حمام الباشا يحاكي عظمة الفن المعماري البغدادي

تحقيقات وتقارير
  • 14-06-2019, 13:09
+A -A
يعاني حمام الباشا في منطقة الميدان وسط بغداد- الرصافة من الاهمال الشديد الذي تسبب بسقوط نصف قبته قبل عدة سنوات اضافة الى محاولة احدى الجهات المتنفذة الاستيلاء على ارضه، فيما طالب متخصصون في التراث وزارة الثقافة بوضع اليد عليه واعادة ترميمة وجعله كمركز تاريخي يحاكي لمحات من تاريخ بغداد في العهد العثماني.
شيد الحمام في فترة الوالي حسن باشا (1704-1723) وربما يتجاوزعمره عن 300 سنة ويقع  في منطقة الصابونجية في الميدان قبالة وزارة الدفاع السابقة وخلف المكتبة الوطنية رقم العقار 38 الزقاق 23 محلة 114 .
يقول د.إحسان فتحي عضو جمعية المعماريين العراقيين في احدى منشوراته على صفحته الشخصية :
إن "ماتبقى من حمام الباشا حاليا ، وهي القبة الاجرية الكبرى للحمام مع بعض المرافق الاخرى، هوالمثال والشاهد الوحيد على عظمة الفن المعماري لحمامات بغداد التي كانت عاصمة العالم لخمسة قرون.
واضاف "لقد تعرض هذا الحمام العظيم الى هدم اجزاء هامة منه بسبب تشييد بناية المصرف العقاري عام 1962  ، واصبح مؤخرا مثارا لنزاعات شرسة حول ملكيته".
وناشد فتحي في نهاية منشوره "جميع الجهات المعنية بتراث بغداد، وامانة العاصمة، وهيئة الاثار، وكل بغدادي اصيل ان يطالب، بوضع اليد فورا على هذا الاثر العظيم وحمايته من الزوال الابدي".
السيدة ذكرى سرسم عضو لجنة انقاذ الابنية التراثية قالت ،إن "مبنى الحمام لايمكن الدخول اليه لاندثار الباب المؤدية اليه وتجاوز المحال التجارية لاخفاء معالمه كي يمحى من الذاكرة تمهيدا للاستيلاء عليه".
واضافت ،أن "بعض الخيرين من المواطنين ارشدونا الى المكان الذي يمكننا من رؤية اثار الخراب في هذا المبنى"،مطالبة "الجهات المعنية باخذ دورها في حماية هذا الاثر الذي تجاوز عمره عن 300 عام".    
اما الكاتب والصحفي حميد المختار فقال ،أن "الدول التي تحترم تاريخها تحتفي باثارها وتبادر لاعادة ترميمها لتتباهى بها وتجعلها قبلة للزوار والسياح ،الا اننا نشهد للاسف تهديم اثارنا وتراثنا لتحويلها الى اسواق تجارية ".
وطالب ،وزارة الثقافة والاثار بالتصدي لهذا الامر واعادة ترميم حمام الباشا كونه من المباني المهمة الغنية بالمعلومات عن حياة البغداديين قبل 300 عام".   
وكانت بغداد منذ العصر العباسي تتميز بحماماتها المبنية من الاجر والتي تزود بالماء الحار والبارد اذ كان لكل محلة فيها حمامها الخاص ففي الرصافة  (حمام حيدر) و(الشورجة) و(حمام بنجه علي) مقابل سوق الصفافير و(حمام كجو) في باب الاغا و(حمام الباشا) قرب سوق الهرج و(حمام يونس) في محلة الميدان من اشهر الحمامات في الرصافةحتى انها كانت تجذب بعض الزبائن من جانب الكرخ، اضافة الى حمامات اخرى لاتقل شهرة عن سابقاتها كحمام المالح الذي سميت المحلة باسمه وحمام الكهية وحمام عيفان، وحمام القاضي بجانب المحكمة الشرعية الذي كان يرتاده تجار بغداد واغنياؤها وشخصياتها المهمة، كما كانت بعض الحمامات تجذب اصحاب المهن والحرف كحمام (السيد) في باب الشيخ و(الراعي) في محلة سوق الغزل في سوق العطارين وحمام (كيجه جيلر) وحمام (بكتاش خان)، وفي الكرخ  حمامات مهمة منها  (حمام شامي) الذي يقع في علاوي الشيخ صندل يعود تاريخ انشائه الى القرن السادس عشر الميلادي و(حمام ايوب) و(الجسر).
وذكر الرحالة  بكنكهام الذي زار بغداد 1816م  ،أن " حمامات بغداد , تختلف عما موجود منها في جميع المدن الكبرى ببلاد وادي الرافدين التي مررت بها حتى الان وفيها اكثر من  (50) حماما في بغداد, وقد اخذت الى احسن حمام يوم وصولي بغداد ,وكان الحمام كبيرا ومزودا تزويدا كبيرا بالماء . غير ان جدرانه العارية المشيدة بالآجر وقد رقعت هنا وهناك بالقاشاني , الذي يحمل صور الطيور والازهار وكانت ارضية الحمام مبلطه بالقار ، وكان عمال ذلك الحمام يختلفون في المهارة عن امثالهم المصريين والدمشقيين".