بين رفض العيداني والتلويح بالاستقالة ... مواقف سياسية متباينة

سياسية
  • 26-12-2019, 15:52
+A -A
لاقت رسالة رئيس الجمهورية برهم صالح برفض مرشح تحالف البناء أسعد العيداني لرئاسة الوزراء واستعداده لتقديم الاستقالة الى مجلس النواب ردود أفعال مؤيدة وأخرى رافضة ترى أنها أعادت عملية اختيار رئيس الحكومة الانتقالية الى المربع الاول.
وأعلنت كتلة الحكمة النيابية رفضها في ماورد بكتاب رئيس الجمهورية برهم صالح الى مجلس النواب والمتضمن تقديم استقالته من منصبه، مؤكدةً ضرورة بقائه في المنصب والحرص على عدم خرق الدستور.
وقال النائب عن كتلة الحكمة حسن فدعم لوكالة الانباء العراقية (واع): إن " موقف رئيس الجمهورية برهم صالح كان موقفاً وطنياً وبرهن أنه صامد أمام الضغوط الكبيرة التي تمارس عليه في اختيار رئيس الوزراء".
ودعا فدعم  الكتل السياسية الى "الاتفاق على اسم مرشح واحد يكون مقبولاً لدى الجماهير وعرضه على رئيس الجمهورية".
وجاءت رسالة رئيس الجمهورية تزامنا  مع عقد مجلس النواب جلسته الاعتيادية ، إذ بادر عدد من أعضائه برفض استقالة الرئيس من منصبه بعد تصاعد حدة الخلاف على مرشح رئاسة الحكومة.
وقال النائب عبود العيساوي في مؤتمر صحفي، مع عدد من النواب من كتل سياسية مختلفة : إنه "في هذا الظرف العصيب التي تمر به البلاد وفي اجواء المطالبات التي تنادي بها جموع المتظاهرين في عموم العراق بالاصلاح ومحاربة الفساد، والالتزام بالقيم والدستور وفي هذه الاجواء، هناك تصارع الارادات في تشخيص من يكلف في رئاسة الحكومة المقبلة، واننا نفاجأ اليوم ان رئيس الجمهورية برهم صالح، مستعد لتقديم استقالته الى مجلس النواب، وقد ارسل كتاباً في ذلك".
وطالب رئيس الجمهورية برهم صالح، بان المصلحة العليا تحتم عليه كونه حامي الدستوري بالعدول عن الاستقالة وتحمل المسؤولية القانونية والدستورية في هذه المرحلة الخطيرة".
فيما اشار النائب احمد الجربا الى أنه بعد رفض رئيس الجمهورية تكليف مرشح كتلة البناء اسعد العيداني اصبح بامكان صالح  تكليف رئيس الوزراء وبدون موضوع الكتلة الأكبر وما على الكتل إلا التصويت.
من جانبه يرى النائب عن الجبهه التركمانية حسن توران أن الكتل السياسية مطالبة بترشيح شخصية يتوافق عليها الجميع ، مبيناً أن تلويح رئيس الجمهورية بالاستقالة يُدخل البلد في نفق مظلم كما ينبغي أخذ تعهدات من الجميع بان يكون رئيس الوزراء القادم لفترة مؤقتة وتحديد موعد الانتخابات المقبلة من الآن. 
من جانبه النائب عن تحالف سائرون غايب العميري اكد موقف التحالف الثابت من طرح اسماء المرشحين لرئاسة الوزراء وان الاسماء يجب ان تكون حاصلة على رضا الشعب وألا تكون مقدمة من قبل الاحزاب ،مثمنا موقف رئيس الجمهورية لرفضة مرشح تحالف البناء.
وقال العميري في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع) :إن " تحالف سائرون مع أي مرشح يرضى به الشعب وبالضد من اي مرشح يطرح من قبل الاحزاب"
واضاف تعليقا على رسالة رئيس الجمهورية برهم صالح لمجلس النواب اليوم بعد رفضه مرشح كتلة البناء ،أن " رئيس الجمهورية  وقف موقفا وطنيا وغلب المصلحة الوطنية على مصالح الاحزاب" ،مشيرا الى  أن "كتلة سائرون تثمن هذا الموقف الشريف لاصطفافه مع الشعب وشهداء التظاهرات وتغليبه المصلحة العامة".
ورأى مراقبون ان رفض مرشح الكتلة الاكبر سيلقي اثراً في تأخير اختيار مرشح الحكومة ، مؤكدين ان التوافق على تقديم المرشح الحل الاقرب لتسمية رئيس الوزراء. 
فيما يقول النائب عن تحالف البناء حنين قدو : إن ضغوطا كبيرة مورست  تجاه رئيس الجمهورية لعدم تمرير محافظ البصرة اسعد ألعيداني لمنصب رئاسة الوزراء.
واعتذر رئيس الجمهورية برهم صالح عن تكليف اسعد العيداني مرشح تحالف البناء لرئاسة الوزراء.
وبحسب وثائق صادرة عن رئيس الجمهورية برهم صالح يحدد فيها الكتلة الأكبر وهي كتلة البناء، التي بدورها رشحت محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني لرئاسة مجلس الوزراء.
وأضافت الوثائق التي حصلت (واع) على نسخة منها أن الرئيس صالح اعتذر عن تسمية العيداني لمنصب رئيس الوزراء بقولة إن "الحراك السياسي والبرلماني يجب أن يكون معبراً دائماً عن الإرادة الشعبية العامة، وعن مقتضيات الأمن والسلم الاجتماعيين، وعن الاستحقاق بتوفير حكم رشيد يوفر الأمن ويرتقي إلى مستوى تطلعات الشعب وتضحياته".
ووضع الرئيس صالح، استقالته من منصب رئاسة الجمهورية أمام أعضاء مجلس النواب العراقي".