بورصة بروكسل : بعد اسوأ يوم في 2019 تباين المؤشرات في التعاملات الصباحية

اقتصاد
  • 5-08-2019, 07:43
+A -A
تتجه أسواق الأسهم الأوروبية ،اليوم الاثنين، على ما انتهت عليه الاسبوع الماضي نحو مزيد من الخسائر، والسبب هو نفسه -النزاع التجاري المتصاعد بين امريكا والصين، خاصة وأن بكين يبدو أنها تستخدم عملتها كسلاح في هذا النزاع.
لأول مرة منذ عام 2008 ، ينخفض الرنمينبي عن الحد المسموح به وهو 7 رنمينبي لكل دولار أمريكي. العملة الأضعف تجعل المنتجات الصينية أرخص في الخارج وتحفز الصادرات.
يأتي هذا القرار بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،يوم الخميس الماضي، عن زيادة التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية و فرض ضريبة بنسبة 10 بالمائة على 300 مليار دولار إضافية من الواردات الصينية، وهذا يعني أن جميع الحاويات الصينية تقريبا تخضع للضريبة على الولايات المتحدة.
يرى المراقبون ان مؤشر (Bel20)  بورصة بروكسل في بداية تعاملات جلسة، اليوم الاثنين، سيكون على حالة من التباين وسط اتجاه شرائي حذر للمستثمرين بعد انحدار المؤشر قبل عطلة نهاية الاسبوع ،لتنتهي بذلك رحلة المكاسب التي حققتها في النصف الاول من الاسبوع الماضي ، وغلب اللون الأحمر على شاشات التداول لينهي المؤشر جلسة نهاية الاسبوع منخفضا بنسبة 3.1% لتسجل أسوأ أداء يومي منذ شهر كانون اول من العام الماضي، وذلك من خلال تداول أسهم الشركات المدرجة في بورصة بروكسل ،وكان أداء 8 من أصل 20 سهما أسوأ بكثير من متوسط -3.1 في المائة-، وكان بنك (آي أن جيING) اكبر الخاسرين بتدني اسهمه 6%، بعد يوم من نشر البنك أرقام نصف السنة. وفي باقي الاسواق الأوروبية أيضا ، كان التداول في نهاية الأسبوع كارثيا..
وكان المؤشر قد استهل جلسة نهاية الاسبوع بسيناريو مناقض للجلسات الماضية، حيث انخفض منذ الساعة الأول واستمر في الانخفاض ليخترق حاجز 3% قبل أن يتوقف بنهاية الجلسة، بعد أن تعرض إلى ضغط بعمليات بيع وهو أمر فتح المجال لاقتناص فرص التخلص من الاسهم الهابطة قبل الاغلاق وفقا للأسعار التي تدنّت إليها وتطابق أداء السوق مع التوقعات التي أشارت إلى إنها ماضية لتسجيل مستويات قياسية جديدة مع تصاعد الصراع التجاري الصيني الأمريكي، ومن الواضح ان المؤشرات تواكب هذا الانخفاض حيث سجلت ارتفاعا كبيرا بالمعروض من الاسهم مقارنة بالجلسة الماضية، حيث ارتفعت أحجام التداول كما انخفضت القيم.
وذكرت مصادر استثمارية ان السوق فشل في كسر حواجز نفسية وفنية. وتوقعت المصادر ان يستمر الأداء المتذبذب في السوق مع المحافظة على الاتجاه السلبي مع نشاط مضاربي شامل خصوصا اليوم الاثنين مع بدء  نشر الأرقام نصف السنة لـبنوك  KBC و Ageas و Bpost والأداء السنوي للبيانات المالية. ومايصاحبها من تصريحات سياسية حول الازمة بين امريكا والصين .
هذا وقد واصل المؤشر التحرّك داخل المنطقة الحمراء نهاية الاسبوع بالانخفاضات الملحوظة التي عمّت جميع الأسهم القيادية حيث انعكست موجة الهبوط التي شهدتها أغلب البورصات العالمية بشكل سلبي على الاتجاه العام للسوق في الوقت الذي مالت فيه تعاملات المستثمرين نحو عمليات البيع.. مع الحذر والترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة وذلك في أعقاب استمرار المخاوف من تداعيات الأزمة بين امريكا والصين وأثرها على مستقبل النمو الاقتصادي العالمي.
وصدقت بذلك توقعات عدد من المحللين والمراقبين الذين توقعوا ارتدادا كبيرا على المؤشر قائلين إن ما جرى من تراجع لأن بورصة بروكسل تأثرت بتراجعات كبيرة لحقت بمعظم الأسواق العالمية، بسبب الأزمة ، لتعود لتترك أثرها السيء على السوق ويكون لها الكلمة الفصل في مجريات التداول.
وكانت عمليات البيع قد بدأت مع فتح التعاملات نهاية الاسبوع وقادتها محافظ مالية وصناديق استثمارية عالمية وان كانت اسهم الاتصالات المحلية البلجيكية قد حافظت على اللون الاخضر كشركة بروكسيموس وتيلينيت.
ويتوقع المراقبون عدم عودة مؤشر السوق سريعا لسابق عهده نتيجة انخفاض معدلات دوران السيولة المحلية ،ولم يستبعد المراقبون انخفاض البورصة لمستوى اكبر اليوم الاثنين . وأوضح المراقبون ان رحلة الانخفاض في البورصة سيتخلله محاولات لالتقاط الأنفاس فيما يبدو أول حاجز مقاومة يواجهه المؤشر هو حاجز يبدو ان السوق غير قادرعلى اختراقه وهو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.الذي أعلن فيها أنه سيفرض المزيد من الضرائب على المنتجات المستوردة من الصين. كما هو الحال في كثير من الأحيان ، فإن حدوث تحول جديد في الصراع التجاري المطول يحدد اتجاهات الاسهم في البورصات. بعد فشل الجولة جديدة من المفاوضات بين الصين وامريكا.
ولهذا ألقى المستثمرون جميع الأسهم تقريبا في نفس الوقت. وسعوا للاستثمار في السندات الحكومية. رغم إن الفائدة على سندات الحكومة الألمانية لمدة ثلاثين عاما سلبية لأول مرة: فقد انخفضت إلى -0.002 في المائة. وهذا يعني أن مشتري الورقة الحكومية يستردون أموالا أقل في نهاية المدة مما يستثمرونه. حتى حساب الادخار البلجيكي يكسب أكثر بنسبة 0.11 في المئة سنويا، مستبعدين أي حركات تصحيحية عنيفة فالتصحيح سيحدث ولكن بطريقة خفيفة.
وأوضح متعاملون بالسوق أن ساحة التعاملات بدأت تشهد ابتعاد للمستثمر البلجيكي الذي فضل مراقبة السوق عن بعد خلال الفترة الماضية دافعه في ذلك انخفاض أحجام التداول لمستويات غير مطمئنة منوهين بأن الهبوط الكبير الذي حققته الاسهم خلال نهاية الاسبوع يشير إلى إمكانية استمراره خلال الأيام المقبلة. وأكدوا أن الانخفاض المتحقق على المؤشر والتعاملات كان متوقعا بينما عزا مراقبون الانخفاض إلى عدد من العوامل أهمها قيام بعض المضاربين بالتخلص من الاسهم قبل نهاية الاسبوع.
وبقت بعض الأسهم خضراء داخل (Bel20).  وهذا يتعلق بشكل رئيسي بالشركات ذات الدخل المتوقع ، والتي يعتبرنشاطها في الخارج قليل نسبيا. على سبيل المثال ، حافظت شركة Proximus بروكسيموس العملاقة للاتصالات على استقرارها ويمكن أن ترتفع اسهم منافستها تيلينيت  (+0.4 في المائة). وشركة كوفينيمو Cofinimmo أيضا باللون الاخضر حيث تقوم الشركة بتأجير المكاتب والرعاية الصحية في بلجيكا والدول المجاورة لها حيث النظرة المستقبلية للشركة ستة من أصل عشرة عقود ثابتة لمدة ست سنوات على الأقل وهذا يجعلها في وضع مالي مستقر.
وتعليقا على أداء السوق في جلسة اليوم الاثنين قال احد المستثمرين ل (واع) : ان انطلاق البورصة بعد عطلة نهاية الاسبوع تعد سلبية استكمالا لمسيرة الانخفاضات التي انهت بها قبل عطلة نهاية الاسبوع وأكد إنه من الملاحظ أن الجلسة الأخيرة غلب عليها الأجواء السلبية مما ساهم في زيادة البيع  وهو ما أدى الى هذه الخسائر الكبيرة .
 وأوضح أنه ساهم في تحقيق هذه الخسائر مبيعات الأفراد للاسهم بالإضافة الى وجود تداولات بقيم كبيرة من قبل مضاربين ، وهو ما أوجد عدم وجود طلب على الاسهم ساهم في خفض قيم معظم الأسهم بشكل تدريجي وثابت.
ولفت المستثمر إلى ان قطاع البنوك شهد انخفاضا جديدا عبر بنك  (آي أن جي ING) و أن القطاع المصرفي تعود خسائره المباشرة من الأخبار السلبية لهذا القطاع، وتوقع أن تكون نتائج الشركات في الاسبوع القادم أسوأ مما ظهرت في الاسبوع الماضي، مبينا أن ظهور تلك النتائج سيكون له أثر واضح في تحريك مستويات الأسعار نحو الانخفاض مع مرافقتها اذا ما ازداد حجم المعروض من الاسهم.
تجدر الاشارة الى ان جميع مؤشرات الأسهم الآسيوية فقدت أكثر من 2 في المئة. بينما في الصين ، تقتصر الخسارة على اقل من واحد في المئة.