الوالدان حجر الزاوية بتجاوز مرحلة المراهقة

تحقيقات وتقارير
  • 13-02-2019, 05:43
+A -A

بغداد- واع

تعد مرحلة المراهقة من اهم مراحل حياة الانسان لذلك تكون مهمة الوالدين في الحفاظ على ابنائهم من الضياع والتشتت من أصعب المهام لاسيما مع ظهور التطور التكنولوجي المتزايد في حياتنا اليومية وما أصبح يشكله عالم الأنترنت من خطر على  مراهقينا إن لم نحسن التعامل معهم كمربين يبحثون عن سلامة عوائلهم من خطر الانزلاق في مهاوي الرذيلة والابتعاد عن القيم والتقاليد التي تربينا عليها ونريد نقلها الى الابناء للحفاظ عليهم من المخاطر التي تواجههم في الحياة

 يقول الدكتور مأمون كريم: ان المراهق أرض خصبة لنمو الأفكار السيئة كونه غير مكتمل الشخصية من جميع النواحي الجسدية والفكرية نتيجة عدم اكتمال عقليته ما يؤدي الى تأثره بمحيطه او محيط أصدقائه الذين بدورهم ينقلونه الى محيطهم السيئ والانترنت بجميع وسائله مكانا لتناول وجبات الإفساد حيث يعد عالم الانترنت الافتراضي مكاناً مثيراً يلفت فضول الأطفال والمراهقين فينساقون في دروبه تصفحاً وبحثاً عن كل ما هو جديد وقد يعتري هذا التصفح عدة مشاكل كالتحرش كما قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات السلوكية المتمثلة في الإدمان على الشبكة العنكبوتية المليئة بكل ماهو مغري

 لهاتين الفئتين.

واضاف: ان المراهقين الذين يدمنون على الانترنت في خطر وكي نعي حجم هذه الظاهرة، يكفي أن يعرف الوالدان مثلاً أن ولدهما المراهق يكون ضحية اختلاطه باصدقاء لديهم نوازع ادمان الدخول الى المواقع غير الاخلاقية وهو ما يجعل الوالدين في حيرة من أمرهما،هل يقومان بمنع المراهق من ولوج هذا العالم بشكل تام ام يكفي أن تكون هناك مراقبة أبوية لطبيعة المواد المتصفحة؟ وكيف يمكن للآباء اشعار المراهقين بمدى خطورة هذه الشبكة على نفسيتهم

 ومستقبلهم.

ونبه الى ان على الوالدين معرفة ما هي طبيعة مخاطر الأنترنت المحدقة بالمراهق وينسواء تعلق الأمر بالألعاب الإلكترونية المباشرة، أو العوالم الافتراضية التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الخطر الكبير والهاجس المخيف الذي يشغل بال الوالدين هو هوية الأشخاص الذين يتعامل معهم الطفل وطبيعة الحوارات التي يتم تداولها فلا يمكن التكهن بمن يوجد خلف شاشة الطرف الآخر، هل هو طفل صغير آخر أو مراهق يبحث عن قضاء وقت ممتع أو وحش آدمي يتربص بالأطفال والمراهقين لحاجة دنيئة في

 نفسه؟.

وتابع: أن طبيعة المواضيع المعروضة في بعض مواقع الانترنت قد تصدم نفسية المراهق فلا يمكن لأي كان منع عرض بعض الصفحات التي تقدم محتويات غير اخلاقية أو تحرض على العنف أو تدعو إلى تيارات طائفية متطرفة أو إرهابية فالاحصائيات تشير إلى أن أكثر من  90 %قد صادفوا مثل هذه المحتويات مرة واحدة أو أكثر خلال تصفحهم للشبكة العنكبوتية وهو ما يجب الانتباه اليه من قبل الوالدين.


المهووسون والمختلون

يقول الباحث الاجتماعي فريد غالي :في الكثير من الاحيان وبحكم التجربة مع العديد من الحالات على ارض الواقع نرى ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت خلال المدة القليلة الماضية مرتعاً خصباً لانتشار المهووسين بالعنف وهو ما قد ينمي هذا الجانب في شخصية المراهق، خصوصاً وأن حياة المراهقين والأطفال و لا تخلو من بعض المشاكل والمشاجرات التي تنشب بين الأقران بسبب العنف اللفظي أو الجسدي كما أن هناك بعض المختلين الذين قد يؤثرون في نفسية بعض الأطفال ويجعلونهم يقدمون على بعض الاعمال الخطرة التي قد تصل الى الانتحار في نهاية المطاف.

واضاف : ان الحياة في تطور وبخطوات متسارعة وهو ما يصعب على الوالدين مراقبة الاولاد بشكل جيد لذلك اصبح الخطر الأكثر تربصاً بالمراهقين والأطفال و يتمثل في الإدمان على الأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط، وهو ما يؤثر سلباً على القدرات التواصلية والمهارات الاجتماعية التي ينبغي أن تسهل من اندماج الطفل في المجتمع بشكل سلس وسليم لكي يصبح فردا نافعا في المستقبل.

ولفت الى أن البحث عن الشهرة في المواقع الالكترونية والارتباط بالصورة الافتراضية التي تسمح للطفل برسم ملامح شخصيته كما يحلو له، يجعلانه يدخل في دوامة من الإحباط كلما قرر الرجوع إلى الواقع لذلك على الوالدين تفهم هذه الحالة والسعي الى تصحيح هذا الوضع من خلال اتباع الوسائل العلمية الصحيحة التي يمكنهم الاطلاع عليها من خلال المواقع الالكترونية المختصة بالشؤون الاسرية.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

التواصل مع مجهولي الهوية

يؤكد الصحفي مصطفى النعيمي :ان الأرقام في بعض المواقع التي تهتم بالاسرة والطفل والمجتمع تشير إلى أن أكثر من ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و17 سنة يتواصلون مع أشخاص مجهولي الهوية. حيث يتخذ الأشخاص ذوي الميولات الجنسية الشاذة من منصات الألعاب المباشرة ملاذا يمكنهم من تحديد فريستهم من الأطفال بشكل لا يلفت الأنظار ولا يدع مجالاً للكشف الصريح عن هوياتهم وهو خطر لابد من الانتباه اليه حتى لا نقع في مشاكل تؤدي الى مايحمد عقباه.

واضاف:ان من يقومون باستدراج المراهقين الى مواقع غير اخلاقية ويجعلون المراهق يتواجد دائماً في خانة المرغمين على الدخول في العالم الالكتروني الافتراضي عبر الانترنت لوجود المغريات من العاب او مواقع غير اخلاقية وهو ما يؤثر سلباً في شخصيته، لكنه في جميع الحالات يظل ضحية سوء استعمال هذه الوسائل وقلة مراقبة المربيَّن له سواء الوالدين أو المدرسة أوغيرها وهنا يأتي دور الوالدين في تنبيه اولادهم الى خطورة تصرفاتهم وضرورة الكف عنها لمنع الوقوع

 في المحظور.

وتابع :علمتنا التجربة ان حماية الطفل من المخاطر المحتملة في رحاب الشبكة العنكبوتية تقتضي وضع أسس متينة لتواصل فعال بين الآباء والأطفال كون الاباء هم حجر الزاوية في الحياة على الرغم من ان العديد من المراهقين يعتقدون بأن أبويهم لا يعيرون أي اهتمام للمحتوى الذي يتصفحونه في الانترنت، بل هناك شريحة مهمة من الأطفال ترى أن الأبوين يتخلصان من الإزعاج عبر السماح له بدخول الانترنت، من ثم فليست هناك أي رقابة على ما يجب فعله في هذه الشبكة. من أجل هذا، ينبغي للآباء أن يرسموا الحدود والخطوط الحمراء وأن يضعوا القواعد التي ينبغي تتبعها وذلك منذ أول مرة يلج فيها الطفل إلى هذه الشبكة وهكذا يمكن التقليل من خطر الوقوع في شراك المتربصين بشبابنا.

يشير احمد قاسم وهو مدرس ثانوي الى ضرورة منع الطفل قبل سن الثماني سنوات من الدخول الى المواقع الالكترونية وتتمثل الخطوة الأولى في منع الطفل في مرحلة طفولته المبكرة من ولوج هذا العالم، نظرًا لاحتياجه لتكوين شخصيته واكتساب مهارات التعامل الاجتماعي والتواصل وهو الأمر الذي لا تسمح به هذه التكنولوجيا وتجعله يميل إلى الانطوائية والانعزالية،مشددا على اهمية مواكبته عند بداية اكتشافه لعالم الانترنت ،لافتا الى انه عند بلوغه سن الثامنة، يمكن السماح له بتصفح الانترنت، شريطة أن يكون مرافقاً بأحد الأبوين، حتى يتعلم كيفية ولوج المواقع السليمة ويتمكن من تمييز الأمور الضرورية المتعلقة بحماية معلوماته الشخصية حتى لا يقع فريسة سهلة للمتربصين وهكذا يمكن التقليل من مخاطر الويب في هذه المرحلة، خصوصاً فيما يتعلق بالمواقع غيرالاخلاقية.


المصدر: الصباح