مــبـــادرات شعبيَّــة لأسنــاد الدوائــر الخدميَّــة

تحقيقات وتقارير
  • 28-01-2019, 04:52
+A -A
بجهد وطني خالص اقدم اهالي منطقتي الثعالبة وبوب الشام على اسناد الدوائر الخدمية والمشاركة الفعالة في رفع مستوى الخدمات في مناطقهم من خلال قيامهم بجمع تبرعات لانشاء شبكة مجاري تصريف مياه الامطار وعدد من المدارس وفرش الشوارع بمادة السبيس، للارتقاء بمدينتهم وتسهيل مهمة الدوائر الخدمية الحكومية في تنفيذ المشاريع اللاحقة التي تستند على وجود بنى تحتية اولية مثل شبكات الصرف الصحي  ومياه الامطار، هذه المبادرات ادت الى شيوع روح المواطنة بين الاهالي لتوفير الخدمات بالاعتماد على المبادرات الذاتية التي يتكفل بادارتها وجهاء وشيوخ بالتعاون مع المجلس المحلي في هذه المنطقة . 
 
تسهيلات 
اغلب سكان منطقة الثعالبة تبرعوا بمبلغ 750 الف دينار عن كل بيت، فيما تفاوتت مبالغ اخرى في منطقة بوب الشام بين 300 الى 600 الف دينار لتنفيذ مشروع المجاري في تلك المنطقة. 
في منطقة الثعالبة التي توسعت الى منطقة آهلة بالسكان ، طالب الاهالي على مدى سنوات الدوائر البلدية بتقديم الخدمات الى مناطقهم ، لكن عدم توفر التخصيصات المالية خلال السنوات السابقة ، ادى الى تعثر تنفيذ المشاريع الخدمية المطلوبة.
  منعم عبد الواحد (37) سنة احد سكنة منطقة الثعالبة  قال : "الثعالبة اصبحت منطقة كبيرة بعد ان ازدادت المساحات المبنية فيها ، وبرغم انها منطقة سكنية نظامية ، لكن الخدمات لم تصل اليها ، وبعد مطالبات كثيرة لامانة بغداد من اجل تبليط شوارع المنطقة ، اجابت الدوائر البلدية، بانها لا تستطيع تعبيد الشوارع ما لم تكتمل باقي المشاريع الاخرى كشبكة المجاري وانابيب ماء الشرب ، ومع عدم توفر تخصيصات مالية لتنفيذ مشاريع بنى تحتية في هذه المناطق ، اصبحنا امام خيار ان نتبنى مساعدة الدوائر البلدية في تنفيذ بعض المشاريع لتقوم هي الاخرى بتنفيذ المشاريع الاخرى .
 
تقاطع
حسن المياحي مقاول لبناء الدور السكنية في المنطقة بين : ان اغلب سكان منطقة الثعالبة دفعوا مبلغ 750 الف دينار عن كل بيت من اجل توفير المبلغ اللازم للشركة التي نفذت مشروع المجاري ، واصبحت المنطقة مربوطة بشبكة تصريف مياه الامطار ، لكن وزارة البيئة لم توافق على استعمال شبكة الامطار لاغراض الصرف الصحي الذي تذهب مياهه الى نهر دجلة ولذلك سيتم تحويل الخط الناقل الى منطقة نهر ديالى ، واضاف المياحي: 
ما يهمنا الان هو تعبيد طرق هذه المنطقة بعد ان قمنا بمساعدة الدوائر الخدمية على تنفيذ مشروع المجاري بجهود ذاتية .  
 
تعاون
وجهاء من منطقة الثعالبة وبوب الشام بينوا ان تعاون المواطنين مع الدوائر الخدمية يسهل عملية تقديم الخدمات التي تحتاجها تلك المناطق ، اذ يقول احد وجهاء المنطقة : ان منطقة الثعالبةهي امتداد للعاصمة بغداد التي توسعت حدودها بعد زيادة نسبة السكان فيها ، وهي مفروزة بمساحة 200 متر للقطعة السكنية الواحدة ، وقسمت بعض بيوتها الى مساحة 100متر بفعل انفصال العوائل عن بعضها ، ومنذ تشييدها في بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى الان كانت وما زالت تشكو من قلة الخدمات البلدية ، فهي في فصل الشتاء موحلة وتصعب الحركة فيها ، وفي الصيف يعلوها الغبار ، وبعد ان يئس الاهالي من تقديم الخدمات البلدية  بادرنا كخطوة اولى في تنفيذ بعض المشاريع الخدمية لتسهيل مهمة الدوائر البلدية لاحقاً ، فقمنا بتأهيل بعض المدارس وجمع سكان المنطقة مبالغ مالية كبيرة لتمويل مشروع ربط المدينة بشبكات تصريف مياه الامطار والمجاري ، وهو نوع من التعاون المشترك لخدمة المناطق التي نعيش فيها .
 
 آراء
الباحث الاجتماعي سمير فاضل الجنابي  اشار الى ضرورة تفعيل مثل هذه المبادرات بتنفيذ مشاريع سريعة تحفز المواطن على روح المبادرة الجماعية ، فمن خلال قيام الاهالي في منطقتي الثعالبة وبوب الشام بجمع مبالغ كبيرة لتنفيذ مشروع شبكات المجاري،  الذي هو اصلا من مسؤوليات الاجهزة الخدمية والدولة، لا بد ان يشعر هؤلاء الناس بتقدير الخدمات التي يقدمونها في مساعدة المؤسسات الخدمية الحكومية وتسهيل مهمتها في مشاريع اخرى، فليس من السهل ان تدفع عائلة متوسطة الدخل او ربما اقل من هذا المستوى بكثير مبلغ 750 الف دينار او حتى 500 الف دينار من اجل تنفيذ مشروع لشبكة مجاري، واضاف الجنابي: روح المواطنة والتعاون التي يبديها اهالي هذه المناطق هي صورة مثالية عن الالفة والمحبة اللتين تقويان من اواصر العلاقات الاجتماعية بين ابناء المنطقة الواحدة من اجل التكاتف والتعاون لتذليل عقبات كانت كبيرة في بدايتها واصبحت تصغر شيئاً فشيئاً حتى تصل الى مرحلة التلاشي والاختفاء ، ويجب الاهتمام بمثل هذه المبادرات من خلال تسليط الاضواء عليها بشكل دائم . 
                                      
                المجلس المحلي 
رئيس المجلس المحلي في بوب الشام عبد علي عطيه الغراوي  قال : عدد نفوس منطقة الثعالبة وبوب الشام يصل الى 150 الف 
نسمة . 
واغلب اهالي منطقة الثعالبة وبوب الشام تبرعوا بمبالغ مختلفة لتنفيذ مشروع مجاري تصريف مياه الامطار ، فهناك محلات في منطقة الثعالبة دفعت مبلغ 750 الف دينار لكل بيت ، وقسم اخر دفع مبلغ 600 الف دينار و400 الف دينار .. فيما تبرعت مدارس بمبلغ 1000 دينار لكل طالب كتبرع لتنفيذ شبكات المجاري ، وهناك محلات سكنية مثل المحلة (365 ) لاتوجد فيها شبكة مجاري بسبب عدم مقدرة الاهالي في هذه المحلة على التبرع ، واضاف الغراوي : اعطت امينة بغداد موافقة لانشاء خط ناقل لمياه الامطار وليس المياه الثقيلة  لان وزارة الصحة والبيئة رفضت رمي مياه الصرف الصحي في نهر دجلة من خلال جداول البزل التي تلقي مياهها في النهر ، فهي قد تسبب امراضاً سرطانية مختلفة، حسب ادعائها ، ولذلك اقترحت  الوزارة تحويل الخط الناقل الى منطقة ديالى ويجري العمل على ذلك  حالياً .
 
                       أمانة بغداد
 امانة بغداد كشفت عن اعدادها خطة لاكساء جميع المحلات السكنية في العاصمة، لاسيما التي اكتملت بناها التحتية، فضلا عن مناطق الافرازات الحديثة. الناطق الاعلامي باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة قال:  ان الامانة اعدت خطة لاكساء المحلات السكنية ضمن قواطع 14 دائرة بلدية بجانبي الكرخ والرصافة، اذ سيتم جرد المحلات والبدء بالاكثر تضرراً اي التي تعاني من الحفر والمطبات نتيجة للاحمال الثقيلة للمركبات وانتهاء العمر الافتراضي لطبقة الاكساء، اعتماداً على الجهد الذاتي، وبين ان المناطق المشمولة بالاكساء تلك التي انتهت اعمال البنى التحتية فيها والتي تشمل مد الانابيب الرئيسة لتصريف مياه الصرف الصحي والامطار، علاوة على مد خطوط ارضية للتيار الكهربائي، الى جانب الانابيب الرئيسة الناقلة للمياه الصالحة للشرب، اضافة الى القالب الجانبي للشوارع الذي يسبق عملية الاكساء.
وبين ان مناطق الافرازات الحديثة ستشمل بعمليات الاكساء بعد ان انتهت اعمال البنى التحتية وازدياد النسبة المئوية لعدد الدور المكتملة البناء التي تزداد بشكل مستمر، منبهاً الى ان تأخر عمليات الاكساء للمناطق المذكورة يعود الى ضرورة الانتهاء من عمليات البناء في داخل المناطق، لاسيما التي تسلكها المركبات الكبيرة التي تنقل مواد البناء كالطابوق والاسمنت، حفاظاً على الشوارع من التضرر واحداث حفر ومطبات نتيجة للاحمال الثقيلة، واكد عبد الزهرة :  ان ملاكات دائرة المشاريع تمكنت من اكساء مليونين و398 الف متر بمختلف شوارع العاصمة الرئيسة والازقة الفرعية خلال العام الماضي.   
 
المصدر: الصباح