الرئيسية / كربلاء المقدسة: كفيف يتجاوز حاجز العتمة بصنع المجسمات وممارسة المهن اليدوية

كربلاء المقدسة: كفيف يتجاوز حاجز العتمة بصنع المجسمات وممارسة المهن اليدوية

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
كربلاء المقدسة-واع-عباس الرحيمي 

لم تمنع المواطن الكربلائي سعد الربيعي إصابته بفقدان البصر من ممارسة حياته بشكل طبيعي من دون أن يستسلم لهذا المرض الذي حوله الى كفيف، فهذا الشاب استثمر مخيلته الخصبة ومهارته في تطويع الأشياء ليحول بيته الى ورشة لصناعة المجسمات من جهة والعمل في مجال التأسيسات الصحية والكهربائية من جهة أخرى، دون أن يلتفت الى العوائق التي تمنعه من إنجاز كل تلك الأشياء التي تحتاج الى شخص سليم.

وكالة الأنباء العراقية (واع) زارت الشاب سعد الربيعي في منزله بمحافظة كربلاء المقدسة لمعرفة السر الذي يكمن وراء هذا الإصرار الشديد على التشبث بالحياة وعدم اليأس أمام هذا المرض.

وقال الربيعي: "أصبت بمرض في عيني منذ أن كان عمري سبعة أعوام وعرضت على بعض الأطباء وتنقلت في عدة مستشفيات وأجريت لي عمليتان جراحيتان في بغداد إحداهما في مستشفى ابن الهيثم والأخرى في مستشفى ابن البيطار إلاّ أن الفشل كان حليفهما ما أدى الى فقدي البصر بشكل تام وبقيت اعتمد في حياتي وممارسة أعمالي على حواسي الأخرى لاسيما السمع واللمس".

وأضاف: "بدأت أتكيف مع وضعي الجديد وأتعلم الأشياء عن طريق اللمس فضلاً عن رؤيتي للأشياء في صغري عندما كنت مبصراً إذ أنها ما زالت عالقة في ذهني وقلبي" .

وتابع الربيعي:"أصنع المجسمات بمجهود فردي لاسيما الأشياء التي رأيتها في صغري مثل باصات النقل العام ذات الطبقتين وغيرها من الأمور الأخرى التي لا تزال ذاكرتي تحتفظ بشكلها، إضافة الى ذلك فإنني أمارس مهنة التأسيسات الكهربائية والصحية وصيانة بعض الأجهزة الألكترونية وتجميع وربط (غرف النوم) وأشياء أخرى كثيرة ،ولم تقتصر مهاراتي على الأعمال اليدوية والمادية بل أيضاً في العزف على الآلات الموسيقية مثل آلة (الأورغ) خاصة وأنني مستمع جيد للموسيقى وهو ما دفعني لتعلم هذه الآلة وبمساعدة الأصدقاء ومتابعة اليوتيوب".

ودعا الربيعي "الجهات المعنية الى الاهتمام بالموهوبين والكفاءات من ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم ومد يد العون لهم لتطوير مواهبهم ومساعدتهم في حياتهم اليومية كما هو معمول به في بقية دول العالم".


25-02-2022, 11:29
المصدر: https://www.ina.iq/149784--.html
العودة للخلف