثيل المرأة وايضا دائرة المنظمات غير الحكومية قدمت الرعاية الطبية والصحية للناجيات الايزيديات واقامة ورش العمل الخاصة بادماجهن في المجتمع".

ولفت إلى أنه "قبل ايام اختتمت اعمال اجتماعات المجلس التنفيذي لمنظمة العربية 15 في بغداد برئاسة العراق عبر دائرة تمكين المرأة واستمرت يومين وبالتعاون مع هيئة الامم المتحدة للمرأة ومنظمة المرأة العربية بمشاركة 12 دولة عربية ومنظمات اقليمية ودولية، وتضمن جدول الاعمال مواكبة تمكين النساء الناجيات من العنف والارهاب والنزاعات المسلحة وكان هنالك مقترح للعراق لاعادة الانشطة الخاصة بالمرأة بيوم المرأة العربية على ان تقام كل سنة في واحدة من المحافظات"، مؤكدا أن "دائرة تمكين المرأة مستمرة مع  المنظمات الدولية ومنظمات الامم المتحدة للمرأة بشأن المشاريع المتعلقة بتمثيل المرأة العراقية".

وأشار مجيد الى أن "هناك ايضا نشاطات لدائرة المنظمات غير الحكومية في الامانة العامة لمجلس الوزراء الخاصة بدعم المرأة العراقية وتمكينها بالتنسيق مع المنظمات المحلية والدولية المنظمات غير الحكومية".

من جانبه، قال مدير اعلام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي إن "وزارة العمل تهتم بالشرائح الفقيرة والشرائح لاسيما الخريجين والخريجات"، مشيرا الى أن "الوزارة تمنح الان رواتب حماية اجتماعية لاكثر من 400 الف  ارملة ومطلقة، بالاضافة الى تمكين المرأة من خلال زجها في الدورات في مختلف الاختصاصات وبعد الانتهاء من هذه الدورة يتم منحها معدات كاملة من اجل مزاولة المهنة خاصة في مجال الخياطة من داخل منزلها".

واكد أن "الوزارة فيه دائرة خاصة بمنح القروض، وقد تم منح الخريجات قروضا صغيرة لانشاء مشاريع صغيرة من داخل منزلها ومساعدة اسرته وأن هناك وظائف مهمة تلائم المرأة وفق ما يتطلبه سوق العمل"، منوها الى أن "المراة ساهمت مساهمة كبيرة من خلال افتتاح الكثير من المعاهد لصناعات الحرفية الصناعات اليدوية وخاصة التي تبرز فيها النساء بصورة اساسية".

وأشار العقابي الى أن "دار حماية المراة في وزارة العمل قامت بتقديم مساعدات عينية ومساعدات مالية وخاصة الاسر الفقيرة واسر الشهداء".

الى ذلك قال الباحث الاجتماعي الدكتور احمد الذهبي لوكالة الانباء العراقية (واع) إنه "في أي مجتمع هناك تحديات تواجه المرأة والكثير من التحديات بالرغم من كونها نصف المجتمع ما زال الرجل في مجتمعات كثيرة يسيطر على مجريات الامور ونلاحظ ما زالت المرأة الى يومنا هذا تعاني من مجموعة من التحديات والصعوبات ومن التحديات التي تواجه المرأة مثلا صعوبة الحصول على التعليم وصعوبة الحصول على رعاية مناسبة وكذلك عدم المساواة في الاجر مع الرجل والعنف ضد المرأة في المجتمع نعم موجود وبشكل كبير، لذلك لا زالت المرأة تعاني من عدم المساواة بينها وبين الرجل في الحصول على فرص العمل والمرأة في داخل المجتمع فرصها اقل من الفرص المتاحة للرجل".

ولفت الى أن "هناك الكثير من النساء الاكاديميات والمتعلمات وحتى ربات البيوت استطعن أن ينتصرن على هذه التحديات وأن يحصلن على فرصة في التعليم والتوظيف".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

7-03-2022, 21:55
المصدر: https://www.ina.iq/150689--.html
العودة للخلف