الرئيسية / واع توثق ظاهرة تشققات التربة في صحراء النجف

واع توثق ظاهرة تشققات التربة في صحراء النجف

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
النجف الأشرف- واع- علي جاسم السواد
تصوير حيدر فرمان 
في صحراء النجف الأشرف وتحديداً منطقة الرهبان التي تبعد ثلاثين كيلومتراً غرب مركز المحافظة ،اتجهت بنا العجلة ببطء تسير وعلى حذر  خشية المرور في المناطق التي تشهد تشققات في التربة، وبين تلال صحراوية خلت من سكان البادية والرحل ،وصل فريق وكالة الانباء العراقية (واع) الى تلك المنطقة الصحراوية لتوثيق تلك الظاهرة والوقوف على اسبابها.
فما يحدث في صحراء النجف يبعث للحيرة والقلق بعد أن باتت تحت هذه الارض حمم نارية وكأنها مارد ينتظر من يفك أسره ليتحرر نحو السماء، هكذا بدا المشهد ونحن نقف أمام هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة التي تشهدها تلك المنطقة بسبب تشققات في سطح التربة مصحوبة بأبخرة وارتفاع بدرجات الحرارة وهدم بحدود متر الى متر ونصف المتر في التربة.
أسباب الظاهرة
الرحلة الى هذا المكان وفي ظل الظروف الصحية وتفشي فيروس كورونا، لم تكن بالأمر السهل ،خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، فقطع مسافة ثلاثين كيلومتراً وسط الصحراء يمثل تحدياً حقيقياً واجه الفريق الذي رصد حركة هذه التشققات الشبيهة بالبركان الخامد تحت الأرض.
وعن هذه الظاهرة التقينا صلاح مهدي العوادي عضو المركز المشترك للتنسيق والرصد وقال: إن "هذه المنطقة تشهد مرور فالق قيري ،الذي يبدأ من قضاء هيت في محافظة الانبار وينتهي في بادية السماوة بمحافظة المثنى ،ما سمح لضغط الغاز مثل الكبريت والميثان بأن يلاقي طريقه الى السطح عن طريق التشققات بسبب ظاهرة التصحر التي تتعرض لها منطقة الهضبة الغربية"، مشيراً الى أن " هذه الغازات تتسبب بحرائق سطحية بسيطة للاشجار والاعشاب المتيبسة بسبب الجفاف ،ما تسبب بهدم في التربة حتى تستقر هذه الكتل الصخرية".
ظاهرة مؤقتة
ويبدو أن السنوات التي قضاها أبناء تلك المناطق قرب تلك التشققات جعلت ذاكرتهم مليئة بالمعلومات عن تلك الحفر التي تملأها الحمم في عرض هذه الصحراء وقرب البساتين التي هجرها أهلها بسبب نضوب المياه في الآبار.
بعد أن القينا نظرة على تلك التشققات وسط ارتفاع درجات الحرارة تحركت بنا المركبة باتجاه ناحية النور القريبة من المكان، وتوقفنا عند محطة مدير الناحية والقرى التابعة إياد الزرفي الذي قال: إن " هذه المنطقة هي أثرية وتعود إلى مئات السنين قبل الإسلام وفيها آثار مسيحية وهي مهمة جدا"، مشيراً الى أن "هذه المنطقة تشهد بين سنة وأخرى حدوث هذه الظاهرة ولعدة اسباب منها، اندثار الآبار التي كانت منتشرة هنا مع الزمن ما جعل المواد العضوية تتفاعل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في كل موسم".
فيما قال عالم الجيولوجيا علي الأسدي: إن " هذه الظاهرة تحصل لأن هذا الموقع هو عبارة عن خط زلزالي يمتد من قضاء هيت في الأنبار مروراً بالغربية ومن ثم إلى محافظة النجف، وهي عبارة عن خطوط زلزالية طبيعية جداً ، وليست ببراكين، والموضوع متابع من علماء الجيولوجيا في المحافظة ومنذ العام 2010  وأجرينا دراسة معمقة، وهذه الظاهرة طبيعية تحدث بكل دول العالم  خاصة في المناطق التي فيها معادن وكبريت مع ارتفاع درجات الحرارة .

احتراق النخيل
وبعيداً عن لغة العلم والأرقام، يجد المواطن محمد الخالدي صاحب أرض قريبة من منطقة التشققات، أن هذه الظاهرة تسببت بالكثير من الخسائر للمزارعين من أبناء تلك المناطق بسبب حوادث الحرق وانبعاث الغازات ،وكذلك انخساف الأرض بنحو 3 أمتار، إلى جانب ذلك يرى الخالدي أن الظاهرة أدت إلى احتراق العديد من غابات النخيل"، مشيراً إلى أن " الحرارة وانبعاثات الغازات أدت الى حرق أكثر من (2500) نخلة".
وأضاف أن " مكان الحرق وانبعاث الغازات يتوسع من سنة إلى أخرى، ومنذ العام 2010 وحتى الآن لا يوجد حل على الرغم من المناشدات التي رفعها أبناء تلك المناطق الى المسؤولين في المحافظة.
 

17-08-2020, 11:44
المصدر: https://www.ina.iq/111307--.html
العودة للخلف