مدرسة الموسيقى والباليه , صورة جمالٍ أخرى لبغداد

ثقافة وفن
  • 20-03-2019, 07:19
+A -A
بغداد –واع- حسين محمد  الفيحان 
انغام  موسيقية  جميلة  وعالم  اخر جميل  يختلف  خلف  جدران  مدرسة  صغيرة , هي (الام) , بل تكاد ان تكون الوحيدة  في العراق ,  تجمع  انواعا  من  الموسيقى  الشرقية  والغربية  والكلاسيكية  (العالمية) , كما تضم  فنون  تعلم  الباليه و فيها براعم من الاطفال يمثلون اصغر الفرق الغنائية  , تتعلم  وتتدرب على غناء التراث والمقام  والفلكلور , اضافة  الى  اصغر الراقصات اللاتي يترنمنَّ ببدلاتهن و حركاتهن المتناسقة  في المدرسة الوحيدة  المخصصة  لهم  في  العراق , وهي  مدرسة  الموسيقى  و الباليه .
وعن  تأريخ  المدرسة  وتأسيسها  يحدثنا  مديرها  احمد  سليم  ,  الذي بين لـ(واع) :  إن "المدرسة  تاسست عام 1968 , تحت اسم (مدرسة  الموسيقى للأطفال) بكادر خليط  من  الاجانب  و العراقيين  لتكون  اول  مدرسة في الشرق  الاوسط ", موضحا ان "من ابرز  مؤسسيها  الفنان  الراحل  عزيز علي  , اضافة  الى  الاستاذ  سعد  محمود  حكمت  الذي  كان  مدرسا  فيها  و مسؤول  قسم  ,وكذلك الفنان المرحوم  فؤاد سالم الذي لم يفارق المدرسة حتى وفاته بعدعودته  للعراق بعد عام  2003 م ".
واضاف ،ان  "كادر المدرسة اليوم هم  خريجوها  الذين  درسوا على ايد الاساتذة  الروس  و الاتراك  و الفرنسيين ",مؤكدا ان "المدرسة ملمة  بالجانب  التربوي  والفني  في  مجال الموسيقى  والباليه  وتشرف عليها  الان  دائرة  الفنون  الموسيقية  في  وزارة  الثقافة  التي  تدعمها  بكل  ما تحتاج ". 
و تابع  سليم  ,ان  "المدرسة قد  خرجت  كبار  الفنانين , كما انها تضم  حاليا  في  مراحلها  الست 200 طالب و طالبة , تم اخضاعهم  للاختبار وسجلو نجاحهم فيه , قبل  قبولهم  في  المدرسة" , لافتا  الى ،أن "عدم  قبول اكثر من  500  متقدم  و متقدمة  خلال  هذا  العام كان بسبب عدم  اجتيازهم  الاختبار الفني".      
اما المُدرسة  في  قسم  الباليه  , زينة  كريم  ,  فتقول  لـ(واع) : "هنا  يتم تدريس المنهج  الروسي  , المُتبع  في اكثر  مدارس  الرقص  في العالم  , حيث تشمل  الساعة  الاولى  المادة  النظرية , ويليها ساعات  العملي , ويكون  طلبته من الذكور والاناث  في سن  التاسعة  (المرحلة  الاولى ), الذي  يعادل  الرابع  الابتدائي  ويستمر الى (المرحلة  السادسة)  ليمنح  بعدها المتخرج شهادة  الدبلوم".
و على الرغم  من افتتاح  مدرسة مشابه لها في  اقليم  كردستان  العراق  خلال  السنوات  القليلة  الماضية , الا  انها  متخصصة  في الباليه  فقط  ,  لتبقى  مدرسة  الموسيقى  و الباليه  في  بغداد  هي  الوحيدة  و الرائدة  في  العراق  و منطقة  الشرق  الاوسط  .
ضرغام حذيفة  , الطالب  في  المدرسة  ذو الـ (10) اعوام , يحلم  ان  يصبح  موسيقيا  في  المستقبل ,  يقول  لـ(واع) : "في مدرستي هذه  اتدرب  على  تعلم  فنون  العزف  و الموسيقى  على ايد اساتذة  متخصصين  , لنقدم  في  احتفالات خاصة  او  في  الاحتفال  السنوي  للمدرسة  ما نتعلمه  من  معزوفات  او  رقصات  , تراثية  و شعبية  وعالمية" , مبينا  ان  "التدريب على اتقان  المعزوفة  الواحدة  و حفظها  يستغرق  من شهرين  الى  ثلاثة  اشهر"  . 
من ناحيتها تقول شهد حافظ - الطالبة  في  الصف  الثالث من المدرسة : أن "حبي وهوايتي للباليه (الرقص) دفعتني  بمساعدة  و تشجيع  عائلتي امي وابي  من  الدخول  و التسجيل  في  هذه  المدرسة  التي  احبها  جدا ,وحاليا  اتعلم  انواع  الرقصات  الشرقية  والغربية" .   
المدرسة تقع  وسط  بغداد , و على  الرغم مما شهدته  العاصمة  من  احداث  امنية  في السنوات الماضية  , الا انها استمرت بمسيرتها  بتحديات  كبيرة , خسرت فيها عددا من اساتذتها الاكفاء و طلبتها  المتميزون  الذين هاجروا البلاد  نتيجة  تهديدات , غير انها اليوم في ظل الاستقرار الامني و عودة الحياة  تشهد ازديادا في اعداد طلبتها  بشكل  كبير و غير مسبوق. 
و يرى المدرس في قسم الموسيقى , محمد  عدنان , ان "انغام  الموسيقى  هي  غذاءً للروح , وهي  رسالة  للسلام  و امل للحياة  و الراحة".
واضاف ،ان  "الفنان  يحب  الحياة  و يقدم  رسالة  سلام  للعالم , و علينا  ان  نعلم  ذلك  للأجيال , فبغداد عرفناها و عرفها الجميع انها  مدينة  السلام  و الادباء  و الشعراء  و الفنانين و الغناء  , و يجب  ان  تبقى  كما هي  و تستمر على ذلك " ,  موضحا  انه "في قسم الموسيقى واضافة  الى  الفنون  الشرقية  المعروفة  , يتم تعلم  الات الموسيقى  الغربية , وهي  الداخلة  في  الاوكسترا السمفونية  العالمية  , (عائلة  الوتريات  , وعائلة  الهوائيات)".