ماهي مخاطر (السوشيال ميديا ) على الاطفال؟؟

تحقيقات وتقارير
  • 28-03-2019, 07:26
+A -A
طورت التقنية  الرقمية اغلب  مجالات  الحياة  , الا ان تأثيرها  على  الاطفال  و المراهقين  قد  يكون  سلبيا  بشكل  كبير ، فعلى  الرغم  من  ان  استخدام  الاطفال  للتقنيات  الرقمية  يعتبر مهما  بسبب  ما تُقدمه لهم من فرص  جيدة  للتعلم  تحديدا بالنسبة  للأطفال في البلدان  النامية  , الا انها تحولت الى سلاح  ذو حدين .   
استاذ الاعلام  الرقمي في جامعة  بغداد  الدكتور سعد كاظم  يتحدث  لوكالة  الانباء العراقية  (واع) عن ذلك قائلاَ :  إن  "الانترنت  و مواقع  التواصل  الاجتماعي  غيرت المشهد  الاجتماعي  في بلدان العالم  كله  تقريبا"  , مبينا  "عدم  وجود  انترنت (امن)  تماما  بالنسبة  للأطفال و المراهقين".
واضاف ،أن "المخاطر  التي  يواجها الاطفال  على الانترنت   تنقسم  الى  ثلاثة  اجزاء  : اولها , مخاطر المحتوى  حيث  يتعرض  الطفل  لمحتوى  غير  مرحب به كالصور الجنسية  و المواد  العُنفية  و العنصرية  و خطاب الكراهية  اضافة  الى  السلوكيات  الخطيرة  مثل  ايذاء  النفس  و الانتحار  او  التنمر ،و ثانيها  , مخاطر  الاتصال و تشمل  جميع  الحالات  التي يتواصل  بها  الاطفال  مع  اخرين  في  اتصالات  محفوفة  بالمخاطر  كالتواصل  مع  اشخاص  يحاولون اغوائهم  لاستغلالهم  جنسيا  او محاولات  لدفع  الاطفال  الى  التطرف  او الاجرام  ، و ثالثها  , مخاطر السلوك  حيث  يتضمن  قيام الاطفال  بكتابة  او انشاء  مواد  تحض على كراهية  اطفال  اخرين  او على العنصرية  او نشر  مواد  جنسية" .    
وتسمح مواقع التواصل  الاجتماعي  وفق  انظمتها  لكل  من بلغ  (13) عاما  بإنشاء  حساب خاص به  , و الواقع  يشير  الى  ان  ثلاثة  ارباع  الاطفال  بين (10_12) عاما  , لديهم  حسابات , وفق  بحث علمي في دراسة (الماجستير)  , نوقش قبل فترة وجيزة في كلية  الاعلام  بجامعة بغداد  حمل  عنوان  (تأثير  مواقع  التواصل  الاجتماعي  على الاطفال ) , و الذي بحث  خصيصا  في  تأثير  هذه  المواقع  على الاطفال  من سن  الـ (8 و حتى  12) عاما  , ويبين(البحث) ان عدداً كبير منهم (الاطفال و المراهقين)  كانوا معتمدين  على عدد  الاعجاب  و التعليقات  للحصول  على  قبول  اجتماعي  , وهذه  الحالة  قد  تؤثر  بشكل سيء على مشاعرهم عند بلوغهم  المدرسة  الثانوية  , حيث  يتعلق  الامر بالبحث  عن هوية  ذاتية .
احد  اعضاء  لجنة مناقشة البحث  الدكتور  حمدان  السالم  , قال  لوكالة  الانباء  العراقية (واع) :  "اتفق  مع  هذه  الدراسة , فيجب اعداد الخطط  و الحلول  حول  كيفية  تهيئة  الاطفال  لمقاومة  العاطفة  , ليس  فقط  حول  التحديات  التي  يوجهونها  بدخولهم  على الانترنت , لكن  ايضا  التحديات  التي  تواجههم  خارج  الانترنت بسبب  تأثيره عليهم" .
و تطرح  دراسة (البحث)  امثلة  لإجابات  الاطفال  حول  عدد  التعليقات  , فتقول  : أن "احد الاطفال  يبلغ من العمر  (11) عاما  , انه ان حصل  على  (150) اعجابا  , فهذا  يعني  ان الناس يحبونه"  , ويقول  البحث  ايضا : ان "مثل  هؤلاء  الاطفال  يشعرون  بصعوبة  الابتعاد  عن  هذه  الوسائل  لانهم  سيعتبرون  الامر مضرا  بمقبوليتهم  الاجتماعية  , وحان  الوقت  لتدخل  المؤسسات التعليمية " .
استاذة  الحرب النفسية في جامعة  بغداد  الدكتورة  نزهت  الدليمي  تقول  لـ(واع) :  "ارغب  بأن  تكون  للمدارس  حصص  الزامية  لمعرفة  العالم  الرقمي  خلال مرحلتي  (الاول  و الثاني) متوسط  حيث  ينتقل  الاطفال  من  المرحلة  الابتدائية  الى  الثانوية"  ,مبينة  ،أن "مخاطر  اجتماعية  ونفسية تحيط بالاطفال  و يجب  اعداد  الاباء  و الامهات  و ربما  اخصائيين  اجتماعيين  او نفسيين  في المدارس  ليتولوا  تقديم  الدعم  و النصائح  و العلاج  لهؤلاء  الاطفال  عندما  يتعرضون  لهذه  المخاطر"  .  
الاشارة  الى  مخاطر  هذه  الوسائل  يقول  البحث  انها لا تلغي الفوائد  الكبيرة  التي  توفرها  منصات  التواصل  الاجتماعي  . 
 فالضغط  على رز  الاعجاب  او كتابة  تعليق   لهذه  الادوات  تأثيرات  قد  لا يستطيع  الاطفال  التعامل  معها  , ومن هنا  قد  تشكل  هذه  الدراسة  نقطة  انطلاق  للحكومة و الجهات  المعنية  لتفعيل  دور المؤسسات  التعليمية  , خاصة  بعدما  اصبح  الاعلام  الاجتماعي  جزءا  كبيرا  في  حياة الكثيرين  .