العراقيون في اوروبا... العيد يجمعنا

تحقيقات وتقارير
  • 4-06-2019, 06:37
+A -A
يجتمع العراقيون في اوروبا في العيد لخلق ذلك الجو الحميمي الذي اعتادوا عليه في موطنهم الأصلي وتعريف أصدقائهم في الغربة بثقافتهم وحضارة بلدهم.
فبعد صيام شهر رمضان وسط أجواء من الغربة والحنين لأهلهم  في الوطن، يحاولون التغلب على الصعوبات الكثيرة التي تواجههم عبر متابعة القنوات العراقية التي تبث تغطية خاصة بمناسبة عيد الفطر أو عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع أهلهم ومشاركتهم بعض تلك الاجواء. 
في أحد أحياء مدينة غنت التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة البلجيكية بروكسل، يقف كروان الكردي 35 عاما  في باب منزله يترقب لحظة وصول اصدقائه للاحتفال بالعيد معا يقول : "غادرت العراق قبل ان ابلغ سنتي العاشرة" .
 ويضيف،أن "ايام العيد وذكريات الطفولة تكون مؤثرة في حياتنا اكثر مما نتخيل حيث ترسبت في ذاكرتنا معان ولمسات جماليه للعيد فيه يزداد حنين العراقيين إلى بلدهم ".
ويؤكد الكردي "هنا في بلجيكا نقوم بالأعداد للاحتفال بتزيين غرفة الأستقبال بالأفرشه الجميله والورود التي نشتريها من مراكز التسوق وتوزيع الأواني الخاصة بالحلويات او (الكيك)  في ارجاء الغرفة"..
توقفت سيارة أودي بيضاء اللون أمام منزل كروان وخرج منها اربعة اشخاص يحملون صينية ومجموعة اواني مغلفة.،توقف احدهم أمام الباب ودق الجرس ولم تمض سوى لحظات حتى ظهر كروان الكردي وهو يبتسم ليرحب بالقادمين، تسلم الكردي الاواني من اصدقائه وفتحتها وقمت انا بعد الاكلات العراقية ثم وجهت بعض الأسئلة قبل أن تمتد سفرة الاكل.
كاوه محمد 32 سنة عراقي مقيم في بلجيكا حمل بعض الاواني من السيارة وقال وهو يبتسم بخجل إنه" لا يجيد الطبخ لذلك قام بشراء انواع المقبلات"، مضيفا نحن "نعمل على تحمل البعد عن الأهل عبر الاستمتاع بالأطباق الشهية التي نعدها لايام العيد".
وبين محمد أن "عمله خارج البيت لتسع ساعات متواصلة كل يوم من الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء واضطراره للسياقة في ساعات الذروة ما يؤخر وصوله إلى البيت يحرمه من الوقت اللازم لتعلم طبخ الأطباق العراقية التقليدية، ولهذا لجأ لشراء المقبلات من مطعم عراقي معروف".
العيد يجمعنا
بعيدا عن محيط العاصمة بروكسل، وفي مقاطعة اوستنده - مدينة كنوكة ، تقيم أسرة عراقية في بيت جميل على بعد عشرات الامتار من بحر الشمال ، رب الأسرة يدعى ابو أيسر 55 عاما جاء إلى بلجيكا قبل نحو عشرين عاما وعمل في محل لايجار الدراجات العادية وذات الاربع عجلات للتنزه بها من قبل السواح .
يقول ابو أيسر إن "ارتباطات العمل اجبرته على العيش بعيدا عن المدن االكبيرة والانزواء بأسرته في هذه المدينة الجميلة التي تشتهر بالسياحة وجودة التعليم في مدارسها ووقوعها على البحر باجوائه الخلابة".
ويؤكد أن "ذلك كان مصدر سعادة كبيرة في البداية لكنه عندما أنجب اطفاله الاربعة شعر بأنه وحيد وبعيد عن الجالية العراقية التي تلتقي في ايام العيد بالمساجد والجمعيات والمؤسسات الدينية المنتشرة في المدن الكبرى".
ويستدرك ابو أيسر قائلا إن "هذه العزلة دفعته للبحث عن طرق بديلة من أجل التواصل مع أصدقائه العراقيين في مختلف المدن البلجيكية وحتى مع أهله في العراق، ولهذا  أتاح له الانترنيت عبر مواقع التواصل فرصة رؤية أهله في العراق وهم يعدون العدة لاستقبال العيد  ومشاهدة والده وإخوته وهم يزورون الاقارب بشكل مباشر إذ يضعون هاتفا ذكيا على الأرض ينقل له جزء من أجواء العيد مباشرة على الهواء، كما أتاح له الانترنيت التواصل مع والدته والحديث إليها لساعات طويلة في الليل خاصة ان فارق التوقيت ليس كبيرا بين بلجيكا والعراق وهذا يتيح له فرصة التواصل مع الاهل والاصدقاء" .
وبرغم صعوبة الحياة في اوربا وطبيعتها المختلفة، يبقى العيد فرصة تحيي فيها النفوس الحنين إلى الوطن، ليبذل كل حسب قدرته وإمكانياته، جهدا لخلق جو ملائم، وإن كان لا يحاكي بشكل تام أجواء العيد في الوطن الأم، فإنه على الأقل يذكر بها .